** يرى أن العمل العام جعله لقمة سائغة لهجوم وتطاول السوشيال ميديا.. ومقربون نصحوه بالابتعاد و«شراء صحته» ** مؤتمر اعتذار شاكوش برىء من انسحاب أمير الغناء.. والرغبة فى التفرغ لفنه عجلت بالقرار أعلن الفنان الكبير هانى شاكر استقالته من منصبه كنقيب للمهن الموسيقية، مؤكدا أن قراره نهائى ولا تراجع فيه، وذلك على خلفية مشهد التراشق فى المؤتمر الصحفى الذى عقد لتقديم فنان المهرجانات حسن شاكوش باعتذار لشعبة الإيقاع بالنقابة. وأضاف هانى شاكر خلال اعلانه الاستقالة، ان المشهد فى النقابة جعله يعيد حساباته، وقال: «ان قرار الاستقالة بلا رجعة». واستطرد قائلا: «لا يليق هذا المشهد بالفنانين، ولكن قدر الله وما شاء فعل، كان نفسى أجمع الأسرة الموسيقية فى احضان النقابة». وأضاف أن حسن شاكوش اعتذر امام الجميع، والموضوع كان قد انتهى، لكن المشهد المؤسف حدث فى آخر دقيقتين. بعد اعلان نقيب الموسيقيين استقالته فرضت التساؤلات نفسها داخل الوسط الفنى، فهل قرار الاستقالة كان نتيجة المشهد المؤسف الذى اصاب جميع الموسيقيين بحالة من الغضب؟، ام ان هناك اسبابا اخرى عجلت بقرار هانى شاكر الانسحاب من المشهد كنقيب للموسيقيين؟.. المتابعون للمشهد داخل الوسط الموسيقى خاصة المقربين من هانى كانوا يتوقعون هذا الامر لاسباب كثيرة، ربما يكون اخرها المشهد الذى يمثل قشة قصمت ظهر البعير، وهو ما حدث فى المؤتمر الصحفى الأخير. أول الاسباب ان هانى شاكر تعرض لهجمات شرسة على صفحات التواصل الاجتماعى فيس بوك وتويتر الخ.. بسبب قراراته ضد من يؤدون اغانى المهرجانات، ومنهم ناس شخصيات عامة، كان هانى يتصور انهم سيكونون داعمين له فى هذا القرار، خاصة انه كان يتصور ان قرار تنظيم عمل مطربى المهرجانات هدفه حماية الذوق العام، والاسرة المصرية من الاستماع إلى مفردات لا تليق بالمجتمعات المصرية والعربية، لكنه فوجئ بهجوم شرس لم يتوقعه، بحسب مقربين من هانى، وانه كان يعتقد انه سيكون بطلا شعبيا وسيحمل على الاعناق لانه دافع بشراسة عن هوية الاغنية المصرية، وبالتالى فهذا الهجوم جعله يشعر بحالة حزن. الشىء الثانى ان هانى شعر انه دخل فى حرب ليس طرفا فيها، وان اغلب المعترضين فسروا قراراته على انها ضد الحريات، رغم انها من وجهة نظره تنظيمية، وليس اكثر وان كل طلباته هى ان يتقدم كل صوت يؤدى المهرجانات بطلب إلى النقابة للحصول على العضوية بعد الخضوع للاختبار فى لجنة تضم كبار الموسيقيين، وان قراره لم يكن منع احد. ثالث المؤشرات التى تؤكد ان هانى شاكر لم يعد يتحمل الضغوطات عليه بسبب مقعد النقيب تصريحاته الاخيرة لبرنامج «مصر الجديدة» مع إنجى أنور، والتى قال فيها: «بصراحة غلطة وندمان عليها إنى أنا قبلت كرسى النقابة». واستكمل: «لا أعلم إذا كان منصب نقيب المهن الموسيقية نعمة أم نقمة، ولكن غلطة عمرى أننى قبلت المنصب بسبب مسئولياته العديدة». وأضاف: «المنصب أخذ من وقتى وفنى وأخذنى من زوجتى وأحفادى وأرهقنى كثيرا». وحتى لا تفهم تصريحاته بشكل خاطئ اصدر هانى شاكر بيانا لتوضيح وجهة نظره، واكد فيه أنه لم يكن يقصد المعنى الحرفى. وقال هانى شاكر، فى بيانه: «توضيحا لما أثير فى الفترة الأخيرة عن إننى قلت إن جلوسى على كرسى النقابة هو غلطة وندمان عليها، فأحب أن أوضح أولا أن المواقع التى اكتفت بنشر هذا العنوان دون باقى الحديث لم توضح المقصود بقول هذا التصريح، الذى كنت أقصد به العمل العام وهذا ما قلته وأوضحته فى البرنامج. وتابع قائلا: «العمل العام جعلنى لقمة سائغة للإعلام والسوشيال ميديا وعرضة للتطاول والإهانة والنيل من تاريخى الفنى ومن شخصى والذى لم أتخيل أبدا أن اتعرض له طوال حياتى، ولكن هذا لا يمنع أبدا أننى فخور وسعيد بالثقة الغالية التى منحتنى إياها الجمعية العمومية وبكونى نقيبا لموسيقيين مصر خلفا لسيدة الغناء العربى أم كلثوم والموسيقار محمد عبدالوهاب والموسيقار أحمد فؤاد حسن وغيرهم من هذه الفئة التى أتشرف بخدمتها والانتماء لها». تصريحات هانى توحى بان العمل النقابى اصبح مصدر ازعاج اكبر من كونه أى شىء اخر، وجملة ان المنصب اخذه من فنه امر تحمل معانى كثيرة، اهمها انه لا يجد الوقت الكافى لكى يمنحه لفنه، ورغم ذلك فهو غير مشكور سواء من بعض اعضاء النقابة أو بعض من جماهير مطربى المهرجانات. الامر الرابع ان هانى تعرض لازمة صحية العام الماضى احد اسبابها الضغوط التى يتعرض لها، بالتالى كانت نصيحة الاطباء له الابتعاد عن أى توتر نفسى، وبالتالى وفى ظل الصراع غير المتكافئ كان السبب الصحى احد الاسباب. الامر الخامس دخول بعض الاعلاميين والقنوات الفضائية على خط المعركة وظهر ان بعضهم انحاز ضد القرارات التى اتخذها هانى شاكر. اما الامر السادس فإن البعض استغل الامر وتطاول على المشوار الفنى لهانى شاكر للمرة الأولى فى حياته الفنية، رغم ما عرف عن هانى من كونه من الاصوات التى انحازت طوال تاريخها للفن الجاد. الأمر السابع أن هانى سبق وتقدم باستقالته فى فبراير 2016 وهو ما يؤكد ان امر الاستقالة دائما مطروح على خارطة افكاره، وكثيرا ما لوح بها فى ازمات كثيرة. الامر الثامن ان شخصية هانى مسالمة ولا تحب الصراعات بدليل انه عندما طالبه الموسيقيون بالترشح كنقيب اشترط عدم وجود منافس له على المنصب. وتعرض هانى شاكر منذ ان اتخذ قرار الاستقالة لمطالبات وضغوط من مئات الفنايين للعودة، لكن الاهم رغم تلك الضغوط للعودة وابرزها من اشرف زكى نقيب الممثلين وكذلك نادية مصطفى عضو مجلس ادارة النقابة الا ان هناك شخصيات قريبة جدا منه نصحته بالابتعاد وشراء صحته ومجهوده لصالح فنه واحفاده. أما عن تعليق صاحب الازمة المطرب الشعبى حسن شاكوش، فقال فى احد البرامج، أنه صدم من قرار المطرب الكبير هانى شاكر، بتقديم استقالته من منصب نقيب المهن الموسيقية قبل قليل، «الوطن العربى كله خسر الفنان هانى شاكر». وأضاف حسن شاكوش، فى لقائه مع الإعلامى عمرو أديب، ببرنامج «الحكاية»، أن أزمته اليوم بنقابة المهن الموسيقية كانت بسبب حصوله على الكارنيه، مردفا: «اعتذرت داخل النقابة، وقلتلهم حقكم عليا وأنا متأسف، والأزمة نشبت بعد حصولى على الكارنيه، قبل الاجتماع». وتابع: «أنا ملتزم وورايا ناس بتاكل عيش، ده غير الناس اللى شغالة معايا بشكل غير مباشر، والواحد حزين على اللى حصل»، مستكملا: «الضغط كبير على الفنان هانى شاكر، لأنه الأب الروحى لنقابة الموسيقيين، والحمل تقيل والناس مش مدياله الفرصة علشان يحل».