تعقد الأمانة العامَّة لهيئة كبار العلماء بالأزهر، عصر اليوم الأربعاء، ملتقاها العلمي التَّاسع تحت عنوان «حق الكدِّ والسَّعاية.. رؤية أزهرية لضمان الحقوق»، بمقرِّ الجامع الأزهر، بحضور الدكتور نصر فريد واصل عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر مفتي الجمهورية الأسبق، والدكتور فتحي عثمان الفقي عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، والدكتور عبَّاس شومان وكيل الأزهر الأسبق. وسيناقش الملتقى حقوق المرأة العاملة والمشاركة في تنمية ثَّروة زوجها، وتوضيح أهداف دعوة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب لإحياء فتوى الكد والسعاية، وهي المبادرة الَّتي تحفظ للمرأة ولمن شارك في تنمية الثَّروة حقِّه، مع الاحتفاظ بنصيبه في الميراث. وتأتي المبادرة تأكيدًا على ما جاء في بيان الأزهر الشَّريف في ختام مؤتمره «تجديد الفكر الإسلاميِّ»، حيث جاء فيه: «يجب تعويض المشترك في تنمية الثَّروة العائليَّة، كالزَّوجة الَّتي تخلط مالها بمال الزَّوج، والأبناء الَّذين يعملون مع الأب في تجارةٍ ونحوها، فيُؤخذ من التَّركة قبل قسمتها ما يعادل حقَّهم؛ إن عُلِم مقداره، أو يتصالح عليه -بحسب ما يراه أهل الخبرة والحكمة- إن لم يُعلم مقداره». وفي 15 فبراير الماضي، أكد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، ضرورة إحياء فتوى «حق الكد والسعاية» من تراثنا الإسلامي؛ لحفظ حقوق المرأة العاملة التي بذلت جهدًا في تنمية ثروة زوجها، خاصة في ظل المستجدات العصرية التي أوجبت على المرأة النزول إلى سوق العمل ومشاركة زوجها أعباء الحياة، وذلك خلال استقباله، بمقر مشيخة الأزهر، وزير الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودي الشيخ عبد اللطيف بن عبد العزيز آل شيخ؛ لبحث القضايا ذات الاهتمام والتعاون بين الطرفين والحديث عن حقوق المرأة في الإسلام. وشدد شيخ الأزهر، على أن الحياة الزوجية لا تبنى على الحقوق والواجبات ولكن على الود والمحبة والمواقف التي يساند الزوج فيها زوجته وتكون الزوجة فيها سندا لزوجها، لبناء أسرة صالحة وقادرة على البناء والإسهام في رقي وتقدم مجتمعها، وتربية أجيال قادرة على البذل والعطاء.