السوشيال ميديا وخاصة الفيسبوك هو عالم كبير يضم كثيرا من الأشخاص، وعندما يحصل شخص على متابعين كثر، فإنه يسعى جاهداً إلى توثيق حسابة، وهناك توجد مجموعات خصصت نفسها لعمل حيل تستهدف راغبي الحصول على العلامة الزرقاء أو علامة التوثيق، فيقع الشخص فريسة في أيديهم، حيث إنهم يقومون بنشر إعلانات وهمية بطرق ملتوية وغير شرعية لمن يريد توثيق حسابه أو لمن يريد زيادة عدد المتابعين عنده. حلم العلامة الزرقاء والرغبة في الشهرة أصبح هوسا عند الكثير، لذلك يمكنهم بكامل إرادتهم دفع أموال طائلة مقابل الحصول على "العلامة الزرقاء" دون النظر إلى العواقب الناتجة عن الطرق غير الشرعية، ف كمْ من شخصية مشهورة أو فنانين قد تعرضوا لانتحال شخصيتهم بسبب ظاهرة التلاعب بالتوثيق. فالتوثيق لفظاً معناه (التأكيد، والتأمين، والتمكين) يمكن الشخص من تأمين حسابه والسيطرة عليه دون غلقه، ووضع قبضته فقط عليه حتى لأيتم سرقته، وهذا طموح بعض الأشخاص، أما البعض الآخر يتعامل معه على أساس أنه تكملة الوجه الاجتماعية وسبيل للتفاخر، مما يجعل منهم فريسة سهله للنصب، والخروج عن الهدف الأصلي للتوثيق، فكيف يحدث هذا؟ وفي هذا الشأن، أجاب إسلام جمال مصمم الجرافيك وخبير السوشيال ميديا، على كل تلك الأسئلة، قائلا في تصريحاته: «الفيسبوك في السابق كان يسمح بتوثيق حسابات الفنانين والصحفيين والكُتاب المشهورين، وكان من الصعب الحصول عليه عكس الآن بات الأمر سهلا، فالآن يمكن تقديم طلب إلي "فيس بوك" ويتم الرد عليك بالقبول أو الرفض». وواصل: «فيس بوك" يطلب في البداية عدة بيانات لإتمام التوثيق مثلا: جواز السفر أو البطاقة الشخصية، وعدد المتابعين لا يقل عن 10 آلاف متابع، ويتم مقارنة الصورة الشخصية بصورة البطاقة للتأكد أن الحساب ليس وهميا، بالإضافة على سؤالك عن سبب طلب التوثيق، وفي النهاية يتم تقديم الطلب، وتنتظر الرد خلال 24 ساعة على الأقل أو أسبوع على الأكثر». وأوضح: «من أشهر طرق توثيق الحساب المزيف هو حصول أحدهم على هوية فنان أجنبي وتوثيق حساب باسمه، وبعد فترة يقوم بتغير اسم الصفحة لتكون باسم فنان عربي، ويتربح منها على اعتبار أنها صفحة فنان شهير، وبرغم أن الفيس بوك شديد الخصوصية إلا أنه يقع فريسة لتلك الحيل طالما أن الشخص المزيف يملك الهوية للشخص المشهور». ونوه: «من الضروري الحفاظ الشديد على سرية البيانات الشخصية، وعدم تداول أوراقنا الرسمية عبر رسائل مواقع التواصل، لنتفادى حيل الاختراق وسحب واستغلال البيانات، فهذه الحيل لا تقتصر على المشاهير فقط». وشدد: «مع صعوبة عملية التوثيق إلا أنه توجد للشخصيات السياسية أو الشخصيات العامة المرموقة بعض الاستثناءات في طلب بيانات التوثيق، فتقوم الشخصيات الوهمية بعمل الحيل غير الشرعية وليس فقط لغرض الحصول على. هويات، إنما صارت عملية "بيزنس" يقوم بها الشخص الوهمي الحصول على أموال مقابل توثيق حسابات لأشخاص أخرى ونشر أخبار عنهم، ولا تغتر في النظر إلى عدد المتابعين، فالآن يسهل شراء متابعين وهميين وهي عبارة عن روبوتات تقوم بعمل تفاعل مزيف، فزيادة عدد المتابعين لا يدل على أن الحساب غير وهمي، فيجب الحذر كل الحذر». وبنقل طرق النصب المختلفة، تقول صاحبة حساب تجاري، وتسعى جاهدة لتوثيقه نظراً لصعوبة توثيق الحساب التجاري عن العادي، أنها رأت إعلان على "فيس بوك" مضمون الإعلان أنه يسهل توثيق الحساب ويبلغ ثمن التوثيق 15 ألفاً، وبعد أن حولتها للوسيط، قام بحظرها وغلق الحساب المزيف، واخترق حسابها أيضاً ليقوم بمسح جميع الرسائل حتى لا يكون معهم دليل ليتم التبليغ عنه. وتقول أخرى إنه تواصل أحد الأشخاص معها عن طريق رقم هاتف الذي وضعته في ال "Bio" يخبرها أن الشركة رأت زيادة عدد متابعينها وآرائهم الإيجابية عنها، مما يؤهل حسابها للتوثيق، فقط عليها إرسال كلمه المر و للتأكد أنها مالكة الحساب، وتمت سرقته منها. ولتتمكن من الحصول على توثيق بنجاح، كشف إسلام جمال، أنه يجب اتباع الخطوات الآتية: «وضع صورة غلاف، وضع صورة شخصية لمستخدم الصفحة، كتابة اسم لصفحتك على الفيسيوك، الصفحة يجب أن يكون بها محتوى، وتمكين متابعة الصفحة، وبعدها تقديم طلب التحقق من الحساب».