شهدت حركة السكك الحديدية بالمنيا ارتباكا شديدا ومشاجرات واتهامات متبادلة بين سائقى القطارات ومعاونى السكة الحديد ونظار المحطة بسبب توقف الحركة وعدم وجود إمداد لتشغيل عدد من القطارات التى تعطلت، وشهدت حركة الركاب ارتباكا شديدا واضطر الركاب إلى بيع تذاكرهم بنصف الثمن للسماسرة وشهدت محطة القطارات ازدحاما وتكدسا كبيرين. وأكد مصدر مسئول بالمراقبة المركزية بالقاهرة أن هناك ارتباكا فى حركة القطارات، أدى لتأخرها أكثر من ست ساعات على الأقل، وبعضها يصل إلى 12 ساعة. وتوقفت القطارات أرقام 868، و986، و91 ترحيلات مساجين، بسبب أعطال فنية وتطلبت هذه القطارات جرارات بديلة لتحريكها وإكمال مسيرتها. ووجد السائقون أنفسهم فى ورطة بعدما فوجئوا بعدم وجود بديل لهذه الجرارات والباقى معطل ولا يمكن إصلاحه فى فترة وجيزة وقد يحتاج إصلاحه إلى قطع غيار غير موجودة بالمنيا، وهو ما أشعل الحرب وتبادل الاتهامات بين سائقى هذه القطارات، وبين معاونى السكة الحديد الذين يطالبونهم بالتحرك، وبين نظار المحطة الذين فقدوا السيطرة على الموقف. و رفض مدير الحركة المهندس محمد حسن التعليق على هذه الأعطال، مؤكدا أنه تم تشكيل لجنة فورية لتحريك هذه القطارات، وتم تشغيل وتبديل عدد من الجرارات فى مدة زمنية قصيرة، وأنه سيتم تشكيل لجنة فنية متنقلة لإصلاح هذه الأعطال فور وقوعها ومعرفة سببها والعمل على إزالته خاصة وأن المنطقة بها كفاءات فنية عالية المستوى وعلى قدر كبير من التدريب. وأصابت هذه الحالة الركاب بتوتر عبرت عنه عزة إبراهيم، محامية بقطاع الشئون الاجتماعية بقولها: «اخترت قطار الساعة السادسة صباحا، خوفا من حدوث أى تأخير لأصل القاهرة على أقصى تقدير الساعة العاشرة أو الحادية عشرة، ولكن الساعة وصلت التاسعة وأنا على رصيف المنيا، وهو أمر غير محتمل فالتأخير قد يكون عشر دقائق أو حتى نصف الساعة أو الساعة، أما أن يتعدى الثلاث ساعات ولم يقم القطار فهو أمر غير محتمل». وأضافت: «تأخيرى هذا سيعود بالضرر على وعلى من تعطلت مصالحهم وقضاياهم بسببى». وأشار عدد من القضاة الذين لم يجدوا غير بوفيه المحطة للانتظار فيه، إلى أن هذه الأعطال أصبحت سمة عامة فى السكة الحديد حتى إن قضاة بعض المحافظات تقدموا بطلبات لتشغيل أتوبيسات مكيفة خاصة بهم لضمان وصولهم إلى المحاكم فى مواعيدهم. وسعى أكثر من 35 مواطنا إلى بيع تذاكرهم وإعادتها للمحطة، و تمكن بعضهم من بيعها لبعض سماسرة التذاكر بنصف ثمنها، وعقدوا النية على السفر عن طريق الأتوبيسات رغم كرهم لذلك. وقال على محمد حسن، رجل أعمال، ومعه ثلاثة تجار، من زملائه أنهم قطعوا التذاكر وألقوا بها على الأرض بعد أن تأخر القطار ثلاث ساعات، وقرروا السفر عن طريق سيارة بيجو لمحاولة الوصول بسرعة لقضاء مصالحهم. من جهة أخرى كشف طلب إحاطة عاجل مقدم من العضو محمد عبد الرحيم عضو مجلس محلى محافظة أسوان وموجه إلى هيئة السكة الحديد عن اختفاء تذاكر السفر بسبب بيعها فى السوق السوداء خارج نطاق محطات المحافظة. لكن الهيئة طلبت إثباتا يؤكد بيع التذاكر فى السوق السوداء من خلال توفير رقم بطاقة والتوقيع عليها من صاحب الحجز على أن يكون ذلك الإجراء قبل فتح باب الحجز بأسبوع، ما أثار تحفظ واستنكار أعضاء المجلس. كما شهدت حركة القطارات بمدينتى طنطا وكفر الزيات ارتباكا شديدا بعد أن فوجىء ركاب القطار رقم 18 القادم من الإسكندرية بالتوقف نتيجة لعطل أصاب الجرار وظل القطار متوقفا أمام قرية شبرا النملة التابعة لمركز طنطا لأكثر من ساعتين حتى تم الاستعانة بجرار آخر وفك الجرار المعطل تمهيدا لإعادة تسيير حركة القطارات وأدى التعطل لأزدحام الطريق والتأثير على حركة السيارات بعد أن أصيب المواطنون بالفزع وحاولوا استقلال مواصلة أخرى من الطريق السريع. من جهة أخرى، طلب الدكتور حسن يونس، وزير الكهرباء والطاقة، والمشرف مؤقتا على وزارة النقل هيئة السكة الحديد باتباع إجراءات سريعة وحاسمة لتلافى الحوادث مستقبلا، من خلال تفعيل إجراءات السلامة والأمن، ووضعهما كأولوية أولى لتأمين سلامة المواطن. وأكد الدكتور يونس خلال اجتماعه أمس مع رئيس هيئة السكك الحديدية على أهمية مرفق السكة الحديد، باعتباره أحد المرافق الحيوية والمهمة للدولة. كما استعرض تقريرا قدمه رئيس الهيئة حول سير العمل بخطوط شبكة السكة الحديد حاليا. وتولى يونس الإشراف على وزارة النقل مؤقتا، بعد استقالة المهندس محمد منصور أمس الأول، على خلفية حادث التصادم بين قطارين عند مركز العياط بالجيزة، أودت بحياة 18 شخصا، وإصابة 36 آخرين.