علق خالد عكاشة، مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، على الأحداث التي تشهدها مدينة طرابلس الليبية، قائلا إن هناك تعثر وحالة من حالات الكشف بأنه مازالت هناك أزمة أمنية عميقة تقع تحت وطأتها العاصمة طرابلس على وجه التحديد. وأضاف، في مداخلة هاتفية لبرنامج «الحياة اليوم»، الذي يقدمه محمد شردي عبر فضائية «الحياة»، مساء اليوم الثلاثاء، أن هذه الأزمة الأمنية كانت سببًا رئيسيًا في استخدام السلاح اليوم بحق رئيس الوزراء الليبي المكلف من قبل البرلمان فتحي باشاغا، وهو في طريقه إلى طرابلس من أجل ممارسة مهامه. وذكر أن البرلمان الليبي هو الكيان الشرعي المنتخب المخول له سلطة اختيار الحكومات وإعطاءها الثقة ومراجعتها في بياناتها وغيرها من الإجراءات الدستورية، مؤكدًا أن هذا البرلمان قام بدوره واختار هذه الحكومة وكلفها ومنحها الثقة، ومن ثم كان من المتفق عليه أن يكون السيد باغاشا موجودًا اليوم في طرابلس لاستلام مهامه. وتابع: «هنا بدأ السلاح يلعب لعبته وبدى هو الأكثر سيطرة على مقاليد الأمور في دخل العاصمة طرابلس، ما جعل فتحي باشاغا بعد أن دخل طرابلس وتحدث إلى الليبيين والعالم في بعض من التصريحات واللقاءات الصحفية المسجلة، أن يحقن الدماء ويغادر العاصمة مرة أخرى». وأكد أن مشهد اليوم كاشف لعمق الأزمة الليبية، وهو توصيف دقيق للمسألة، مضيفًا أن الأصوات الليبية بدأت منذ صباح هذا اليوم تكشف عن أن طرابلس مازالت تحت سيطرة الميليشيات المسلحة، الذين منعوا المسار السياسي من المضي قدمًا إلى الأمام. ولفت إلى أنه تم التواصل مع شخصيات معتبرة داخل ليبيا، جميعها بدأت تتحدث عن أن طرابلس تحت سطوة الميليشيات ومقسمة إلى مربعات، كل مربع عليه ميليشا صاحبة نفوذ، متابعًا: «حتى الميليشيات لم تكن جميعها على رأي رجل واحد ومتوافقة في الرأي أنها ضد دخول رئيس الوزراء المكلف». وأوضح أن هذه الشخصيات المعتبرة أفصحت بأن عمق الأزمة الحقيقي يكمن في أنه لا يزال هناك من يريد لحالة الفوضى أن تستمر، مضيفًا أنه يجب انتظار ردود أفعال الأطراف الدولية على هذا الموقف، خاصة وأن هناك جلسة مفاوضات ليبية - ليبية تعقد اليوم في القاهرة، برعاية البعثة الأممية المكلفة بالملف الليبي، لبحث القاعدة الدستورية التي ستودي إلى عقد الانتخابات، وهو الحل الذي يتمناه الليبيين جميعًا. وأعلن مكتب رئيس الوزراء الليبي المكلف من قبل البرلمان فتحي باشاغا، أنه غادر رسميا العاصمة طرابلس بعد ساعات من محاولته دخول المدينة حقنا للدماء بسبب اندلاع اشتباكات بين الفصائل المتنافسة. بعد إعلان الحكومة الليبية المعيّنة من البرلمان دخولها إلى العاصمة، مقر الحكومة المنافسة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، التي ترفض التخلي عن السلطة. وفي وقت سابق، اندلعت مواجهات في طرابلس بعدما أعلنت الحكومة الليبية المعيّنة من البرلمان، دخولها إلى العاصمة طرابلس، مقر الحكومة المنافسة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، التي ترفض التخلي عن السلطة. هذا ودعت مبعوثة الأممالمتحدة في ليبيا، ستيفاني ويليامز، الطرفين إلى عدم المشاركة في الاشتباكات وحثت الأطراف الليبية على ضبط النفس ومنع حشد القوات والأعمال الاستفزازية ودعت إلى الحوار والتفاوض وتجنب حل النزاع بالعنف. من جانبه، صرَّح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير أحمد حافظ بأن مصر تتابع بقلق التطورات الجارية في طرابلس، مؤكدًا مرة أخري على ضرورة الحفاظ على الهدوء في ليبيا، والحفاظ علي الأرواح والممتلكات، ومقدرات الشعب الليبي. وبحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية، اليوم الثلاثاء، حثَّ المتحدث الرسمي جميع الأطراف الليبية على ضبط النفس والامتناع عن اتخاذ أي خطوات من شأنها تأجيج العنف. وشدَّد السفير أحمد حافظ علي حتمية الحوار، بهدف الوصول إلى عقد الانتخابات الرئاسية والتشريعية في ليبيا بالتزامن وبدون تأخير. وأكَّد في هذا الإطار على أهمية حوار المسار الدستوري الجاري الآن في القاهرة، وبما يحقق طموحات وآمال الشعب الليبي الشقيق في الانطلاق نحو المستقبل بخطى ثابتة.