افتتح ريشي سوناك وليز تراس، المرشحان لخلافة رئيس الوزراء البريطاني المستقيل بوريس جونسون، مساء أمس الخميس، الحدث الانتخابي الأول من سلسلة من 12 حدثا انتخابيا في كل أنحاء البلاد لكسب تأييد أعضاء حزب المحافظين. وسيُصوت أعضاء الحزب الذي يملك الغالبيّة في مجلس العموم، عبر البريد خلال شهر أغسطس، لاختيار خليفة جونسون الذي أُجبر على إعلان الاستقالة أوائل يوليو الجاري إثر سلسلة فضائح شهدتها حكومته. ويُتوقع ظهور نتيجة التصويت في الخامس من سبتمبرالمقبل. أظهرت استطلاعات الرأي أن وزيرة الخارجية تراس هي المرشحة الأوفر حظًا، وقد تلقّت دعمًا قويًا مساء الخميس من وزير الدفاع البريطاني بن والاس الذي كتب في صحيفة "تايمز" أن تجربة تراس "تجعلها في أفضل موقع للدفاع عن بريطانيا في هذه الأوقات العصيبة". ورغم أنّ استطلاعات الرأي أظهرت أن بن والاس كان بين أفضل المرشحين في السباق لخلافة جونسون، إلا أنه تراجع قبل ثلاثة أسابيع قائلًا إنه يُريد التركيز على مهمّته الحاليّة المتمثلة في "ضمان أمن البلاد". في منطقة ليدز شمالي إنجلترا، ظهر سوناك وتراس كل بمفرده في بادئ الأمر، ثم خضع كلاهما، واحد تلو الآخر، لجلسة أسئلة وأجوبة، ولم تحصل بالتالي أي مواجهة مباشرة بينهما، وقد عمل الاثنان على إقناع الجمهور عبر طرح برنامجيهما. وركّز المرشحان على قربهما من سكان المنطقة، إذ شدّدت تراس على أنها نشأت في مدينة ليدز حيث لا يزال والداها يعيشان، بينما قال سوناك إنه من دائرة قريبة. وشدد سوناك على الحاجة إلى "استعادة الثقة"، في مسعى منه للتمايز عن جونسون الذي اتسمت السنوات الثلاث التي قضاها على رأس الحكومة، بسلسلة فضائح. وردا على سؤال حول ما إذا كان قد طعنَ جونسون "في ظهره"، حرص سوناك على التعبير عن امتنانه لرئيس الوزراء مؤكّدا أن الخلافات حول السياسة الاقتصاديّة هي التي دفعته إلى ترك الحكومة. وقال: "لم يكن لدي خيار". وشدد وزير المال السابق البالغ 42 عامًا على تاريخ عائلته الذي يُجسد وفقًا له "القيَم المحافظة"، واصفًا التضخم بأنه "العدو الذي يُفقر الجميع". وفي ما يتعلق بأسلوب حياته، أكد المصرفي السابق أن الأمر يتخطى بزاته الباهظة الثمن، وأن ما يهم هو ما "سيفعله من أجل البلاد". وكرّر رفضه خفض الضرائب قبل عودة التضخم إلى مستوى معقول، بينما كانت تراس وعدت بخفض الضغط الضريبي "منذ اليوم الأوّل". وشدد سوناك على أنّه سيُقاتل "من أجل كلّ صوت". من جهتها، تمكنت تراس من جذب الاهتمام من خلال تطرقها إلى مواضيع مثل قطاع النقل، والدعم البريطاني لأوكرانيا، ودعم المزارعين المحليين. وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية، تعهد كلا الخصمين بتوسيع دعم جونسون القوي لأوكرانيا، ومقاومة صعود الصين، مع الاستفادة من "فرص خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي". وتعهد المرشحان دعم أجندة جونسون لتنشيط النمو في المناطق المهملة في بريطانيا بما في ذلك المناطق المحيطة بمدينة ليدز.