نظم محتجون أمريكيون، في اليومين الماضيين، تظاهرات رافضة للتطعيم الإجباري باللقاحات المضادة لفيروس كورونا والإجراءات الاحترازية بشأنه، وذلك ضمن مجموعة عرفت ب"حركة مكافحة التطعيم". ويعتقد البعض أن أهداف الحركة شخصية فقط، وتتوقف على عدم الثقة باللقاحات؛ لكن تشير بعض الشواهد إلى أن لها بعدا سياسيا آخر وهو مناهضة سياسة الرئيس الأمريكي جو بايدن. ووفقا لما نشرته مجلة التايم الأمريكية، أن أحد المواطنين الأمريكيين يدعى (هايوود)، سبق وكان يقول إنه رأى أصدقائه يفقدون حياتهم بسبب الفيروس، وآخرين يكافحون للتعافي، ويعتقد أن الأدلة الطبية تظهر أن اللقاح يقلل بشكل كبير من فرص إصابته بعدوى شديدة. ومع ذلك، في ظهيرة يوم 23 يناير كان (هايوود) بالقرب من درجات نصب لنكولن التذكاري في واشنطن، واقفًا بين اللافتات التي كُتب عليها "اللقاحات تقتل"، وساعد في تنظيم حافلة تقل 35 شخصًا من جرينسبورو إلى العاصمة الأمريكية للانضمام للمظاهرات. ويقول هايوود: "أنا ضد التطعيمات القسرية أو ارتداء هذه الأقنعة من قبل هؤلاء البيروقراطيين في أعماق أحشاء الحكومة"، مضيفا: "هذا البلد تأسس على الحرية، وهذه الولايات تصفع الجميع على وجوههم". وشارك هايوود في مسيرة "هزيمة التفويض"، والتي تعني رفض وصاية الدولة في إجبار المواطنين على تلقي اللقاح، بينما اعتبرها تقرير "التايم" أنها باتت قضية سياسية متنامية بدأت في توحيد مجموعة من المجموعات اليمين المتطرف، وتستغل، على حد وصفها، حالة غضب وإرهاق وحزن وإحباط ملايين الأمريكيين مع دخول الوباء عامه الثالث. ويحذر الخبراء من أن القوة المتزايدة للحركة المشتركة لمكافحة اللقاح ومناهضة التفويض، يمكن أن توفر أيضًا غطاءًا للقوى الظلامية التي تحمل المشاعر المناهضة للديموقراطية الأمريكية بشكل عام؛ إذ أخذ بعض منظموها في تكرار مشاهد وإشارات التمرد من دق الدفوف ورفع أصابع علامة النصر، وتجلى ذلك في مشهد آخر مع امرأة ترتدي عصابة رأس وردية اللون ونظارات شمسية تحمل لافتة كتب عليها بحروف سوداء وحمراء غامقة: "أطلق النار على من يحاولون خطف طفلك وتطعيمه". يضيف التقرير أن المشهد لا يخلو من جموعات من المعلمين والممرضات مع رجال الإطفاء تختلط لافتات مطالبهم بلافتات دعم دونالد ترامب.