تحول الفنان المصرى البريطانى خالد عبدالله إلى علامة بارزة فى تجسيد الشخصية العربية فى أفلام هوليوود، حيث انهالت الأدوار عليه بعد أن قدم دور الإرهابى العربى الذى يخطف طائرة أثناء أحداث 11 سبتمبر فى فيلم «يونايتد 93»، قبل أن يلعب دور مهاجر أفغانى فى فيلم «الطائرة الورقية» وأخيرا يجسد دور مترجم عراقى فى فيلم «المنطقة الخضراء» الذى يعرض حاليا خالد عبدالله أعرب ل«الشروق» عن فخره بانتمائه لمصر وبريطانيا، ويرى أن ذلك منحه فرصة لتلمس الاختلافات بين الثقافتين.. كما تحدث عن أسرار وكواليس فيلم «المنطقة الخضراء». تحدث خالد عبدالله فى البداية عن دوره فى الفيلم، وقال: أجسد دور المترجم العراقى المصاب فى قدمه حيث تدور الأحداث عن ذهاب أحد الجنود الأمريكيين إلى العراق فى محاولة العثور على أسلحة دمار شامل وصواريخ متفجرة مخزونة فى الصحراء العراقية قبل اكتشاف خداع الإدارة الأمريكية والتأكد من عدم وجود أسلحة من الأساس. ما السبب الحقيقى وراء وجودك فى «المنطقة الخضراء»؟ أردت العمل مع المخرج بول جرينجراس مرة أخرى بعد أن عملنا سويا فى فيلم «يونايتد 93». وما الذى يعجبك فى طريقة عمله؟ يعجبنى كثيرا التزامه تجاه عمله والموضوعات التى يتناولها، فهو راوى قصص رائع وأفلامه مليئة بالطاقة سواء كان ذلك فى موقع التصوير أو بعد ذلك على الشاشة، وهو يعتبر إمتاعا حقيقيا للممثل. متى كانت أول مرة سمعت فيها عن «المنطقة الخضراء»؟ بعد الانتهاء من فيلمى «الطائرة الورقية» بفترة قصيرة، علمت أن بول يستعد لتقديم فيلمه القادم، وبعد ذلك طلب منى تقديم الشخصية العراقية فى الفيلم «فريدى». وما هى وجهة نظرك فى هذه الشخصية؟ أرى «فريدى» كشخص إنسانى جدا وصاحب قلب كبير، فقد كان الأمر مثيرا بالنسبة لى أن أتعلم وأعرف المزيد عن العراقيين الذين عاشوا الحرب والاطاحة بصدام حسين، فقد كان هناك الكثير من الأحداث. ما هى ذكرياتك حول تصوير فيلم «المنطقة الخضراء» فى إسبانيا، وإنجلترا والمغرب؟ ذكرياتى فى غاية الروعة والمتعة وأشعر بالسعادة لوجودى فى كل هذه الأفلام الشرق أوسطية ولكن كانت هذه هى المرة الأولى لى فى المغرب وبالفعل كانت رائعة، وأعتقد أننى أستفيد من اللغة كثيرا فقد ساعدتنى بشكل كبير ،وأحببت أيضا وجودى فى إسبانيا والتصوير بالقرب من منزلى فى إنجلترا وبطبيعة الحال تتأثر ذكرياتك بالفيلم الذى تصنعه فإذا كنت تقدم عملا جيدا فتكون ذكرياتك عن المكان أيضا جيدة. كان لتعاون فريدى مع شخصية «ميلر» التى يجسدها «مات ديمون» فى الفيلم أثر فى تغير أحداث القصة.. كيف يمكنك تفسير العلاقة التى نشأت بينهما؟ هما رجلان كان يمكن أن يكونا أصدقاء مقربين فى ظروف مختلفة عن التى تقابلوا فيها، فحياتهما متوازية وأصبح لديهما الكثير من الأسئلة بعد الدخول فى الأمر ومعايشة الحرب، فيبدأ ميلر فى توجيه الأسئلة لنفسه «ماذا أفعل الآن؟».. أما بالنسبة لفريدى، فأستطيع أن أتصور أنه كان من الصعب استجواب الناس من بلده خاصة إذا كانت الأمور لا تسير فى الاتجاه الصحيح كما كان يتوقع، لأنه هو الشخص الذى كان سينهى الإقامة هناك فى ظل وجود النتائج المترتبة على السيناريو الذى تم صنعه من قبل أشخاص آخرين. فريدى كان شخصا أعرج.. كيف أمكنك عمل ذلك؟ توجهت إلى مستشفى جون رادكليف فى اوكسفورد وهناك تمت مساعدتى كثيرا بفضل الأطباء المتخصصين فى العلاج الطبيعى الذين يعملون مع المبتورين وبعد ذلك ظللت أمارس هذه الحركات وأعرج أثناء المشى الطويل خاصة وأنا أتنزه مع صديقتى فى الحدائق. وما كان رأى بول فى حركتك؟ فى الحقيقة فقد خيرته بين حركتين وفى النهاية اقتنع بواحدة. إلى أى درجة تشابه العمل مع بول فى فيلم «يونايتد 93» بهذه التجربة الجديدة؟ العمل معه ممتع للغاية لأنه حتى لو أنك عملت معه من قبل فيظل لديك الإحساس بأن هذه المرة مختلفة عن أى عمل قدمته من قبل أو ستقدمه، لأنك لا تعرف ما الذى يمكن أن يحدث، ففى فيلم «يونايتد 93» كان هناك مسئولية كبيرة تجاه الموضوع الذى يحمل قضايا إنسانية ونظريات مختلفة للحقيقة وتكون أيضا مسئولا عن اتخاذ القرارات طبقا لما تراه. وما الاختلافات بين العملين؟ لم يكن لدينا سيناريو فى «يونايتد 93» ولكن كان يوجد فى «المنطقة الخضراء» الاختلاف الآخر هو حجم الفيلم، والاختلاف الرئيسى كان هو أننا فى فيلم «المنطقة الخضراء» كان يمكن أن نغير قصة الشخصيات فى الفيلم وهو ما خلق إيقاعا تعاونيا فريدا. وماذا عن مات ديمون؟ هو شخص دافئ، سخى، عطوف ووجوده يضفى جوا من السعادة، فمات هو شاب عادى فى ظروف استثنائية. وكيف يكون كممثل؟ هو يعتبر واحدا من أعظم ممثلى جيله وأغلب ذلك لا يعود فقط إلى ما يفعله أمام الشاشة ولكن أيضا خارجها لأنه يعمل دائما على شىء يؤمن به فيعطيه كل ما لديه، فمات يعتبر مركز للجاذبية كممثل يجعله لا يتزعزع عن مكانه وهو ما يجعله يستطيع أن يصنع معنى لأى موقف يوضع فيه.. فهى هدية!