لايختلف أحد حول العالم حول أهمية "الكعبة المشرفة" وخصائصها العظيمة التي اختصها الله بها، نظرًا لكونها أول بيت وضع للعبادة، وهي قبلة المسلمين حول العالم الذين يتبركون بها طوال العام وخاصة في موسم الحج. ولأهميتها الدينية الكبيرة عند المسلمين تُعد الكعبة أطهر بقاع الأرض، ولكن يُثار حولها الكثير من الشائعات بغرض تمجيدها وتعظيمًا لقيمتها، الشروق ترصد خلال السطور القادمة أبرز الشائعات وحقيقتها.. • عدم القدرة على الطيران فوق الكعبة:- قطاع كبير من المسلمين يعتقدون أن الكعبة هي مركز كوكب الأرض، ومركز الجاذبيّة الأرضيّة فيها، لذلك يستحيل تحليق الطائرات فوقها، ويتم تبرير ذلك ببعض بوجود فراغ في طبقات الهواء التي تعلو الكعبة، ومركز جذب مغناطيسي فوق الكعبة، ونور يخرج من الكعبة ويعبر إلى الفضاء الخارجي، ولم يتم إثبات ذلك في أي من البحوث أو السنن النبوية أو القرأنية. تأويل آخر لعدم تحليق الطائرات وهو أن الكعبة الشريفة هي مكان سجود المسلمين، وهي قبلة المسلمين حول العالم، ومن المُتعارف عليه أنه أثناء السجود يحدث تفريغ "للشحنات الكهربائية"، الأمر الذي يستحيل على الطائرات أن ترتفع فوق الكعبة بسبب "الجذب المغناطيسي" القوي في تلك البقعة. أحد الاعتقادات أن الخرائط الملاحية أثبتت وجود مثلث فوق منطقة الكعبة يحظر على جميع أنواع الطائرات أن تحلق فوقها، حسبما ذكر عبد الله المسند الأستاذ المُشارك في قسم الجغرافيا بجامعة القطيف. • التفسير الحقيقي:- تتخذ الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، عددا من الاحتياطات لحماية الكعبة وعدم إزعاج مرتاديها من المسلمين، لذلك منعت تحليق الطائرات فوق الكعبة تقديسًا واحترامًا لها، لذلك لاتوجد أي خطوط للمجال الجوي فوق الكعبة، ولايوجد مطار داخل مكةالمكرمة من الأساس. إلا أن الحكومة السعودية وضعت استثناءات لمرور الطائرات فوق الكعبة، حيث إنه تسمح للطائرات الهليكوبتر التي تقوم بنقل المرضى، وتنسيق مسار الحجاج في موسم الحج، لمنح الحاج إحساسًا بالهدوء والطمأنينة أثناء طوافه بالكعبة. وقال حسن الغامدي المختص في شئون الطيران في السعودية، إن السبب هو أن مدينة مكةالمكرمة "منطقة جبلية"، وتحليق الطائرات في تلك المنطقة يُسبب إزعاجًا وتشويشًا لمن يؤدون مناسك العمرة أو الحج. وأحد الأسباب التي تجعل الحكومة تمنع مرور الطائرات هو أن الحرم المكي مُخصص فقط للمسلمين، والطائرات التي تدخل المجال الجوي من الممكن أن تحمل فيها أشخاص لهم ديانات أخرى. • تحليق الطيور: "الحمام المكي"، حمام رمادي اللون يميل للزرقة أو الخضرة في عنقه، وجميعهم متطابقين في الحجم والشكل واللون، ولا يختلط هذا الحمام بأسراب أو مجموعات أخرى بغيره من الحمام. يُحلق الحمام ويستوطن الحرم المكي، إذا أنه له قدرة آلهية للحفاظ على طهارة المكان المقدس، حيث أن أسراب الحمام لن تكون قدرة على الطيرات بشكل مباشر أو الوقوف فوق الكعبة وأنما تُحلق أسراب الحمام بشكل دائري فوق الكعبة كما يطوف الحجاج حول الكعبة، وروث تلك الطيور لا يسقط في صحن الحرم. ولا يتخذ الحمام من الحرم المكي مكانا للتعشيش أو المبيت، إنما يختفي مع حلول الليل ويعود من جديد مع شروق الشمس.
