في ظل عودة الموجة الثانية من جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد -19) حول العالم، أفادت دراسة استقصائية على عينة كبيرة من الأطباء في جميع أنحاء الولاياتالمتحدة، أنهم باتوا أكثر إقداما على الاستقالة من وظائفهم، واللجوء إلى تغيير مجالهم المهنى، فى ظل الصعوبات والمشاق التي واجهونها فى الموجة الأولى من الفيروس. وبحثت الدراسة في استطلاع مؤسسة الأطباء الأمريكية لأكثر من 3000 طبيب حول تأثير فيروس كورونا المستجد على الممارسات الطبية، وتأثيره العاطفي السلبي على الأطباء وعلاقاتهم الاجتماعية بالآخرين وأسرهم.
وقال الدكتور "جارى برايس"، الأستاذ في "مؤسسة الأطباء"، وهى مؤسسة غير ربحية في ولاية "كونيتيكت" الأمريكية: "لقد أدركنا أن الوباء قد غير الأمور كثيرًا بالنسبة للأطباء".
وأظهر الاستطلاع أن 8% من الأطباء أغلقوا عياداتهم، وهو رقم وصفه برايس بالمذهل، مع وجود أكثر من 200 ألف عيادة طبية في الولاياتالمتحدة، وهذا يعني إغلاق حوالي 16 ألف عيادة، فى ظل توقعات بغلق 4% إضافية فى غضون ال12 شهرا القادمة.
وقال برايس: "الأطباء في العيادات المستقلة كانوا يتعرضون للكثير من الضغوط غير العادية حتى قبل أن ينتشر الوباء، وقد أدى الوباء إلى جعل الوضع أسوأ بكثير".
وتضمنت النتائج الرئيسية حول التأثيرات العاطفية لفيروس كورونا المستجد، أن نصف الأطباء عانوا من مشاعر الغضب، البكاء، أو القلق نتيجة لانتشار الوباء وتضاعف الضغوط الملقاة على عاتقهم، في الوقت الذي فكر فيه نحو 8% من الأطباء فى إيذاء أنفسهم، واتجه البعض الآخر إلى تعاطي المخدرات والكحول أو سعوا لطلب المساعدة لتحسين صحتهم العقلية جراء الضغوط التي يقعون فريسة لها.
وأوضح الباحثون أن المصدر الأول لإحباط الأطباء هو عدم التزام الجمهور والعامة بالإرشادات المطلوبة، وعلى وجه الخصوص، ارتداء الأقنعة والتباعد الاجتماعي.