يزخر دير سانت كاترين بجنوب سيناء، بالعديد من المناطق المقدسة، لذا فهو قبلة للسائحين من محبي السياحة الدينية بأنحاء العالم، ويحرص زواره على زيارة شجرة "العليقة" لاستكمال مناسك الحج الخاصة بهم، لذا فهي تعد من أهم المعالم السياحية بالدير، لكونها معجزة إلهية داخل الدير، كما تعد من الأشجار العتيقة بالدير. وقال سليمان الجبالي دليل بدوي "مرشد سياحي" بسانت كاترين، إن شجرة العليقة ارتبطت على مر العصور بقصة سيدنا موسى عليه السلام، التي تعد من القصص والحكايات التي لها قيمة كبيرة في كل الأديان السماوية اليهودية والمسيحية والإسلامية، وتعد شجرة "العليقة" شجرة مقدسة حيث كلم الله عندها سيدنا موسى. وأوضح "الجبالي"، في تصريح ل"الشروق"، أن الشجرة توجد في الوادي المقدس طوى الذي ذكر في القرآن الكريم في سورة طه، وتوجد الشجرة حتى الآن في كنيسة "العليقة" بجانب دير سانت كاترين، وهي من نبات العليق الذي لا ينمو في أي مكان في العالم سوى سيناء. وأشار إلى أن الشجرة تعد معجزة إلهية داخل الدير، وهي شجرة مثمرة خضراء على مدار العام، ورائعة الجمال، وأوراقها زاهية الخضرة تخطف قلب من ينظر إليها، وحاول الكثير زراعة مثلها في أماكن عديدة ومتفرقة في العالم، ولكن باءت محاولتهم بالفشل، لذا تعد شجرة العليقة من معجزات الخالق عز وجل، ومن المعالم الفريدة التي توجد في دير سانت كاترين، ويحرص السياح من أنحاء العالم على زيارتها يعتبرون مناسكهم الدينية غير مكتملة دون زيارتها. وأكد أنه توجد كنيسة في دير سانت كاترين سميت بكنيسة "العليقة المقدسة" نسبة إلى هذه الشجرة المباركة، وبنى الكنيسة الإمبراطور "جستنيان" في القرن السادس الميلادي حول شجرة العليقة ، لذا توجد الشجرة داخل الكنيسة، ولكن أغصانها ممتدة إلى خارجها. وتابع: "يحكى أن نبي الله موسى عليه السلام كان يجلس بجوار شجرة العليقة في سيناء وكان يريد أن يناجي الله، ووردت الآيات الكريمة في سورة طه وسورة القصص لتروي ما دار بين الله وبين نبيه موسى عند الشجرة في الوادي المقدس، وقال ابن كثير وابن عباس وغيرهم من الفقهاء والمفسرين عن شجرة "العليقة" وقصة سيدنا موسى أنها حدث فريد فيه إعجاز". وتابع: "الفقهاء قالوا إن الشجرة كانت عبارة عن نور متوهج، وما رأه سيدنا موسى لم يكن نارًا بل كان نور رب العالمين، ووقف موسى متعجبًا من هول المنظر لأنه رأى نور يصل لعنان السماء، واعتقد أنه نار تشتعل، وهذه النار عندما اشتعلت في الشجرة لم تتسبب في الحريق أو الضرر بل ما كان منها إلا أن تزيد الشجرة خضرة وإنبات وروعة وجمال، ونادي الله سيدنا موسي في هذا المكان المبارك وطلب منه أن يخلع نعليه عند دخول الوادي المقدس، فاستجاب موسى لله وخلع نعليه، كما قد قال الله تعالى:" إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى..(سورة طه:12)". واختتم: "فقال له الله إني أنا الله رب العالمين، وقام بمد موسى بمعجزات مثل أن العصا التي في يده أصبحت ثعبان، وأنه عندما يضع يده في جيبه خرجت بيضاء بدون مشقة أو تعب من موسى بل بقوة الله وحوله، وهكذا رأى موسى معجزات الله في هذا المكان المبارك".