في واقعة غريبة من نوعها تشبه في حدوثها بداية الفيلم الأخير للفنان ليوناردو دي كابريو "لا تنظر إلى الأعلى"، اكتشفت الدكتورة "ناتاشا ووكر"، عالمة فيزياء الفلك مع فريقها البحثي في المركز الدولي لأبحاث علم الفلك بجامعة كيرتن بأستراليا، جسما غريبا قريبا من كوكب الأرض. كان الفريق يرسل موجات راديو لاسلكية عبر الكون في الفضاء، حتى صادفت الموجات نجم مغناطيسي كبير، غير معلوم حتى الآن ما هو بالتحديد وما هي صفاته، وأوضح الفريق أن هذا النجم كان يختفي ثم يعود مجددا للظهور أمام التليسكوب كل بضعة ساعات، هذا بحسب ما نشر في موقع "ديلي ميل". صرّحت الدكتورة ناتاشا، بأنها شعرت بالخوف لأن ما فعله هذا الجسم الغريب شيئا غير متوقع على الإطلاق، حيث إنها وزملاؤها لم يروا في حياتهم جسما مثله من قبل، وأنه لا يوجد أي شيء معروف في السماء يفعل ذلك، مشيرة إلى أن هذا الجسم قريب جدا من كوكب الأرض، يبعد عنه بمسافة 4000 سنة ضوئية فقط. وتقول ناتاشا: "يعتبر هذا الجسم نوعا من أنواع النجوم النيوترونية التي تدور ببطء، والتي من المتوقع وجودها نظريا، لكن بالرغم من ذلك، لم يتوقع أحد أن يكتشفها بشكل مباشر، كما أننا لم نتوقع أن تكون هذه النجوم ساطعة بهذا الشكل". من جهة أخرى، أعلنت دكتورة جيما أندرسون، المشاركة في البحث الذي نشر في مجلة "ناتشر"، عن وجود العديد من الأجسام التي يطلق عليها العلماء "الأجسام العابرة"؛ لأنها أجسام تضيء لبعض الوقت وتنطفيء في غضون ثانية أو أقل، كما أنها تظهر لأيام قليلة ثم تختفي لأشهر، على عكس الجسم الذي تم اكتشافه، حيث أكدت جيما أن هذا الجسم كان ساطعا بشكل لا يصدق لمدة دقيقة كاملة دون أن ينطفيء نوره، موضحة أنه أصغر من حجم الشمس، لكن مجاله المغناطيسي قوي للغاية. يعكف الباحثون الآن على دراسة هذا الجسم، حيث يراقبونه ليعلموا ما إذا كان سيسطع نوره أمام الأرض مرة أخرى أم لا، كما يقوم الباحثون بمراجعة الأرشيف في محاولة لإيجاد أي جسم مشابه له، ليعلموا هل هذا حدثا نادرا فريدا من نوعه، أم أن هذه مجموعة جديدة من النجوم لم ينتبه لها علماء الفلك طوال عشرات السنوات الماضية؟