• نستعد لتقديم «يوم عاصم جدًا» على المسرح العائم والعرض مقارنة بين الماضى والحاضر • منفتحون على كافة الأشكال و«الاستاند أب» فرض نفسه بقوة لكنه لا يصلح كموسم • «هشتاج الضحك نعمة» دعوة لكل نجوم الكوميديا لتقديم عروض على مسرح الدولة.. وأتمنى أن تعود طفرة الستينيات أثارت عودة مسرح ميامى للحياة من جديد حالة فنية خاصة فى وسط العاصمة، وذلك بعد الإقبال الجماهيرى على أول عروض «طيب وأمير» تأليف أحمد الملوانى وإخراج محمد جبر، والذى يحقق الفلسفة الجديدة لفرقة المسرح الكوميدى تحت قيادة الفنان ياسر الطوبجى، والتى تقوم على تقديم عروض تناسب كل أفراد الأسرة المصرية، وتستلهم أجواء العصر الذهبى للمسرح الكوميدى فى ستينيات القرن الماضى. «الشروق» التقت بالفنان ياسر الطوبجى مدير المسرح الكوميدى، وطرحت عليه التساؤلات حول رؤيته للمرحلة المقبلة، وماذا بعد «طيب وأمير» فى خطته للمسرح الكوميدى خلال الفترة المقبلة. يقول الطوبجى: وددت منذ أن توليت مهمة المسرح الكوميدى تقديم عروض مبهجة وممتعة، لأن فكرة الضحك فى حد ذاتها رسالة، وإدخال السرور والبهجة والسعادة لقلوب الجمهور بشكل محترم وراقٍ دون إسفاف وابتذال هى رسالة سامية، ولم أجد ورقا يحقق أحلامى وطموحاتى أفضل من أيقونات المسرح الكوميدى، التى عاشت فى وجداننا وجعلتنا نحب فن التمثيل والمسرح، والعروض التى قدمها المسرح الكوميدى فى الستينيات، وجاءت فكرة «طيب وأمير»، عندما قدمت دور بديع خيرى فى مسلسل «الضاحك الباكى»، ومن المعتاد لدى، عند تقديمى لشخصية حقيقية، البحث عن هذه الشخصية أولًا، فكان فكرة الثنائى المبدع بديع خيرى ونجيب الريحانى، وفجأة طرأت لى فكرة «مسرحة» فيلم «سلامة فى خير»، وبدأت أبحث عن تيمة الشبيه وأصلها، وهى عن مسرحية فرنسية اسمها «الزائرون» للكاتب ساشا جيتارى، وأُخذ عنها فيلم «سلامة فى خير» و«صاحب الجلالة» و«جناب السفير» وكذلك فكرة مسرحية «الزعيم»، وبدأت التجربة مع المخرج محمد جبر والكاتب أحمد الملوانى، وهما مميزان جدًا بهذا اللون الكوميدى الراقى الذى كنت أرغب أن يُقدم على خشبة المسرح الكوميدى. من أين أتت فكرة أن يكون العرض معتمدا على البطولة الجماعية وليس البطل الأوحد؟ كنت مائلا أكثر لذلك، حتى يكون هناك مساحة لجميع الكوميديانات داخل العمل، حتى أن كان يقدم مشهدا أو مشهدين، ولكن فكرة البطولة الجماعية أو «البوكيه» تعطى لكل فنان مساحة لأن يكون بطل هذا المشهد، وكان هذا تفكير مخرج العرض محمد جبر أيضًا. ومن وجهة نظرك كيف يستعيد المسرح الكوميدى لما كان عليه قديمًا؟ هدفنا الرئيسى إدخال البهجة والسرور على الجمهور بمحتوى راقٍ، وهذا الفرق بيننا وبين المسرح التجارى والخاص، وتقديمنا لعروض تصلح لجميع أفراد الأسرة، حتى يخرجون من العرض يضحكون من قلبهم، عرض «طيب وأمير» يعد خطوة ثقة فى المسرح الكوميدى، وعودة هوية المسرح لطبيعته. ماذا عن خطة المسرح الكوميدى فى الفترة المقبلة؟ نحن منفتحون على كافة الأشكال الكوميدية، وهذا ما قيل فى مؤتمر «عام جديد ومسرح جديد» الذى عقده المخرج خالد جلال، رئيس قطاع الإنتاج الثقافى، فى مستهل عام 2023 بالمسرح القومى، وبعد «طيب وأمير» لدينا مسرحية ذات فصل واحد؛ نقدمها قريبًا على المسرح العائم، وهى «يوم عاصم جدًا» عن نص المؤلف أيمن النمر، رؤية وإخراج عمرو حسان، والعرض يقدم تيمة العودة من الماضى بشكل كوميدى ساخر، وبمحتوى متطور والمقارنة بين العصر الحالى والماضى، إيجابيات وسلبيات كل فترة، ولكن بشكل كوميدى ومضحك يجذب الجمهور ويعجبه. كما سنقدم عروض ديودراما ومونودراما باللون الكوميدى، وكذلك سنقدم الاستاند أب كوميدى، والذى استطاع أن يفرض نفسه بقوة، وذلك مع الأخذ فى الاعتبار أنه لا يصلح لأن يقدم كموسم، فهذا النوع من الفن يقدم كحدث بأيام محددة، وسوف نُعيد الصالون الكوميدى، واستضافة نجوم الكوميديا، ليلة مع جمهورهم وبتواجد الصحافة والإعلام، وفتح حوارات بين الجمهور ونجوم الكوميديا، وحديثهم عن مواقفهم مع الكوميديا وتاريخهم معها، والفن ملىء بنجوم الكوميديا ومنهم صلاح عبدالله وسامى مغاورى وبيومى فؤاد وأحمد فتحى ومحمد ثروت، لم نتفق مع أحد منهم بعد ولكن جميعهم أسماء مهمة على الساحة الكوميدية، وليس شرطًا أن يكون الضيف الكوميدى فنانا، وربما نستضيف إعلاميا أو مخرجا، والهدف الأساسى من كل ما نقدمه هو خلق مساحة من البهجة. ومن أين جاء «هشتاج الضحك نعمة» الذى يستخدمه المسرح الكوميدى فى التواصل مع السوشيال ميديا؟ الكوميديا هى علاج سلوكى ومجتمعى ونفسى للشخص، ونحن شعب عاشق للضحك، ومتعارف على أنه ساخر بطبيعته، والهاشتاج هو دعوة لكل فنانى الكوميديا المصريين لكى يقدموا عروضًا على مسرح الدولة، ويذهبوا للشريحة الأكبر والأعظم فى مصر، شريحة وسط البلد، الطبقة المتوسطة والأقل، لأن تذكرة مسرح الدولة والمسرح الكوميدى مناسبة لكل الأسر، فكرة عودة السهرات العائلية للمسرح وبتكلفة بسيطة وممتعة، وفكرة تواجد نجوم الكوميديا على المسرح الكوميدى وتقديمهم لعروض على مسرح الدولة، هذا يعتمد على ثقافة النجم وحق الجمهور على الفنان أن يذهب إليه بتكلفة فى متناول الجميع، والفنان الذى يفعل ذلك يحترمه الرأى العام، وأتمنى أن تعود طفرة الستينيات فى المسرح المصرى من جديد، والتى تربينا عليها وعشقنا الفن المصرى والمسرح من خلال أعمال قدمته تلك الفترة. وكيف ترى فكرة عودة نجوم مركز الإبداع الفنى للمسرح من خلال المسرح الكوميدى؟ فى عرض «طيب وأمير» يشارك 4 نجوم من مركز الإبداع فى العرض، وإن تم حسابى ضمن فريق العمل كمدير المسرح، يصبح العدد 5، ولكن دعونا نتفق أن مركز الإبداع يتخرج منه شريحة من الفنانين ذوى ثقة فنية وأخلاقية وسلوكية متميزة، وهو مركز محطة أساسية لمعظم النجوم الذين انطلقوا خلال العشرين عامًا الأخيرة، بداية من الدفعة الأولى التى انتمى إليها، ومرورا بنجوم كثيرين تألقوا فى السينما والدراما التليفزيونية، والممثل الكوميدى هو ممثل قوى جدًا، من وجهة نظرى يستطيع أن يقدم كل الألوان الفنية، لأنه أكثر شخص يكون على وعى بحزن وإنسانية الناس، ويحاول من خلال الفن أن يسعدهم ويبهجهم. هل توقعت هذا الإقبال الجماهيرى الذى يشهده المسرح الكوميدى؟ الحمد الله المسرح الكوميدى يرفع لافتة «كامل العدد» من افتتاح أول العروض وحتى الآن، ونحن بذلنا مجهودا كبيرا فى هذه التجربة، وأنا أنتمى لمدرسة الكيف وليس الكم، وأسعى دائما لانبساط الناس، وهذا يعود على إيراد المسرح الكوميدى، والذى أصبح منافسا للمسرح التجارى، وهذا فى حد ذاته تحقيق إيراد مختلف، الإقبال على العرض يحقق الإيراد، حتى لو بالتذكرة البسيطة والتى ستحقق الإيراد المناسب فى حدود هذه التذكرة، معادلة صعبة تحقيق إيراد مع الدور الأساسى للمسرح من تنشيط ثقافى، والحمد الله استطعنا تحقيق المعادلة الصعبة.