قال المهندس محمد أبو سعدة رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، إن مصر ممثلة في وزارة الثقافة تعمل حالياً على إعداد المرصد الحضاري للعمران في الدول العربيّة برعاية منظمة الالكسو. وأضاف أبو سعدة، خلال ندوة "تجليات الفنون الإسلامية" التي عقدها الجهاز بالتعاون مع اتحاد الآثاريين العرب برئاسة د. محمد الكحلاوي في الاحتفال باليوم العالمي للفن الإسلامي ومن خلال مبادرة "تراثنا هويتنا فلنحمه معا"، أن الجهاز يسعى لتوثيق وحصر عناصر الفن الإسلامي من عمارة وزخارف وموتيفات، حتى يمكن الحفاظ على هذا التراث الحضاري للأجيال القادمة، وحتى يتم عمل صيانة وترميم له والعمل على استدامته وإدارته بشكل يدر عائدا اقتصاديا منه وعمل أرشيف للفن الإسلامي بمصر. من جانبه قال أ. د محمد الكحلاوي أستاذ الآثار والعمارة الإسلامية بجامعة القاهرة ورئيس اتحاد الآثاريين العرب، إن الفن الإسلامي هو فن عالمي أثر في كل الحضارات وخاصة الحضارة الأوروبية حيث نقل عنه الغرب كل عناصر الهندسة الفنية في العمل، وهو فن غير مرتبط بفنان معين لأنه كيان فني منذ نزول القرآن يحاكي الوجود من طبيعة وفي كل عناصره ونقوشه الذي طوع بها الخشب والحجر بشكل يباهي العالم كله وينظر إليه بالفحص والدراسة. وأضاف الكحلاوي إن الفن الإسلامي كائن منذ ما يزيد عن 14 عام حيث خرج الفن العربي منذ الجاهلية إلى العالم عبر الإسلام وهو التعبير الحقيقي والمنتج الواقعي عن المؤاخاة والمواطنة واحترام الآخر. وأكد د. أحمد دقماق أستاذ الآثار بجامعة القاهرة وأستاذ مشارك بكلية الآداب جامعة الطائف، أن العمارة الاسلامية بفنونها الهندسية والطبوغرافية المرئية أثرت على الغرب، حيث إن عمارة الأندلس التي استخدمت الفن القبطي خير شاهد على عالمية الفن الإسلامي والتي انتقلت إلى باريس وروما، كما تأثرت أيضا عمارة الكنائس في أوربا بالعمارة الإسلامية في زخارفها الهندسية والكتابات العربية، وكذلك قصر سكوبيا شمال مدريد وطليطلة فقد تأثر الغرب بالفكر المعماري الإسلامي، ونقل الغرب عن الإسلام والفن الإسلامي فكرة الحمامات العامة بالمدن الإسلامية والشكل العمراني لها. وكذلك السبيل لتوفير المياه مجانا ، وكذلك هندسة وتخطيط الحدائق والمتنزهات العامة أخذها الغرب من إبن خلدون.