* حلمى منذ البداية أن أكون مخرجا وليس مؤلفا * المشاهد لن يتأثر بالتغييرات.. والمسلسل ينسب دوما لكاتبه * مهموم بالقضايا الاجتماعية.. ومخطئ من يظن أن الفن متعة فقط وليس رسالة يواصل المؤلف والمخرج هانى كمال حاليا التحضير للجزء الثالث من مسلسل «أبو العروسة»، وذلك بعد انتهاء علاقة مخرج الجزءين الأول والثانى كمال منصور مع الجهة المنتجة للعمل، وذلك عقب نشوب خلافات مادية بينهما، وصلت صداها لمواقع التواصل الاجتماعى، وتداخلت فيها نقابة المهن السينمائية، وكان هانى كمال الخيار المناسب للجهة المنتجة، خاصة بعد خوضه تجربة إخراج ناجحة مع مسلسله «ولاد ناس»، الذى وصفه كثيرون ب«الحصان الأسود» لموسم رمضان الماضى، بعد تحقيقه نجاحا كبيرا، فى منافسة شرسة لموسم يشارك فيه نخبة من النجوم الكبار والشباب. فى بداية لقائنا مع المؤلف والمخرج هانى كمال طرحنا عليه سؤالا عما اذا كان اتخذ من «الإخراج» مهنة إلى جانب التأليف؟ ام ان الظروف هى التى دفعته لها؟.. فاجاب: منذ البداية احلم بان اكون مخرجا، وليس مؤلفا كما يتصور البعض، وعملت فى بداية مشوارى المهنى مساعدا للمخرج يوسف شاهين، وكان هدفى ان اتولى مهمة إخراج عمل يحمل اسمى، وحينما اتجهت للتأليف ولم أتخلَ عن حلمى، بدليل أننى كنت مخرجا للوحدة الثانية بالجزء الثانى من مسلسل «أبو العروسة»، وتوليت إخراج العديد من المشاهد الصعبة فيه، وبعدها توليت تأليف وإخراج المسلسل السعودى «الديك الازرق» الذى شارك فى بطولته كل من بيومى فؤاد وشيماء سيف، واخيرا مسلسل «ولاد ناس» الذى حقق نجاحا كبيرا، وحصلت عنه على عدة جوائز، وبالتالى فأنا لست دخيلا على المهنة، بل استطيع القول إننى حققت الحلم الذى طالما سعيت وراءه. وعن مدى الاستفادة التى تقع على العمل الدرامى من فكرة ان المؤلف والمخرج شخص واحد، قال «كمال»: هذا الأمر يوفر بشكل كبير على المستوى الانتاجى، فما أتخيله على الورق، أترجمه على الشاشة، ومن هنا تكون وجهة النظر واحدة، واحتمالية الخلاف بين المخرج والمؤلف بطبيعة الحال منعدمة، وفى حال أن هناك ملاحظة ما لأحد أبطال العمل، او وجهة نظر منطقية، يكون التعامل بشكل أكثر سرعة وسلاسة. ورفض كمال فكرة انه مضطر للسير على نفس درب المخرج السابق للعمل، حتى يستفيد من النجاح الذى حققه فى الجزءين الأول والثانى، وعلق قائلا: النجاح الذى حققه «أبو العروسة» وأدى إلى انتاج مواسم اخرى له، عائد للنص، وهذا ليس من باب المبالغة، او انكار جهد احد، فالدراما التليفزيونية دوما تنسب للمؤلف، وليس للمخرج، وتغير الوضع فى السنوات الاخيرة لظروف عديدة لسنا فى مجال الحديث عنها، لكن فى «أبو العروسة» فالسيناريو هو الذى فرض وجهة النظر الإخراجية، حتى أماكن التصوير تم تحديدها فى السيناريو منذ لحظة كتابته، فضلا عن اننى توليت إخراج الوحدة الثانية للجزء الثانى للمسلسل، وبالتى ففكرة أن اسير على درب مخرج آخر، غير واردة بالمرة، ولكن سوف أسير على درب السيناريو المكتوب. وعن السر وراء انتاج موسم ثالث ل«أبو العروسة» قال: كلمة السر الدائمة هى «الجمهور» فهو وحده الذى يقرر استمرارية أى عمل، مع رغبة جهة الإنتاج أيضا، فلم نكن نضع فى اعتبارنا، كفريق عمل، ان المسلسل سيكون له مواسم أخرى متتالية، لكن بناء على رغبة الجمهور، تحقق هذا الامر، إلى جانب ان الموضوعات التى نثيرها بالعمل، قابلة للاستمرار، وهذا هو طبيعة الدراما الاجتماعية عموما، فمسلسل «ولاد ناس» قابل ان يكون له مواسم أخرى، خاصة أن اسمه «مطاط» يتحمل العديد من الموضوعات. وقال عن سر اهتمامه بالموضوعات الاجتماعية دون غيرها بأن الفن لابد ان يكون له رسالة، ومخطئ من يظن ان الفن للمتعة فقط، فالمتعة قد تحولنا لأشياء اخرى تلعب على الغرائز وتساهم فى الهدم وليس البناء. واضاف: أتعامل مع العمل الفنى من هذا المنطلق، فهو بالنسبة لى رسالة، ورسالتى أن أقدم موضوعات اجتماعية، يشعر معها المشاهد بالألفة لانها تحكى قصة حياته او حياة المحيطين به، فى اطار من المتعة الفنية بالطبع، وكان هذا هو حال الدراما المصرية عموما، فمسلسل مثل «رأفت الهجان» قد يصنف أنه مسلسل جاسوسية او مخابرات، ولكنه مسلسل اجتماعى أيضا، وناقش العديد من القضايا الاجتماعية، ونفس الامر مع «ذئاب الجبل» الذى يصنف بأنه مسلسل صعيدى، لكنه فى اطار اجتماعى ايضا، لكن للأسف الذى حدث فى السنوات الأخيرة، تغير الامر وفوجئنا أن موسم رمضان تحول لدراما عنوانها الدم والقتل، فى انفصال تام عن الواقع، وعليه اشعر بسعادة كبيرة حينما تحقق أعمالى الاجتماعية نجاحا وسط هذه الهوجة، اذا انها تشير إلى وعى الجمهور المصرى، واندفاعه للأعمال الجيدة. وعن الجديد فى الموسم الثالث ل«أبو العروسة» قال المؤلف والمخرج هانى كمال: "نحن الآن فى فترة التحضيرات، واتوقع بدء التصوير بعد شهرين تقريبا، بالطبع سيكون هناك جديد، لكن لا أفضل الكشف عنه حاليا، وسيكون معنا عدد من أبطال الموسمين السابقين وفى مقدمتهم الفنان سيد رجب والفنانة سوسن بدر، مع وجود عدد اخر من الفنانين، وايام وسوف اعلن عن جميع تفاصيل العمل". رفض كمال تقسيم الدراما لمواسم، وقال ان مصطلح «موسم رمضان» من شأنه ظلم الاعمال التى تعرض خارجه باعتبارها انها أقل شأنا من الأعمال التى تعرض بهذا الموسم، وهو امر خاطئ بلا شك، مبديا سعادته بنجاح أعماله داخل وخارج الموسم الرمضانى.