أفادت مسئولة في مقر جوجل في بكين إن يوم الثلاثاء كان يوما عاديا رغم تجمع عدد كبير من الصحفيين أمام مكاتب المجموعة الأمريكية، وذلك بعيد ساعات على إعلانها إنهاء الرقابة على محرك بحثها باللغة الصينية. وقالت مارشا وانج المتحدثة باسم جوجل الصين: "كل ما يمكنني قوله إن الأعمال متواصلة بشكل عادي", مضيفة أنها لا تملك أي معلومات حول عمليات تسريح محتملة أو نقل موظفين إلى هونج كونج وأن المجموعة ستعمد إلى إحداث تعديلات طبقا للمنحى الذي تتخذه الأمور. وأوضح ديفيد دراموند المدير القانوني للشركة على الموقع الرسمي لمدونة جوجل: "نعتزم مواصلة أعمال البحث والتطوير في الصين والإبقاء على وجود تجاري، رغم أن حجم الفريق التجاري سيتوقف بالطبع على قدرة المستخدمين في الصين القارية على الوصول إلى موقع جوجل.كوم. اتش كاي (جوجل هونج كونج)". وأعلن عملاق الانترنت يوم الاثنين في واشنطن أنه سيحول مستخدميه إلى موقعه في هونج كونج للالتفاف على الرقابة التي تفرضها عليها السلطات الصينية، بدون وقف نشاطاته في الصين. غير أن السلطات الصينية قادرة على ما يبدو على الاستمرار في حجب المواقع الحساسة عن مستخدمي الانترنت الصينيين الذين يقارب عددهم 400 مليون, حيث ظل من المتعذر يوم الثلاثاء الدخول من محرك جوجل الصيني إلى مواقع إنترنت تغطي مواضيع حساسة بنظر السلطات الصينية, وإن كان مستخدمو الإنترنت يتحولون تلقائيا عند محاولة الدخول إلى موقع "جوجل.سي ان" إلى موقع "جوجل.كوم.اتش كي"، إلا أن البحث عن مواقع تتعلق مثلا بحركة فالونجونج الروحية المحظورة في الصين يؤدي إلى صفحة بيضاء تقول إن "إنترنت إكسبلورر" غير قادر على نشر هذه الصفحة. وحجب هذه المواقع يشير إلى أن نظام الرقابة الذي فرضته السلطات الصينية قادر على ضبط كل عمليات البحث التي تجري في الصين بالرغم من قرار جوجل, ومن المواقع التي لا تزال محجوبة، مواقع منظمات تعتبرها السلطات الصينية معادية للبلاد مثل صحيفة "ايبوك تايمز" أو مجموعات مؤيدة لحركة 4 يونيو 1989 من اجل الديمقراطية وأيضاً موقع يوتيوب و تويتر. يُشار إلي أن قرار مجموعة جوجل بوقف الرقابة الذاتية على موقعها الصيني بدون وقف عملياتها في الصين قد أثار غضب السلطات الصينية. وقال مسئول صيني مكلف الإنترنت في المكتب الإعلامي لدى مجلس الدولة خلال يوم الاثنين إن "جوجل انتهكت وعدا خطيا قطعته لدى وصولها إلى السوق الصينية بوقف الرقابة على محرك بحثها والتلميح إلى أن الصين تقف خلف الهجمات المعلوماتية التي شنها قراصنة". وأعلنت وزارة الخارجية الصينية يوم الثلاثاء إن الحكومة ستتعامل مع قضية جوجل "وفقا للقانون" بعد أن بدأت جوجل في إعادة توجيه المستخدمين في البر الصيني إلى محرك البحث في هونج كونج. وصرح تشين قانج المتحدث باسم وزارة الخارجية في مؤتمر صحفي معتاد بأن الخطوة التي اتخذتها جوجل خطوة فردية من جانب شركة تجارية ويجب ألا تؤثر على العلاقات الصينية الأمريكية إلا إذا جرى تسييسها من جانب آخرين.