أثار وصول إعصار "إيدا" المدمر إلى الأراضي الجنوبية للولايات المتحدةالأمريكية، حالة من الذعر والتأهب الشديد في ولايات البلاد خوفا من الآثار المدمرة له، الذي يزداد قوة وتصاعدا حتى الفئة الرابعة شديدة الخطورة، ليكون أخطر إعصار يضرب أمريكا منذ أكثر من 150 عاما. وحذر مركز الأعاصير الوطني الأمريكي، المواطنين الأمريكيين، من الإعصار شديد الخطورة الذي اجتاح البلاد قادما من خليج المكسيك، ووصلت سرعة رياحه إلى 240 كيلومترا في الساعة، في وقت نزح فيه عشرات الآلاف من سكان الولايات الجنوبية خوفا على حياتهم وهربا من الإعصار، بعد قطع الكهرباء عما تجاوز مليون منزل وشركة، وفقا لما نقله موقع "روسيا اليوم". وأنذرت مصلحة الأرصاد الجوية، سكان ولاية لويزيانا، بأن يختبئوا فورا، في حين أعلنت بعض الولاياتالأمريكية حالة الطوارئ، وفرضت عدة مقاطعات حظر تجول لضمان بقاء السكان داخل منازلهم في مواجهة هبوب الرياح الشديدة والفيضانات، فيما أعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الأماكن التي ضربها الإعصار مناطق منكوبة. • الإعصار الأقوى منذ قرن ونصف إعصار "إيدا"، الذي يعد أقوى إعصار يجتاح لويزيانا منذ 150 عاما، هو إعصار نشط وقوي جدا، أصبح ثاني أعنف إعصار يضرب ولاية لويزيانا الأمريكية، بعد إعصار كاترينا، الذي اجتاحها قبل 16 عاما، الذي لا يزال شاخصا في ذاكرة سكانها، إذ أودى بحياة أكثر من 1800 شخص وتسبب بأضرار جسيمة بلغت عشرات مليارات الدولارات. وتعادل إعصار "إيدا" كأقوى هبوط للرياح القصوى على اليابسة في الولاية مع إعصار "لورا"، الذي ضرب أمريكا في عام 2020 وإعصار "آخر جزيرة"، الذي اجتاح البلاد في عام 1856. • كيف نشأ إعصار إيدا؟ إعصار "إيدا" يعد التسمية التاسعة التي تطلق على عاصفة، والتسمية الرابعة لإعصار استوائي، والتسمية الثانية لإعصار كبير منذ بدء موسم أعاصير الأطلسي 2021. وقد نشأ الإعصار المدمر من موجة استوائية رصدت لأول مرة من قبل المركز الوطني للأعاصير في أمريكا، في 23 أغسطس الماضي، انتقلت إلى البحر الكاريبي وتطورت إلى عاصفة استوائية في 26 أغسطس، وبعد يوم واحد، أصبح "إيدا" إعصارا من الفئة الأولى، قبل أن ينتقل سريعا للدرجة الثانية في اليوم التالي، والثالثة بنهاية اليوم، وفي غضون ساعة، دفع التعمق السريع للعاصفة بالنمو إلى إعصار من الفئة الرابعة الأشد خطورة. ووصل الإعصار إلى اليابسة في 29 أغسطس، وهي الذكرى ال16 لإعصار كاترينا، الإعصار المدمر والوحيد الذي وصل إلى اليابسة في لويزيانا الأمريكية، فبدأ الإعصار من مناطق الجنوب الشرقي من الولاياتالمتحدة، مصحوبا بعواصف قوية غير مسبوقة منذ زمن بعيد، فقد صاحبته رياح بلغت سرعتها القصوى نحو 240 كيلومترا في الساعة، وسط تحذيرات من آثار مدمرة للإعصار. ووفقا لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، فمن المتوقع أن يضرب الإعصار ولاية ميسيسيبي المجاورة، وقد يجلب أمطارا غزيرة وفيضانات عارمة، وذلك بعد 16 عاما تحديدا من إلحاق إعصار "كاترينا" المدمر أضرار هائلة بالولايتين. • بين إيدا ودلتا.. أزمات متتالية وبضرب إعصار "إيدا" المدمر، الذي سُجل كإعصار من الدرجة الرابعة على مقياس "سافير سيمبسون" المكون من 5 درجات، الولاياتالأمريكية الجنوبية، تزامنا مع اجتياح متحور دلتا القاتل والأخطر من فيروس كورونا الأصلي الولايات، تاركا المستشفيات مكتظة بالمصابين والمعزولين. ففي ولاية لويزيانا، تسارع السلطات الزمن لتوفير ملاجئ إلى حشود النازحين الذين تم إجلاؤهم على خلفية الوضع الوبائي المعقد نتيجة لتفشي فيروس كورونا، في وقت تعاني فيه المستشفيات الضغط، إذ أن الولاية بها ثالث أعلى نسبة إصابات في الولاياتالمتحدة. ووفقا لشبكة "بي بي سي" البريطانية، فعادة ما تُخلى المستشفيات التي تكون في مسار الأعاصير، لكن هذه المرة، فالأسرة المتوفرة قليلة حتى في المستشفيات البعيدة عن السواحل.
