استطاعت الدكتورة أوليفيا عدلي، الباحثة بالجامعة التكنولوجية في منطقة شانون ميدلاندز، في الغرب الأوسط بأيرلندا، ابتكار تقنية لإعادة تدوير النفايات من أغلفة المواد الغذائية، في مشروع تقني مبتكر. منذ تخرجها من كلية الصيدلة جامعة القاهرة وخلال رحلتة الماجستير والدكتوراة قادت أوليفيا عدلي، الكثير من الأبحاث العلمية والصناعية الخاصة بإعادة تدوير النفايات البلاستيكية. وتواصلت "الشروق"، مع الدكتورة أوليفيا عدلي، للوقوف على تفاصيل أكثر عن مشروع إعادة تدوير النفايات باستخدام أغلفة المواد الغذائية. وتقول أوليفيا عدلي، إن "مشروع التقنية، هو عبارة عن خطوة نموذجية في تقديم اقتصاد دائري للنفايات البلاستيكية والأقمشة من البوليستر. فالفكرة تعتمد على عملية/تقنية جديدة للتكسير الكيميائي للبوليستر وتحويله إلى المونومرات (مواد البناء الأساسية للبوليستر) الخاصة به باستخدام تفاعل كيميائي بسيط حيث يمكن إعادة بلمرة هذه المونومرات لبوليستر مرة أخرى والذي بدوره يدخل في تصنيع بلاستيك وأقمشة عالية الجودة وبالتالي تقليل البصمة الكربونية". وتابعت، أما تأثير التقنية يتخلص في عدة نقاط، وهي: 1. إزالة البلمرة الكاملة للنفايات البلاستيكية والأقمشة من بوليستر في أقل من 10 دقائق؛ ما يسمح بالخلاص من كميات كبيرة من النفايات وتحويلها إلى مادة ذات عدة استخدامات وتطبيقات. 2. تقليل 50% من الطاقة المستخدمة و50% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، مقارنة بإنتاج المونومرات من الوقود. 3. توفير مواد بلاستيكية معاد تدويرها عالية الجودة وتمكين لجيل ثاني من المواد البلاستيكية الصديقة للبيئة والقابلة لإعادة التدوير. وعن مشروع الابتكار الحيوي للاقتصاد الدائري للبلاستيك، تقول عدلي: "في حين أن المواد البلاستيكية ذات الاستعمال الواحد قد تخدمنا لبضع ثوان، أو دقائق، إلا أنها تمكث في بيئتنا مدة تبلغ حد ال450 سنة لينتهي بها المطاف في محيطاتنا". وأكملت: "هذا ما دفعني للتقدم للعمل كباحث ما بعد الدكتوراة بإعادة التدوير للنفايات البلاستيكية في مشروع ممول بقيمة 4,2 مليون يورو بين الاتحاد الأوروبي والصين بعنوان "الابتكار الحيوي للاقتصاد الدائري للبلاستيك" في أيرلندا في 2020". ومن هنا جاءت البداية "حيث حولت كل علمي الكيميائي من العلوم الصيدلية وتركيبات الأدوية إلى تركيبات المواد البلاستيكية والعمل على تجارب عديدة للتكسير الكيميائي للبلاستيك إلى المواد الأصلية الخاصة به وإعادة تصنيعه مرة أخرى من هذه المواد لتحقيق معادلة الاقتصاد الدائري"، حسبما أضافت. وتحدثت عن تقنيتها التي تعمل على التكسير الكيميائي للبوليستر الموجود في النفايات من البلاستيك والأقمشة بصورة سريعة وعالية الإنتاجية، قائلة إنها استخدمت الماكينات الضخمة في المصنع التابع للجامعة لإجراء التفاعلات الكيميائية التي تُنفذ في المعمل، من خلال هذه الماكينات التي تعمل على إسالة وتشكيل البلاستيك. وذكرت أنها بالفعل عدلت التفاعلات حتى تعمل بكفاءة وأمان داخل الماكينات ونجحت العملية نجاحا باهرا لدرجة، تلقيبها بالساحرة "magician" لأن الموضوع كان بالفعل صعب تنفيذه ويتطلب إدخال النفايات من البلاستيك أو الاقمشة من ناحية واستقبالها من الناحية الأخرى مكسرة تماما كيميائيا في وقت قياسي، فهذه التفاعلات تتطلب وقتا طويلا والعمل عند درجة حرارة وضغط معينين. وأشارت إلى تسجيل براءة اختراع بالتقنية وهي قيد النشر في الوقت الحال، مشيرة إلى حصولها على تمويل 6 ملايين يورو للعمل على 3 مشاريع إضافية تطبق التقنية المبتكرة؛ مضيفة: "أصبحت أنا من يقود فريق بحثي في مجال إعادة التدوير الكيميائي بداخل المجموعة البحثية الكبيرة". وعن مشاريع الماجستير والدكتوراة الخاصة بها، لفتت عدلي، إلى أنها تخرجت من كلية الصيدلة جامعة عين شمس في عام2010 بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، وكانت شغوفة بالبحوث التطبيقية التي تتبنى فكرة التنمية المستدامة منذ تخرجها. وتابعت: "حصلت على درجة الماجستير في التطبيقات البيئية لتقنية النانو من جامعة النيل عام 2013 من خلال منحة دراسية ممولة. و في عام 2016 حصلت أيضا على درجة ماجستير أخرى في مجال الكيمياء التحليلية الصيدلانية من جامعة القاهرة، وتم تمويل أطروحتي المعنية باستخدام المركبات النانوية لمعالجة مياه الصرف الصحي وتطبيقات تحلية المياه من خلال مشروع هيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار المصرية". كما حصلت على الدكتوراة في مجال الكيمياء التحليلية عام 2019 من كلية الصيدلة جامعة القاهرة، ذاكرة أن أطروحتها كانت تتضمن تصنيع جزيئات نانونية واستخدامها للاستخلاص والتحليل الدقيق لمواد فعالة خاصة بأدوية تستلزم المراقبة الطبية لنسبها بالجسم. وأشارت إلى سعيها جاهدة لأن تصبح رائدة أعمال أكاديمية يمكنها توليد أفكار ونقلها إلى منتجات جديدة لتحقيق منافع اقتصادية واجتماعية لمصر والعالم أجمع. وقالت إنها تمهد مسارها لقيادة فريق بحثي خاص بها على مشاريع تختص بإعادة التدوير للبلاستيك والنفايات الزراعية باستخدام الكيمياء الخضراء لتحقيق رؤية الحياة المستدامة والاقتصاد الدائري والذي يعد ركيزة أساسية في خطة مصر والعالم ل2030.