أظهرت وثائق لمراجعة صادرة عن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، اليوم الثلاثاء، أن لقاح فيروس كورونا الذي تصنعه شركة موديرنا الأمريكية يوفر حماية للبالغين من الفيروس ويمنع الحالات الشديدة من الإصابة بمرض "كوفيد-19" الناتج عن فيروس كورونا المستجد. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية نقلا عن مصادر مطلعة على خطط إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أن الأخيرة تعتزم بناءً على النتائج المشجعة للقاح منح تصريح طارئ لاستخدامه يوم الجمعة المقبل. وأكدت وثائق المراجعة التى أجرتها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على تقييم موديرنا السابق أن لقاحها أظهر فاعلية بنسبة 94.1% خلال تجربة شملت 30 ألف شخص. ووجدت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، أن الآثار الجانبية بما في ذلك الحمى والصداع والإرهاق كانت مزعجة، ولكنها ليست خطيرة. ووفقا للصحيفة الأمريكية، يعد إصدار تلك البيانات الخطوة الأولى في عملية المراجعة العامة التي ستتضمن اجتماعا يوم الخميس للجنة استشارية مستقلة من الخبراء، من المتوقع أن تصوت لصالح منح اللقاح ترخيص بالاستخدام الطارئ. ويمكن بعد ذلك أن يبدأ توزيع حوالي 6 ملايين جرعة الأسبوع المقبل، ما سيضاف بشكل كبير إلى ملايين الجرعات التي يتم شحنها بالفعل من لقاح شركتي فايزر وبيونتك. وكان العاملون في مجال الرعاية الصحية قد تلقوا، أمس الاثنين، الجرعة الأولى من لقاح فايزر بيونتك الذي تبلغ فعاليته 95%. ووقعت الحكومة الفيدرالية صفقات الصيف الماضي مع شركة موديرنا وفايزر لتقديم 200 مليون جرعة في الربع الأول من عام 2021، ولأن كلا اللقاحين يتطلب جرعتين، فقد ضمنت هذه العقود جرعات كافية ل100 مليون شخص. ووفقا لوثائق مراجعة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، نجح لقاح موديرنا بشكل جيد في المتطوعين البيض وفي المجتمعات الملونة، كما لم يكن هناك فرق كبير بين الحماية التى يوفرها للرجال والنساء، أو بين المتطوعين الأصحاء وأولئك المعرضين بشدة لخطر الإصابة بفيروس كورونا الذين يعانون من أمراض مثل السمنة والسكري. وحقق اللقاح فاعلية فى التجارب تقدر بنحو 86.4 % بالنسبة للأشخاص الذين يبلغون من العمر 65 عامًا أو أكثر، أي أقل من التقدير الإجمالي لفاعلية اللقاح البالغ 94.1%، لكن هذا الاختلاف الظاهر لم يكن ذا دلالة إحصائية. وأشارت المراجعة إلى اختلافين محتملين بين لقاحى موديرنا و"فايزر بيونتك"، حيث أظهرت تجربة "فايزر بيونتك" أن لقاحها بدأ في توفير الحماية من كورونا في غضون 10 أيام من الجرعة الأولى، وعلى النقيض من ذلك لم تكشف تجربة لقاح موديرنا عن مثل هذا التأثير اللافت بعد الجرعة الأولى ولكن حدثت حالات أقل للإصابة بين المشاركين في التجربة في الأيام الأولى، ما يجعل من الصعب قياس الاختلافات بين المجموعة التي تم تلقيحها والمجموعة التى تلقت دواء وهمي. ويتمثل الاختلاف الثاني بين اللقاحين في القدرة على منع الحالات المرضية الشديدة، إذ قدمت موديرنا المزيد من الأدلة على أن لقاحها يمكن أن يفعل ذلك، حيث تعرض 30 متطوعًا لحالات حادة من كورونا كانوا جميعًا في مجموعة الدواء الوهمي، بينما لم تكن هناك حالات إصابة حادة بين الأشخاص الذين تم تطعيمهم بلقاح موديرنا. وأوضحت وثائق المراجعة أن الآثار الجانبية للقاح موديرنا كانت شائعة بشكل خاص بعد الجرعة الثانية، لكنها استمرت عادة ليوم واحد فقط، وذكر الخبراء أن الأشخاص قد يحتاجون إلى يوم إجازة من العمل بعد أخذ اللقاح.