أحببت تقديم الدراما الاجتماعية لأنها قريبة من الناس كلما كان العمل به رسالة أخلاقية أصبح أفضل وهذا هو الأساس فى الفن شخصيتى فى المسلسل لا تشبهنى فى الحقيقة سوى فى رومانسيتها تربطنى بمى عمر صداقة قوية وعندما عرضت عليها فكرة العمل أعجبت بها اعتذرت من قبل عن المسلسل بسبب «الاختيار 3» والمؤلفة رفضت الاستعانة بممثل آخر وانتظرتنى خاض الفنان ياسر جلال تجربة جديدة ومختلفة فى مشواره مع الدراما، وقدم لأول مرة عملا اجتماعيا من 15 حلقة فى السباق الرمضانى، بعنوان «علاقة مشروعة»، وعرض فى النصف الأول من الشهر الكريم، وحقق المسلسل تفاعلا كبيرا مع الجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعى، حيث يتناول بشكل جاذب إحدى أزمات ومشاكل الحياة الزوجية. وفى حواره ل«الشروق» كشف ياسر جلال عن سر انجذابه للمسلسل، وكيفية استعداده للدور، والصعوبات التى واجهها خلال العمل، وما القضية التى يناقشها المسلسل، وإلى أى مدى تتوافق شخصيته مع الشخصية التى لعبها، وكواليس مشاركته مع مى عمر للمرة الثانية. فى البداية سألته: ما الذى حمسك لدخول عالم ال15 حلقة فى موسم رمضان؟ أعتمد على السيناريو وفكرة العمل، وقد جذبنى مسلسل «علاقة مشروعة» وهو عمل يقدم موضوعا اجتماعيا لا يمكنه أن تتناوله فى أكثر من 15 حلقة، فعندما تكون عدد الحلقات أقل يكون الإيقاع أسرع والتأثير أقوى، والواقع أن التلفزيون المصرى فى الماضى كان يعرض مسلسلات من سبع حلقات «السباعية»، وهو أول من قدم أعمالا بعيدا عن 30 حلقة، كل شىء وفقا للدراما دون تقييد بعدد حلقات معين، وكل شىء كان موجودا على حسب الفكرة التى نريد تقديمها، والإطار الذى يناسب الحدوتة التى نقدمها، وكل شىء يتوقف على ما الذى سنقدمه، دون مط أو تطويل، وأنا أحرص دائما فى الأعمال التى أقدمها على أن يكون العمل متماسكا ويحمل رسالة قوية، وهذا ما وجدته فى مسلسل «علاقة مشروعة». وكيف قرأت شخصية «عمرو» التى تقدمها فى «علاقة مشروعة»؟ شخصية «عمرو» جذبتنى للعمل من أول قرأتى للسيناريو، وذلك لأنه يحمل موضوعا جديدا ومختلفا علىَّ، وأحببت أن أقدم هذا اللون لأنه لون قريب جدا من الناس، وطريقة الحكى فى المسلسل مختلفة وكذلك البناء الدرامى، فهو يعتمد على عنصر التشويق والمفارقة الدرامية وهذا النوع يكون جذابا جدا للمشاهدة، والمؤلفة سماح الحريرى كاتبة مهمة وكبيرة، واشتغلت معها من قبل، فى «القاصرات» و«ساحرة الجنوب»، وكنت متحمسا جدا للعمل معها للمرة الثالثة فى «علاقة مشروعة»، والعمل مع كاتب كبير يعطى الممثل ثقة فى المشروع الذى يقدمه. وهل احتاجت شخصية «عمرو» لكثير من التحضير؟ بعد قراءة السيناريو بشكل جيد ولأكثر من مرة، بدأت الدخول فى المرحلة التالية وهى أننى أقوم بقراءة دورى بتركيز، ووضع تاريخ للشخصية، وأضع نقاطا حول ما الذى حدث قبل انطلاق الأحداث، وأبدأ أتخيل الجزء الذى لم يقصه المسلسل، وإذا لم يكن هناك تاريخ للشخصية فى السيناريو أقوم بوضعه، وبعد ذلك أقوم برسم ملامح وأبعاد للشخصية وأتطرق إليها وأحددها بشكل واضح، فمنها البعد المادى مثل الشكل الخارجى والجسمانى وحركته وطريقة مشيه وتعبيرات وجهه، ثم البعد الاجتماعى الذى يتضمن لبسه وشكله ومكان سكنه، وحالته المادية سواء غنى أو فقير، ومن هم جيرانه وأهله، وما هى الطبقة التى بينتمى إليها، والبعد النفسى الذى يتضمن مشاعره وأحاسيسه وطموحاته ورغباته وطباعه، فكل ذلك أقوم برسمه للشخصية وبعد ذلك أبدأ فى التعامل مع كل مشهد على حده من خلال الأبعاد الخاصة بالشخصية. ما الصعوبات التى واجهتك خلال العمل؟ الصعوبات التى واجهتنى هى صعوبات التى تواجه أى فنان أو ممثل فى تحضيره للشخصية، تتمثل فى التعب والإرهاق الشديد والالتزام بالمواعيد، لأننا نصور فى ظروفا مناخية صعبة، وفى عدد ساعات عمل طويلة جدا، فضلا عن أن شغلتنا مرهقة لأبعد حد، كما أن فكرة تحولى من الأكشن إلى الاجتماعى فى «علاقة مشروعة»، مثل عبئا ذهنيا ونفسيا على كممثل. قصة «علاقة مشروعة» حقيقية فهل راهنت على نجاح المسلسل لأنه واقعى؟ لابد أن يكون الفنان حريصا على تقديم أعمال يرى فيها الجمهور نفسه، أو يشاهد شيئا ما يخصه فى سياق الأحداث، ومن هنا يتعلق الجمهور بالعمل الذى يقدمه، وينتبه للرسالة التى يقدمها فى العمل، وكل ذلك لابد أن يتم فى إطار مشوق وجذاب لكى يتلقى الجمهور الرسالة بشكل جيد، والأمور المتعلقة بالخلافات الزوجية والمشاكل الأسرية موجودة فى مجتمعنا بكثرة مثل باقى المجتمعات الأخرى. هل تعتمد على تقديم رسالة فى أعمالك أم ترى أن التسلية هى الرسالة؟ التسلية والإمتاع بالتأكيد رسالة ولكن كلما كان العمل به رسالة أخلاقية كلما كان أفضل وأحسن، وهذا هو الأساس فى الفن، وفى الدراما تحديدا، لأن الدراما بدأت فى الأساس طقسا دينيا عند اليونان القدماء، وكان البطل يقع فى غلطة ويمر بتجربة قاسية جدا، ويخطئ ثم يتطهر فى آخر العمل، فيأخذ المشاهد عظة وعبرة ولا يخطئ مثله، والدراما مبنية فى الأساس على تقويم أخلاق المجتمع وأخلاق الشخص نفسه بنسب مختلفة، وكل ذلك يتم فى إطار من التشويق. ما هى الخلاصة التى تعتبرها نصيحة يقدمها المسلسل للأزواج؟ بعض الأزواج يتعرضوا لفتور فى العلاقة الزوجية بعد فترة من الزواج، فمن هنا الرجل تحديدا يصبح ضعيفا ويكون معرضا لأن يقبل على الزواج الثانى، والمسلسل يناقش قضيتين فى غاية الأهمية، منها العنف ضد المرأة وهو أمر مرفوض تماما لأنه يفسد العلاقة فى المجتمع، ويجعل المرأة تكره الرجل، كذلك يناقش العمل الزواج الثانى، وهذا من الأشياء التى تتطلب تفكيرا جيدا من الزوج 1000 مرة قبل أن يقدم عليها، لأنه لن يستطيع أن يحقق العدل بين زوجاته، فلابد أن يكون حريصا جدا أن يكون عادلا، وألا يظلم زوجته، من وجهة نظرى. إلى أى مدى تتوافق شخصية «عمرو» أو تختلف مع شخصية ياسر جلال؟ شخصيتى فى المسلسل لا تشبهنى فى الحقيقة، لكن يجمع بيننا أننا شخصيتان شرقيان ورومانسيان، لكن لا يوجد أى تشابه فى باقى الصفات على الإطلاق. وماذا عن كواليس العمل مع مى عمر وفريق العمل؟ الفنانة مى عمر هى أختى وهى فنانة جميلة وشاطرة ومجتهدة، وأرى أنها تتطور على مستوى الأداء التمثيلى، وطبعا بينا كيميا وانسجام على مستوى التمثيل، بدأت من مسلسل «الفتوة»، وأنا علاقتى بمى علاقة صداقة قوية جدا، وعندما عرضت عليها قصة المسلسل أعجبتها، وقررنا نقدمه مع بعض، والحمدلله كل الناس تابعت المسلسل وسعيدة به، وأنا سعيد بالتعاون مع مى عمر. كيف ترى تمسك صناع العمل بك لتقديم المسلسل؟ مسلسل «علاقة مشروعة» كنت سأقدمه من سنتين، لكننى دخلت مسلسل «الاختيار 3»، واعتذرت للمؤلفة سماح الحريرى عن العمل، وطلبت منها أن تستعين بأى زميل آخر لتقديم العمل، لكنها رفضت وقالت لى إنها ستؤجل العمل لحين انتهائى من مسلسل «الاختيار 3»، وبالفعل فضلت منتظرة حتى انتهيت من المسلسل والحمدلله كان من نصيبى أن أقدم «علاقة مشروعة»، وبكل تأكيد حدثت بعض التغييرات البسيطة طوال هذه الفترة، لكن أساس المسلسل ظل كما هو، لم يكن به أى تغيير، لأنه قائم على مشاعر وعلاقات إنسانية وموضوع اجتماعى رومانسى، فهو يصلح لأى زمن وأى وقت.