لماذا ظل مناخ الأرض مستقرًا على مر سنوات العصر الجيولوجي؟.. سؤال طرحه بنيامين زي، أستاذ الدراسات البيئية العالمية ومدير معهد جون موير للبيئة في جامعة كاليفورنيا، لمعرفة مدى ارتباط استقرار المناخ بوجود الصخور. وقال بنيامين، إن الصخور، وخاصة الأنواع الناتجة عن النشاط البركاني، تلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على استقرار مناخ الأرض على المدى الطويل، وفق ما ذكره في تقرير لموقع "ذا كونفيرزيشن" الأسترالي، وتقليل نسب ثاني أكسيد الكربون بين الأرض والمحيطات والغلاف الجوي. لقد عرف العلماء، لعقود من الزمن أن عوامل الصخور - الانهيار الكيميائي للمعادن في الجبال والتربة - تزيل ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، وتحوله إلى معادن مستقرة على سطح الكوكب، وفي رواسب المحيطات، ولكن لأن هذه العملية تعمل على مدى ملايين السنين، فهي أضعف من أن تعوض الاحتباس الحراري العالمي الحديث عن الأنشطة البشرية. وتسعى الأبحاث في هذا المجال، إلى أن تعمل على تسريع معدلات التجوية الصخرية، أي تفتت وتحلل الصخور والتربة والمعادن على سطح الأرض، ويمكن أن تؤدي عوامل مقاومة الصخور المحسنة إلى إبطاء الاحتباس العالمي وتحسين صحة التربة، ما يجعل من الممكن زراعة المحاصيل بشكل أكثر كفاءة وتعزيز الأمن الغذائي. وتشير دراسة حديثة، أجراها علماء بريطانيون وأمريكيون إلى أن إضافة صخور سيليكات مطحونة، مثل البازلت، إلى جميع تربة الأراضي الزراعية في الصين والهند والولاياتالمتحدة والبرازيل يمكن أن تؤدي إلى تجوية تؤدي إلى إزالة أكثر من 2 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي كل سنة. والجدير بالذكر أن انبعاثت الولاياتالمتحدة فقط نحو 5.3 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون في 2018، وفق ما ذكره بينيامين ز. وذكر بنيامين أن دراسة أجريت في أبريل 2020، توصلت إلى أن مسحوق صخور البازلت الخشن يحسن بنسبة 20% من محصول بذور الذرة، في ظل ظروف بيئية خاضعة للرقابة، دون تراكم العناصر النادرة السامة في البذور. كما أنه يزيد من المغذيات النباتية الحيوية التي يمكن أن تعزز الإنتاج وتزيد من المحاصيل، ويدعم المغذيات المعدنية مثل الكالسيوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم لخلق تربة صحية، وهذا النهج ليس جديدًا تماما، فقد كان المزارعون يعملون على تعديل التربة بالمعادن الصخرية لقرون ماضية. وتبين النتائج الأولية، أن إضافة البازلت والولاستونيت (هو معدن سيليكات الكالسيوم)، وفق مركز ابتكار الأراضي العاملة في كاليفورنيا، أن هذه العناصر زادت من محاصيل الذرة بنسبة 12% في السنة الأولى، من خلال العمل مع برنامج كاليفورنيا لتجارة انبعاثات غازات الدفيئة والمصالح الزراعية المتنوعة. وقال بنيامين: "نأمل في إنشاء مسار يوفر حوافز مالية للمزارعين ومربي الماشية الذين يسمحون بتحسين الصخور في أراضيهم، نحن نهدف إلى إنشاء بروتوكول للمزارعين ومربي الماشية لكسب المال من الكربون الذي يزرعونه في التربة". يذكر أن هذه الأبحاث تختبر آثار غبار الصخور ومسحوقها وتعديل السماد على انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من التربة، واحتجاز الكربون، وإنتاجية المحاصيل، وصحة النبات والميكروبات في التربة. وبموجب اتفاقية باريس للمناخ لعام 2015، تعهدت الدول بالحد من الاحتباس الحراري العالمي إلى أقل من درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الصناعة، ويتطلب ذلك تخفيضات هائلة في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. وأوضح بنيامين أن سحب ثاني أكسيد الكربون من الهواء - المعروف أيضًا باسم الانبعاثات السلبية - ضروري أيضًا لتجنب أسوأ نتائج تغير المناخ، لأن متوسط عمر ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي يزيد عن 100 عام، كل جزيء من ثاني أكسيد الكربون يتم إطلاقه إلى الغلاف الجوي من خلال احتراق الوقود الأحفوري أو تطهير الأرض سيبقى لعدة عقود ويزيد من الحرارة وتسخين سطح الأرض. وأضاف: "اعتقد أن اللجوء إلى حلول التعامل مع المسحوق الصخري يمكن أن يساعد البشر على الهروب من النتائج التي نعيشها اليوم وتزايد تغيرات المناخ السلبية".