لقى هاشالو هونديسا، وهو مغني وكاتب أغاني وناشط إثيوبي بارز، مصرعه، أمس، نتيجة عملية قتل بالرصاص في منطقة جيلان كوندومينيومس بأديس أبابا، حيث تسبب مقتله في تصاعد التوترات في جميع أنحاء الدولة. فمن هو هاشالو هونديسا الذي فجر مقتله الاضطرابات في إثيوبيا؟ * مطرب بدرجة مناضل منذ صغره كان يتمتع بروح نضالية، حيث سُجن هونديسا لمدة 5 سنوات، عندما كان عمره 17 عامًا لمشاركته في احتجاجات إثيوبية تابعة للأقلية التي ينتمي لها، وفر الكثيرون مثله إلى المنفى خوفًا من الاضطهاد لكنه بقى في البلاد وشجع الشباب على النضال. وقال أولو ألو، المحاضر البارز في جامعة كيلي بإنجلترا، والذي كتب بشكل مكثف عن موسيقى هونديسا: "كان هشالو الموسيقى التصويرية لثورة أورومو، فهو عبقرية غنائية وناشط جسد آمال وتطلعات جمهور أورومو". وأضاف أن أغانيه كانت موجة من المقاومة المضادة للحكومة التي بدأت في عام 2015 مع احتجاجات الشوارع في منطقة أوروميا والتي أدت في النهاية إلى استقالة رئيس الوزراء في ذلك الوقت، هايلي ديسالين. من خلال أغانيه، مثل "مالان جيرا" و"ما هو وجودي" و"جراح"، وكان له الفضل في التقاط الأفكار التي تدور في مجتمعه، ليس فقط صراع وإحباط متظاهري أورومو ولكن أيضًا أحلامهم وآمالهم لمستقبل أفضل في ثان أكبر دولة أفريقية من حيث عدد السكان، وقد وصفه المتابعون له أنه شخص شجاع بصورة استثنائية، ويمتلك مواهب عظيمة، حيث وحدت وحشدت أغانيه الكثيرين في إثيوبيا. وفي تقرير سابق بموقع "أفريقيا أرجيومنت"، تناول موسيقى هونديسا وتأثيرها، وذُكر فيه بعض التحولات في أغانيه، والقضايا التي ناقشها. على سبيل المثال في أكتوبر 2017، أصدر أغنية جديدة، كانت على عكس أغنيته السابقة الأكثر قتامة، وكانت هذه الأغنية تحتوي على معانٍ بالقدرة على التحمل والمرونة وتأكيد الذات، واحتفلت بالتحولات داخل مجتمع أورومو والتحولات الأساسية في المشهد السياسي الإثيوبي، حيث جسد تفاؤلًا جماعيًا حديثًا، وشعورًا بأن ثقافة أورومو لم تعد في خطر، وإحساسًا بأن مجتمعه أخيرًا في منتصف صعود قوي. ووصف هونديسا، في تقرير نشر بموقع "ساتيناو الإثيوبي"، أنه أكثر من مجرد مغني أو موسيقي، بل كان رمزًا لشعب أورومو، والذي تحدث عن التهميش السياسي والاقتصادي الذين عانوه في ظل الأنظمة الإثيوبية المتتالية. وفي إحدى أشهر أغانيه، قال: "لا تنتظر المساعدة من الخارج.. حلم لا يتحقق.. قم..اجعل حصانك جاهزًا وحارب.. أنت الشخص القريب من القصر". * إدانات واحتجاجات تتبع مقتله أثار القتل إدانة المسؤولين والمواطنين الإثيوبيين داخل وخارج البلاد، مع إشارة الكثيرين إلى الكيفية التي حفزت بها كلماته الاحتجاجية وموسيقاه الواعية سياسياً، أعضاء جماعة أورومو العرقية في البلاد لمحاربة القمع، على الرغم من كونهم أكبر مجموعة عرقية في إثيوبيا، إلا أن الأوروموس يشكون منذ فترة طويلة من التهميش الاقتصادي والسياسي. وأدت أنباء مقتل هونديسا إلى احتجاجات في العاصمة وأجزاء أخرى من إثيوبيا، مع صور ومقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر مئات المتجمعين في المستشفى حيث تم نقل جثته. وتم إيقاف خدمة الإنترنت في جميع أنحاء البلاد في حوالي الساعة 9 صباحًا بالتوقيت المحلي لها، وفقًا لبرهان تاي ، المحلل في مؤسسة "أكسس ناو" الحقوقية الإثيوبي. وأعرب رئيس الوزراء أبي أحمد عن تعازيه في مقتل السيد هونديسا ودعا إلى الهدوء، الذي يواجه مهمة شاقة في الحد من انتشار فيروس كورونا، مع الحفاظ على النمو الاقتصادي وترويض ضجة خلال الانتخابات التي كان من المقرر عقدها في شهر أغسطس ولكن تم تأجيلها بسبب هذا الوباء. اقرأ أيضا : بالصور: هذا ما يحدث في إثيوبيا.. مظاهرات الأورومو تتصاعد بعد اغتيال المغني هونديسا وسائل إعلام إثيوبية: اعتقال قياديين معارضين من الأورومو على خلفية المظاهرات الشعبية