"ينبغي على إسرائيل أن تهتم بالتحذير الودي الذي تلقته من إدارة أوباما والذي يتضمن معارضتها لقيام إسرائيل بشن هجوم وقائي على المنشآت النووية الايرانية"، جاء ذلك في مقال افتتاحي نشرته صحيفة هاآرتس الإسرئيلية في عددها الصادر اليوم الثلاثاء. وذكرت الصحيفة أن مايكل مولين رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية حذرفي تل أبيب يوم من العواقب غير المتوقعة لشن هجوم إسرائيلي على إيران تماما مثلما فعل إبان عهد إدارة بوش. وأضافت الصحيفة أن هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية أعلنت في قطر أنه يتعين على دول الجوار لإيران والتي ينتابها القلق من خططها النووية الاعتماد على مظلة الدفاع الأمريكية. كما من المقرر أن يزور جوزيف بايدن نائب الرئيس الأرمريكي إسرائيل الأسبوع المقبل لإبلاغ رسالة مماثلة. يذكر أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أعلن في الأسبوع الماضي بمناسبة الاحتفال بذكرى الثورة الإيرانية أن إيران ستقوم بتخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المائة وأعلن أن بلاده قادرة بالتالي على صنع قنبلة ذرية . وذكرت الصحيفة أن الإدارة الأمريكية كانت محقة في هذه الظروف في إيفاد مسئولين بارزين إلى الشرق الأوسط في محاولة لتهدئة كل من إسرائيل والدول العربية التي تخشى من التهديد النووي الإيراني. وأضافت الصحيفة أن الرئيس الأمريكي أوباما عمد إلى تشديد موقفه بعد فشل محاولاته الرامية إلى إقامة حوار مع الزعماء الإيرانيين ويحاول الآن حشد التأييد الدولي من أجل تشديد العقوبات على إيران . وقالت الصحيفة أن احتمالات نجاح التحرك الأمريكي غير واضحة لكن إسرائيل باتت مطالبة الآن بمنح فرصة لأوباما وذلك لسبب بسيط هو أن إسرائيل ستحتاج إلى دعم أمريكا الكامل لأي إجراءات قد تقرر اتخاذها ضد التهديد الإيراني، لأنه إذا ما قررت إسرائيل خوض الحرب فسوف تكون في حاجة إلى مساعدة مخابراتية وإنذار مبكر وعتاد عسكري ودعم دبلوماسي من الولاياتالمتحدة. وأضافت الصحيفة أنه ليس هناك أي دولة أخرى ستساعد أو يمكنها مساعدة إسرائيل بخلاف الولاياتالمتحدة وستواجه إسرائيل الغضب الأمريكي في حالة إقدامها على مهاجمة إيران بدون التنسيق معها وهو غضب له ما يبرره لان ذلك سيعرض المصالح الحيوية الأمريكية في المنطقة للخطر . واختتمت الصحيفة مقالها بأنه رغم كل هذا الغضب والخوف الذي تثيره تهديدات أحمدي نجاد في إسرائيل فإنه ينبغي عليها الآن توخي الهدوء في رد فعلها وترك أوباما يقود الجهد من أجل وقف البرنامج النووي الإيراني وليس هناك أي خيار أفضل أمام نيتانياهو.