على مسافة 3 كيلو مترات فقط، من قرية شمس الدين بمركز بنى مزار والتى شهدت مذبحة راح ضحيتها 10 من 3 أسر أواخر عام 2006، ولايزال الفاعل مجهولا حتى الآن، شهدت قرية أبوالعباس مأساة جديدة صباح أمس الأول حيث استيقظت القرية على جريمة قتل بشعة. تم العثور على سيدة حامل وأطفالها الثلاثة مشنوقين داخل منزلهم الريفى المتواضع. ألقت الشرطة القبض على عدد من المترددين على المنزل من أقارب زوج القتيلة، وحتى على المبلغ شقيق الزوج الذى تم استدعاؤه من خارج البلاد لمتابعة التحقيقات، وطالب اللواء محسن مراد مدير أمن المنيا بسرعة ضبط الجانى حتى يعود الأمان للقرية، وكثفت المباحث الجنائية من جهودها، وواصلت أمس النيابة العامة ببنى مزار تحقيقاتها برئاسة محمد عبدالموجود مدير النيابة، تحت إشراف القاضى محمد أبوالسعود المحامى العام الأول لنيابات شمال المنيا، حيث تم انتداب الطبيب الشرعى لتشريح جثة كل من راضية عبدالحليم على، 35 سنة، وأطفالها: محمد مبارك محمد، 9 سنوات، طالب بالمعهد الأزهرى، وشقيقيه على،7 سنوات، وطه، 4 سنوات. تبين من تقرير الصفة التشريحية المبدئى أن الأم حامل وتعرضت لطعنة نافذة بآلة حادة بالرقبة أسفل الأذن، ثم تم خنقها حيث توفيت باسفكسيا الخنق نتيجة خنقها بإيشارب حريمى، ووجدت جثتها معجونة فى التراب وروث الحيوانات بحظيرة المواشى، إثر مقاومتها للقاتل، أما الأطفال الثلاثة فقد تبين أنهم لقوا حتفهم خنقا بواسطة كوفية سوداء، ولا توجد بهم إصابات. كما تبين لفريق النيابة أثناء معاينته لمنزل القتيلة أن الأم عثر عليها أمام السلم بحظيرة تربية المواشى، كما عثر على تليفونها المحمول رخيص الثمن بجوارها، وبعثرة بالحجرة، واتضح أن المنزل مغلق من الداخل. ورجح مصدر أمنى أن يكون القاتل من المترددين على المنزل أو من الأقارب، وأن الدافع من وراء القتل هو الانتقام أو محاولة الاغتصاب، وأن الأطفال الضحايا على علم بشخصية القاتل، حيث أيقظتهم الأم لمساعدتها فى التخلص من القاتل فتخلص منها بعد مقاومة عنيفة لجأ خلالها الأطفال من خوفهم إلى حجرة المعيشة ليختبئوا بها، فدخل عليهم القاتل وتخلص منهم. وقال عبدالمنعم سعد، 35 سنة، ابن عم المجنى عليها ل«الشروق» إن القاتل من أهالى القرية، وأن غياب الأمن هو السبب فى وقوع مثل هذه الجرائم الجماعية بمركز بنى مزار الذى يعتبر موطنا للحوادث الجماعية. وأضاف أن الحادثة تشير إلى ضرورة عودة الدورية الراجلة والراكبة لإقرار الأمن بهذه القرى والتى لن تنام بعد ذلك خوفا على أرواحها، ولولا أن موظف اشتراكات الخبز الذى حاول الطرق على الباب كعادته فلم يرد عليه أحد لظلت الجريمة مختفية لأيام، حيث لم يكتشف أحد وقوعها رغم أنهم قتلوا فى ظلام الليل، ولم يدر بهم أحد، ولما أكد موظف اشتراكات الخبز لشقيق الزوج ويدعى محمود محمد محمد عبدالعليم، 24 سنة، ويقيم بقرية أبوالعباس البلد، أنه يطرق الباب ولا يجيبه أحد، فحاول أيضا فتح الباب، وكان مغلقا من الداخل، فاضطر للقفز من سطح المنزل المجاور ليكتشف لجريمة ويبلغ عنها. وانتظر عدد من أهالى القرية أمام مستشفى بنى مزار العام لمدة ست ساعات حتى صرحت النيابة بدفن الضحايا. وطالب بهجت خليل شريف،عضو لجان عرفية، وأحمد محمد نور، ومحمد أبوالحاج علم الجالسى، من أهالى القرية بإنشاء نقطة شرطة بكل تجمع سكنى كبير حيث إن عدد سكانها يتجاوز 10 آلاف. وأكد أحمد عبدالمنعم،مدرس بالمعهد الدينى، أن الحادث يكشف عن قصور أمنى، وتساءل أين الخفراء والمسئولون عن أرواح الأبرياء، فالقاتل معروف وهو من أبناء القرية الآثمين فكيف لغريب يعرف أن صاحب المنزل فى سفر ويقتحم المنزل ويقتل من فيه وهو يعلم جميع أفراده، ولو كانت هناك دوريات أمنية لخشى الجانى من الإقدام على فعلته. وبعد أن صرحت النيابة بدفن جثث الضحايا، خرج آلاف المشيعين فى مشهد جنائزى مهيب، والحزن يملأ عيونهم والرعب يملأ قلوبهم. وفرض الأمن وجوده بالقرية، ووسع من دائرة الاشتباه حتى يتمكن من ضبط الجانى قبل محاولته الهروب بفعلته.