11 عاما مرت على إعلان رئيس وزراء إثيوبيا الراحل، ميليس زيناوي، وضع حجر الأساس لبناء سد النهضة. وتستعد إثيوبيا هذه الأيام للملء الثالث لبحيرة تخزين سد النهضة، دون اتفاق مع مصر والسودان، وذلك بعد أسابيع قليلة من بدء توليد الكهرباء.. فكيف يبدو سد النهضة اليوم بعد 11 عامًا من "بناء الأزمة"؟ توليد الكهرباء في 20 فبراير الماضي، دشن رئيس وزراء إثيوبيا، آبي أحمد، المرحلة الأولى لإنتاج الكهرباء من سد النهضة، في احتفالية محلية. وبعد جولة في محطة توليد الطاقة، ضغط آبي أحمد على مجموعة من الأزرار على شاشة إلكترونية، وهي خطوة قال المسؤولون إنها أطلقت عملية الإنتاج، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية. وبدأ تشغيل توربينة واحدة، بقدرة قصوى 375 ميجاوات، من إجمالي 13 توربينة لتوليد الكهرباء من السد عند اكتماله، وفقا لوسائل إعلام إثيوبية رسمية. توليد الكهرباء، الذي لاقى اعتراضا من القاهرة والخرطوم بوصفه "خطوة أحادية الجانب"، وجد جدلا أيضًا حول جدواه. وقال وزير الري الأسبق، الدكتور محمد نصر الدين علام، إن السعة الحالية لسد النهضة مع تشغيل توربين واحد فقط لن تمكِّن إثيوبيا من توليد أكثر من 50 ميجاوات فقط، موضحًا أن "الحديث عن إنتاج 375 ميجاوات يشار به إلى السعة القصوى لقدرة التوربين، ومن غير الممكن حاليًا الوصول إليها". وخلال جلسة حوارية حضرها وزير الري الدكتور محمد عبد العاطي وعدد من أعضاء فريق مفاوضات سد النهضة، بعد 6 أيام من إعلان بدء توليد الكهرباء، استعرض المهندس بقطاع مياه النيل، مصطفى السنوسي، صورة فوتوغرافية للتوربينة التي أعلنت إثيوبيا دخولها الخدمة، ومؤشرها يظهر إنتاج 20 ميجاوات فقط "ما يعني أنها ما زالت في مرحلة التجربة". وعن تشغيل التوربينة الثانية عند نفس المنسوب، قال: "تقديراتنا تشير إلى أن تشغيلها بحاجة إلى 4 شهور أخرى (أي بحلول يونيو المقبل)"، مؤكدا أن تشغيل التوربينة إحدى خطوات تجفيف الممر الأوسط تمهيدا للملء العام الثالث. واحتفالا بالذكرى الحادية عشر لوضع حجر أساس سد النهضة، قال كبير المفاوضين الإثيوبيين ووزير الري السابق، سيلشي بيكلي، اليوم السبت، إن بلاده تعتزم توليد كهرباء من السد بطاقة 15700 ميجاوات في الساعة خلال العامين المقبلين. بناء 84% وأعلن مدير مشروع سد النهضة، كفلي هورو، في أواخر فبراير، أن إجمالي إنشاءات سد النهضة بلغ 84%. ولم يفصح عن الموعد المقرر لانتهاء الأعمال بالمشروع. وأرجع هورو، في تصريحات لصحيفة العين الإماراتية، تأخر اكتمال البناء بالمشروع مقارنة بالوقت الذي كان مقررا سلفا، إلى "التغييرات التي طرأت على الشركات العاملة بالسد"، مضيفًا: "كما كانت هناك بعض المشكلات الفنية في إنهاء تشغيل التوربينات التي كانت تتولى أمرهما شركتان محلية وأجنبية". وترصد وزارة الموارد المائية والري "بشكل دقيق" تطور إنشاءات سد النهضة، بحسب المهندس بقطاع مياه النيل، مصطفى السنوسي، الذي أشار إلى أنها "تملك تقديرات مبكرة لما يمكن أن تصل إليه". وأشار السنوسي إلى أن الجزء الأوسط من السد عند منسوب 576 مترا، ما يعني أن "أقصى سعة تخزين ممكنة هي 8 مليارات متر مكعب"، كما نوه بانتهاء أعمال بناء السد المساعد، أو سد السرج. وقبل أسبوعين تقريبًا، أظهرت صور الأقمار الصناعية توقف المياه عن التدفق من أعلى الممر الأوسط لسد النهضة، بعد فتح بوابتي تصريف المياه على الجانب الأيمن، وفقًا لأستاذ الجيولوجيا والموارد المائية الدكتور عباس شراقي، وهي خطوة أساسية تمهِّد لبدء تعلية جسم السد إيذانا بزيادة السعة التخزينية للبحيرة أو ما يعرف ب"الملء الثالث". اتفاق قانوني وجددت مصر والسودان، طيلة 11 عامًا، المطالبة بإبرام اتفاق قانوني ملزم، وعادل بشأن ملء وتشغيل سد النهضة. وقبل أيام، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، والفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، في بيان مشترك عقب لقائهما في القاهرة "الأهمية القصوى لقضية المياه بالنسبة للشعبين المصري والسوداني باعتبارها مسألة أمن قومي". وأعربا عن "تمسك البلدين بالتوصل إلى اتفاق قانوني عادل ومنصف وملزم لعملية ملء وتشغيل السد، بما يحقق المصالح المشتركة لجميع الأطراف". محطات مفصلية وقال وزير الموارد المائية والري، الدكتور محمد عبد العاطي، إن مفاوضات سد النهضة "مجمدة حاليًا بسبب التعنت الإثيوبي". وطوال 11 عاما، مرت المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا بمراحل مفصلية، بدأت، في سبتمبر 2011، بالاتفاق على تشكيل لجنة دولية لدراسة آثار سد النهضة على دولتي المصب (مصر والسودان)، كما شهدت توقيع قادة الدول الثلاث على اتفاق إعلان المبادئ، الذي ينص على أهمية التعاون وحسن النية. وبين عامي 2019 و2020، رعت الولاياتالمتحدة والبنك الدولي مفاوضات بين الدول الثلاث انتهت بالوصول إلى مسودة اتفاق، وقعت عليها القاهرة بالأحرف الأولى، بينما تخلفت إثيوبيا عن الحضور، فيما فضل السودان عدم التوقيع دون حضور الأطراف كافة. كما وصلت الأزمة إلى مجلس الأمن الدولي في يونيو 2020، الذي أسند المفاوضات إلى الاتحاد الإفريقي. وفي أبريل 2021، أخطرت مصر مجلس الأمن بتعثر مفاوضات سد النهضة تحت رعاية الاتحاد الإفريقي. وأعلنت إثيوبيا، بصورة منفردة، إتمام الملء الأول في يوليو 2020، والثاني في يوليو 2021. ويمكن الاطلاع على تسلسل زمني مفصل لمسار مفاوضات سد النهضة، عبر الرابط التالي: https://www.shorouknews.com/mobile/news/view.aspx?cdate=20022022&id=bc9316fc-27f8-4cf5-a51a-d557853f16bd
