أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، على أهمية مؤتمر الأممالمتحدة للمحيطات الذي يأتي في ظروف دولية غير مسبوقة من أوبئة وأزمات اقتصادية حادة، أثرت على حياة البشرية على كوكب الأرض وحتمت على المجتمع الدولي أن يتبنى نهجا جديدا للتعاون الدولي، وفرضت ضرورة وجود معنى حقيقي للمشاركة العالمية العادلة والتي تمثل الفرصة الوحيدة لوضع المجتمع الدولي لحلول مستدامة. جاء ذلك خلال كلمة وزيرة البيئة، أثناء ألقائها كلمة مصر بمؤتمر الأممالمتحدة المعني بالمحيطات 2022 بلشبونة، والذي تستضيفه حكومتا البرتغال وكينيا خلال الفترة من 27 يونيو إلى1 يوليو 2022 تحت شعار "أنقذوا محيطاتنا.. واحموا مستقبلنا"، وأوضحت أن المياه تمثل قضية وجود وحياة، وتمثل الإدارة المتكاملة لموارد المياه أساساً لتحقيق الغايات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية لمستقبل تنموي واعد لمصر ولشعوب أفريقيا والشرق الاوسط. وأضافت الوزيرة، أن مصر تواجه تحديات ضخمه ناتجة عن الفقر المائي، بالرغم من وجود كلاً من البحر الأحمر والمتوسط حيث تبذل الحكومة المصرية مجهودات كبيرة؛ للحفاظ على المياه والاستغلال الأمثل لها من خلال تنفيذ مشروعات لإعادة إستخدام المياه، إنشاء محطات تحلية مياه البحر بالشراكة مع القطاع الخاص. إضافة إلى إنشاء محطات معالجة للصرف الصحي كمحطة مصرف بحر البقر، إنشاء محطات الصرف الصحي ضمن مبادرة "حياة كريمة"، علاوة على تطوير المحميات الطبيعية وخاصة المحميات البحرية، والتوجه نحو زيادة رقعة المحميات الطبيعية. وتابعت: "وضعنا أثناء مرحلة التعافي من covid 19 معيار الوصول إلى 100%من مشروعات الحكومة لتكون خضراء بحلول عام 2030". وتقدمت وزيرة البيئة، بالشكر لحكومة وشعب البرتغال على حسن التنظيم وحفاوة الاستقبال، ناقلةً تحيات الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الذي كان يتطلع للمشاركة في هذا الحدث، مؤكدةً على تمنياته بمناقشات مثمرة تقدم نتائج فعالة تساهم في مواجهة التحديات الدولية. وأشارت إلى آخر التقارير الدولية الخاصة بالتنوع البيولوجي التي أوضحت أن تدهور المحيطات وصل إلى 66% عام 2014 بعد أن كان 40% عام 2008، حيث يتبقى حوالي 3% فقط دون الضغوط البشرية، ومن هنا جاء اهتمام مصر منذ عدة سنوات بوضع خارطة طريق لما بعد 2020؛ لربط موضوعات التنوع البيولوجي وتغير المناخ بتدهور الأراضي من خلال إطلاق مبادرة رئاسية أثناء رئاسة مصر لمؤتمر التنوع البيولوجي وتم جمع كل أصحاب المصلحة لإعداد خارطة الطريق. وأوضحت فؤاد، أن مصر حرصت على المشاركة الفعالة في محطات العمل الدولي متعددة الأطراف بدءً من اجتماعات جمعية الأممالمتحدة للبيئة UNEA) ) والذي نثمن مخرجاته، مروراً بمؤتمر "استكهولم"، ونحن الآن في مؤتمر المحيطات بالبرتغال ثم سنجتمع بمؤتمر المناخ القادم بشرم الشيخ cop27. وتطرقت وزيرة البيئة، إلى مؤتمر المناخ القادم بشرم الشيخ، معربةً عن تطلع مصر لأن يكون مؤتمراً للتنفيذ، يناقش تأثيرات التغيرات المناخية على المياه لتوفير سبل العيش المستدامة، لذا فقد خصصنا يوماً للمياه لمناقشة مبادرة السكرتير العام لنظام الإنذار المبكر، ونظراً لأهمية ريط موضوعات المياه بالغذاء فقد تم تخصيص يوماً للتكيف والزراعة، والتنسيق مع الجهات لتنفيذ يوم للطبيعة والتنوع البيولوجي لتقديم حلول للمجتمعات المحلية المعتمدة على الحياة البحرية. وشددت الوزيرة، على ضرورة الاهتمام بنتائج هذا المؤتمر بإعتبارها إسهاماً جوهرياً في فعاليات ومفاوضات مؤتمرالمناخ COP27 تساهم في وضع خطوات تنفيذية فعليه، فيما يخص التحديات الخاصة بالتمويل وتنمية القدرات والتكنولوجيا لموضوعات البيئة العالمية المتشابكة، حيث لن يتم حلها إلا من خلال العمل الجماعي متعدد الأطراف المبني على بناء الثقة والشفافية والتضامن الفعلي والجاد والسريع. ودعت وزيرة البيئة، إلى وضع خطوات تنفيذية وفعلية في مؤتمر المناخ مبنية على مؤتمر المحيطات ومقترحات الاستثمار في المحيطات، وذلك من خلال حزمة مغلفة للتصدي لآثار التغيرات المناخية والتي ستساهم في حل المشكلات البيئية على كوكب الأرض.