- دعم الدولة كان له الفضل في خروج المشروع إلى النور مكث لأكثر من عشرين عامًا يبحث ويمحص لتحقيق حلم كان يراوده منذ أن كان طالبًا بالجامعة، واجهته الكثير من العقبات التي كانت تقف له بالمرصاد في طريق نجاحه، إلا أنه ضرب بها جميعًا عرض الحائط ومضى قُدمًا في رحلته البحثية التي كلفته الكثير والكثير، إلى أن تمكن الباحث المصري سليمان أحمد عمران المتخصص في قسم الخضر والبساتين بمركز البحوث الزراعية، من إنتاج البطيخ اللا بذري محليا. راودته الفكرة قبل أكثر من عشرين عامًا، وذلك خلال دراسته بكلية الزراعة، بعدما قرأ مقالة عن إنتاج البطيخ اللا بذري، ومن حينها قرر أن يبذل كل ما يستطيع عليه جهدًا في ذلك البحث ولذلك اختار أن تكون رسالة الدكتوراه عن البطيخ اللا بذري، يقول عمران في حديثه ل«الشروق». ويوضح عمران، أن إنتاج البطيخ الخالي من البذر هو تقنية تعتمد على تضاعف عدد الكروموسومات الموجودة ببعض أنواع البطيخ، وهذا التضاعف يؤدي إلى حدوث عُقم للبطيخ؛ أي يغدو خال من البذور، حيث تتم عملية التهجين هذه من خلال بعض العمليات الكيميائية المعقدة. وانهالت عليه الكثير من العروض لنشر بحثه في الخارج، إلا أنه ادخر كل ما أوتي من علم لبلده، عازمًا على أن تكون مصر هي أولى البلاد العربية التي استطاعت أن تهجن البطيخ اللا بذري الطبيعي دون استخدام الأشعة بل وتصدره للخارج. ويطلق البطيخ اللا بذري على ثمار البطيخ الخالية من البذور المعتادة، وقد كانت بداية ظهوره في الصين والولايات المتحدةالأمريكية واليابان منذ ما يقرب من عشر سنوات، غير أنه لم يكن في متناول الجميع؛ إذ اقتصر على النخبة فقط نظرا لسعره المرتفع وقلة زراعته. وأشار عمران، إلى أنه بفضل هذه التقنية بات بإمكاننا زراعة أي نوع من أنواع البطيخ، مثل: البطيخ الأصفر والأحمر، والتايجر، وغيره الكثير، موضحًا أن أهم ما يميز البطيخ اللا بذري عن البطيخ العادي مذاقه الحلو؛ إذ تزداد فيه نسبة السكريات عن ذلك الأخير، كذلك ساعد في توفير نسبة كبيرة من البذور التي كانت تهدر من قبل المزارعين، إذ أن احتمالية هدر البذور قلت إلى ما يقرب من 60% عن ذي قبل. أما من الناحية الاقتصادية، فقد أوضح الباحث المصري أن البطيخ اللا بذري يدر أرباحًا مالية مضاعفة للمزارعين، كما أنه ذات لحم أكثر صلابة من البطيخ البذري، ما يجعل فترة تخزينه أطول، وبالرغم من ذلك يقترب سعره من سعر البطيخ العادي. وعلى الرغم من الصعوبات الجمة التي واجهها إلا أنها لم تنجح في أن تثنيه عن عزمه؛ إذ يقول عمران أن الطريق كان محفوفا بالكثير من المصاعب وبخاصة من الناحية المادية، وافتقاره لوجود ميزانية تدعم أبحاثه، مما اضطره أن ينفق عليها من النقود خاصته. ولكن بدأ الأمل يلوح له حينما قدم وزير الزراعة محمد القصير، دعمًا ماليًا قدر ب50 مليون جنيه للمشروع الوطني لإنتاج التقاوي، فضلًا عن تخصيص مساحات للمزارع اللازمة لإنتاج البذور. وتابع متخصص قسم الخضر والبساتين أنه بدءًا من العام القادم سيتم إنتاج البطيخ اللا بذري حتى يكفي الاستهلاك المحلي، وبذلك نحقق اكتفاء ذاتيًا، ولن نعد بحاجة إلى استيراد تقاوي البطيخ من الخارج، والتي كانت تكلف الدولة الكثير. ولم يقتصر المشروع على الناحية المحلية فحسب، وإنما يختتم الدكتور عمران حديثه، قائلًا إن لديه النية لتصدير البطيخ اللا بذري حتى يغزو الأسواق العربية والإفريقية، بل والعالمية.