حذرت منظمة الصحة العالمية، الأربعاء، من متحور جديد لفيروس كورونا المستجد، يعتبر أشد شراسة ويطلق عليه اسم "لامبدا"، حيث شكل نسبة 70% من الإصابات بفيروس كورونا في كل من تشيلي والأرجنتين الواقعتان في قارة أميركا اللاتينية خلال الأسابيع الأخيرة، بحسب سكاي نيوز عربية. وقالت مديرة المكتب الإقليمي للمنظمة، كاريسا إتيان، إن القرائن المتوفرة حاليا عن طفرة "لامبدا" تشير إلى خطورتها العالية، خاصة من حيث سرعة سريانها وقدرتها على مقاومة المناعة الناشئة عن تعاطي اللقاحات والتعافي من الوباء. وأضافت المسؤولة الأممية قائلة: "ما زلنا لا نملك البيانات الكافية لتحديد مدى خطورة هذه الطفرة ومواصفاتها النهائية، لكن المؤشرات العلمية حتى الآن لدى الخبراء لا تبعث على التفاؤل". * متى ظهر متغير لامبدا؟ تم اكتشاف هذا متحور أو متغير لامبدا لأول مرة في دولة بيرو في يناير عام 2020، حتى سبب في أبريل عام 2021 أكثر من 80% من حالات كورونا الجديدة في بيرو. * الوضع في بيرو.. أسباب ساعدت على الأزمة بحسب موقع "منتدى الاقتصاد العالمي"، يوجد في بيرو أكبر عدد من وفيات كورونا، حتى الآن، فمقابل كل 100 ألف نسمة منهم 596 وفاة بسبب كورونا، فيما يعتبر البلد التالي الأكثر تضررا هي المجر التي لديها 307 حالات وفاة لكل 100 ألف شخص. وهناك العديد من الأسباب التي أدت إلى سوء أداء بيرو في مواجهة الوباء، وهي تشمل نظام رعاية صحية ضعيف التمويل وغير المجهّز مع عدد قليل جدًا من أسرة العناية المركزة؛ وطرح اللقاح البطيء؛ والقدرة المحدودة لإجراء الاختبارات. يأتي ذلك في ظل التزاحم في العمل واكتظاظ المساكن، منذ أن كانت البلاد تعاني من متغير لامبدا، عندما تم الإبلاغ عنه في العاصمة ليما، في أغسطس 2020. * لامبدا ينتشر من بيرو للعالم الآن انتشر متغير لامبدا من بيرو إلى العالم، فوفقًا لتقرير حديث لمنظمة الصحة العالمية، تم العثور عليه في 29 دولة، وذكر التقرير أن الإصابة بمتغير لامبدا ساعدت في انتقال العدوى في العديد من البلدان، خاصة مع ارتفاع معدل الإصابات بمرور الوقت. واتجهت أنظار العالم لمتغير لامبدا، عندما أعلنت منظمة الصحة العالمية في 14 يونيو عام 2021، أنه نوع عالمي جديد لفيروس كورونا جدير بالاهتمام. وحذت هيئة الصحة العامة في إنجلترا حذوها في 23 يونيو، بسبب توسع المتغير لامبدا في دول العالم، بالإضافة للعديد من الطفرات البارزة، فمن بين ثماني حالات مؤكدة من لامبدا في المملكة المتحدة، تم ربط معظمها بالسفر إلى الخارج. * ماذا نعرف عن الفيروس؟ (أدلة) وفقا لصحيفة "تايمز أوف انديا"، فإن متغير "لامبدا" يحتوي على طفرات يُتوقع أو يُعرف أنها تؤثر على أشياء مثل قابلية الانتقال (مدى سهولة انتشار الفيروس)، أو شدة المرض، أو القدرة على تهربه من المناعة المكتسبة من العدوى أو المكتسبة من اللقاحات. ويتحدث العديد من العلماء عن "توليفة غير عادية" من الطفرات في لامبدا، والتي قد تجعله أكثر قابلية للانتقال. لدى متغير "لامبدا" 7 طفرات في بروتين السنبلة، وهي نتوءات على شكل عيش الغراب على الغلاف الخارجي للفيروس تساعده على الالتصاق بخلايا الجسم وغزوها، وتسهيل الارتباط بها، بما يجعل من الصعب على الأجسام المضادة داخل الجسد الالتصاق بالفيروس وتحييده. * هل تؤثر اللقاحات على متغير" لامبدا"؟ بحسب موقع "منتدى الاقتصاد العالمي"، بحثت نسخة أولية من دراسة أجرتها كلية غروسمان للطب بجامعة نيويورك، في تأثير لقاحي "بي فايزر"، و"موديرنا" ، ضد متغير "لامبدا"، ووجدت انخفاضًا بمقدار ضعفين إلى ثلاثة أضعاف في الأجسام المضادة الناتجة عن اللقاح مقارنة بالفيروس الأصلي، واستنتجوا أن هذه اللقاحات ستظل على الأرجح وقائية ضد متغير لامبدا. أيضا قام باحثون من جامعة تشيلي بالتحقيق في تأثير لقاح "سينوفاك" ضد متغير لامبدا، ووجدوا أيضًا انخفاضًا بمقدار ثلاثة أضعاف في تحييد الأجسام المضادة مقارنةً بالمتغير الأصلي.