بخطوات حثيثه لكنها واثقه تشق الصين طريقها في عالم منتجي السلاح الكبار على خارطة العالم، فما أن حل العام 2019 إلا وكانت الصين قد فاجأت العالم بتحولها إلى منافس قوي، وظهرت مؤسسات إنتاج سلاح صينية في مقدمة أكبر 20 منتجا للسلاح في العالم، بعدما لم يكن لتلك المؤسسات الصينية أي ذكر في قائمة المائة الكبار من مصنعي السلاح قبل عام مضى. ورغم محافظة كبريات مؤسسات إنتاج السلاح الأمريكية على ترتيبها المتقدم في قائمة المؤسسات المائة الأهم في العالم، بدت مؤسسات إنتاج السلاح الصينية مزاحما جديدا يتسم بالشراسة والتطلع للمنافسة، والتفوق في عالم إنتاج السلاح، وهو ما رصده التصنيف السنوي لمؤسسة أبحاث الدفاع والدراسات التسلحية في واشنطن، فقد كشف التقييم الصادر عن المؤسسة الأمريكية عن ظهور شركات إنتاج السلاح الصينية بقوة في تصنيف العام 2018- 2019 وذلك للمرة الأولى بعدما لم يكن هناك ذكر لتلك المؤسسات فى تصنيف العام 2017- 2018. وكان من اللافت تفوق المنافسون الصينيون الجدد في عالم صناعة السلاح على مؤسسات بريطانية وأخرى أوروبية بدءا من هذا العام، وفضلا عن ذلك فتحت علاقات التعاون النشط والخالي من المشروطية السياسية بين الصين وبلدان العالم النامي أبوابا جديدة لمبيعات السلاح الصيني لتلك الدول، بما ينذر بوقوع موردي السلاح الأوروبيين التقليديين في فم التنين، بعد أن نجحت مؤسسات إنتاج السلاح الصينية باقتدار خلال الأشهر الماضية في تغيير خارطة الأوزان النسبية لمؤسسات إنتاج السلاح الأكبر في العالم. ووفقا لتصنيف 2019 تصدرت 4 مؤسسات إنتاج أسلحة أمريكية المراتب الأولى في قائمة المائة الكبار من منتجي السلاح في العالم، بعد أن حققت تلك المؤسسات الأربع قفزة ملحوظة في مبيعاتها وحجم أعمالها وتعاقداتها. وفي القمة كانت مؤسسة "لوكهيد مارتن" الأمريكية لإنتاج المقاتلات ونظم القتال الجوي التي شغلت الترتيب الأول عالميا، وهو ذاته الترتيب الذي تمتعت به في تصنيف العام 2018، وسجلت لوكهيد مارتن قفزة في إيراداتها الكلية المدنية والدفاعية فيما بين يونيو 2018 ويونيو 2019، بلغت نسبته 5 %. كما شكلت مساهمة الإنتاج الدفاعي للمؤسسة نسبة 94 % من إجمالي تلك الإيرادات، وبلغت إيرادات لوكهيد مارتن التي تنتج مقاتلات "إف 35" و"إف 16" عن العام المالي 2018- 2019 نحو 50 مليارا و553 مليون دولار أمريكي، مقابل إيرادات قيمتها 47 مليارا و985 مليون دولار للعام المالي 2018- 2018 وذلك عن أنشطتها في مجال الإنتاج الدفاعي والمدني معا. وصعدت مؤسسة "بوينج" الأمريكية من الترتيب الخامس للعام المالي 2017- 2018 لتحتل الترتيب الثانى للعام المالى 2018- 2019 كأكبر منتج للسلاح في العالم بعد "لوكهيد مارتن" بفضل ارتفاع إيراداتها الكلية بنسبة 34 % من 20.5 مليار دولار إلى 30 مليار دولار أمريكي. وفي الترتيب الثالث جاءت مؤسسة "نورثروب جرومان" الأمريكية التي ارتفعت إيراداتها من 21.7 إلى 25.3 مليار دولار أمريكي فيما بين عامي 2018 و2019، وكان ترتيبها على سلم التصنيف هو الرابع خلال 2019. أما الترتيب الرابع على سلم المائة الكبار لمنتجى السلاح في العالم هذا العام فكان من نصيب مؤسسة "رايثون" الأمريكية، التي ارتفعت إيراداتها من 23.5 إلى 25.1 مليار دولار أمريكي في الفترة من يونيو 2018 وحتى يونيو 2019، وكانت تشغل الترتيب الثاني في العام الماضي. ثم كانت المفاجأة الكبرى بأن جاءت مؤسسة الصناعات الجوية الصينية Aviation Industry orporation of China، في الترتيب الخامس على سلم المائة الكبار من منتجي السلاح في العالم للمرة الأولى التي يتم فيها إدراج تلك المؤسسة في هذا التصنيف، فقد حققت المؤسسة الصينية إيرادات قدرها 24.9 مليار دولار أمريكي خلال العام المالي 2018- 2019، مقابل 22.8 مليار دولار، شكلت جملة إيراداتها في العام المالي 2017- 2018، وكانت مساهمة الإنتاج الدفاعي 38 % من تلك الايرادات، وتكون بذلك قد تجاوزت مؤسسة BAE Systems البريطانية، التي احتلت الترتيب السابع هذا العام، مقابل الترتيب الرابع في العام 2018، بإيرادات قدرها 22 مليار دولار هى ذاتها إيرادات العام 2018، ومثلت المنتجات القتالية نسبة 91 % منها. وحافظت مؤسسة "جنرال داينمكس" الأمريكية على الترتيب السادس على سلم المائة الكبار من منتجي السلاح في العالم هذا العام، وهو ذاته ترتيبها في العام 2018، وذلك بفضل إيراداتها عن العام 2018- 2019 البالغة 24 مليار دولار، مقابل 19 مليار دولار في العام 2017- 2018، وجاء اسهام المكون القتالي في إيرادات المؤسسة بنسبة 66 % للعام 2019. وللمرة الأولى على سلم التصنيف للعام 2019 يظهر اسم مؤسسة صينية كبرى في عالم إنتاج السلاح وهى مؤسسة شمال الصين المحدودة China North Industries Group Corporation Limited، التي احتلت الترتيب الثامن بعد أن ارتفعت إيراداتها من 14.2 إلى 12.7 مليار دولار فيما بين 2018 و2019، متجاوزة بذلك مؤسسة إيرباص الأوروبية التي جاءت في الترتيب التاسع عالميا بعد ارتفاع إيراداتها من 11 إلى 13 مليار دولار فيما بين عامي المقارنة ذاتهما. كما بلغت نسبة المكون العسكري في إيرادات إيرباص "وهى شراكة هولندية - فرنسية" 17 % فقط، وكانت تتبوأ الترتيب السابع عالميا في تصنيف العام 2018. وبإيرادات قدرها 12 مليار دولار أمريكى جاءت شركة China Aerospace Science and Industry Corporation المتخصصة في صناعات الفضاء والعلوم وتطبيقاتهما العسكرية في الصين في الترتيب العاشر على سلم التصنيف للعام 2019، مقابل إيرادات قدرها 11 مليار دولار في العام 2018، وبلغت نسبة إسهام المكون ذو التطبيق العسكري في ايراداتها الكلية نسبة 32 % خلال العام الماضي. واحتلت الترتيبين ال11 وال12 على سلم منتجي العالم المائة الكبار للعام 2019 مؤسستين صينيتين عملاقتين، وهما مجموعة جنوبالصين للتصنيع China South Industries Group Corporation، ومجموعة جنوبالصين للتكنولوجيا الإلكترونية China Electronics Technology Group، باجمالي إيرادات 11 و10 مليارات دولار أمريكي عن العام المالي 2018- 2019 على الترتيب. كما حافظت كلا المؤسستان على نسبة إسهام المكون العسكري في تلك الايرادات عند 31 % لكلتيهما. وبرغم دخول المجموعتين الصينيتين السابق الإشارة إليهما للمرة الأولى على سلم التصنيف الدولي 2019، فقد تجاوزتا على صعيد الإيرادات مؤسسة ليوناردو الإيطالية العريقة في عالم إنتاج السلاح ونظم القتال البري، والتي جاءت في الترتيب ال13 على سلم التصنيف، بإيرادات كلية ذات ارتفاع متواضع بلغت 9.8 مليار دولار مقابل 8.8 مليار دولار للعام 2018. وبلغ إسهام المكون التسلحي في إيراداتها هذا العام نسبة 61 % بفضل مدرعات ومركبات قتال ليوناردو التي تقوم بإنتاجها وتعد مركبة القتال الرئيسية للقوات المسلحة الإيطالية، و عديد من جيوش أوروبا، وكانت ليوناردو تحتل الترتيب العاشر عالميا في تصنيف العام 2018. وفي عالم القتال البحري .. احتلت مؤسسة الترسانة الصينيةChina Shipbuilding Industry Corporation الترتيب ال14 على مؤسسات إنتاج الأسلحة في العالم، بإيرادات قدرها 9.7 مليار دولار مقابل 9.3 مليار دولار للعام 2018، ومثلت سفن القتال إسهاما نسبته 20 % من تلك الإيرادات، وهذه هى المرة الأولى التى تدخل فيها المؤسسة الصينية هذا التصنيف العالمي. ولم تظهر مؤسسات الإنتاج الدفاعى الروسية على سلم التصنيف العالم 2019 إلا بدءا من الترتيب ال15، والذي حازته مؤسسة الماز انتى Almaz-Antey لإنتاج المدرعات ومركبات القتال المتفوقة من طراز "تي"، والتي بلغت إيراداتها للعام 2019 المنتهي في يونيو الماضي 9.6 مليار دولار أمريكي، مقابل 9.1 مليار دولار أمريكي مثلت إيراداتها عن العام المحاسبي المنتهي في يونيو 2018، والذي كانت تتصدر فيه الترتيب الثامن وبمساهمة نسبتها 98 % للمكون القتالي في مجموع مكونات إنتاج المؤسسة، والتي تنتج أيضا مكونات الجرارات الزراعية والبلدوزرات العملاقة وسائر المركبات الجنزيرية. وبإيرادات قدرها 3.5 مليار دولار في العام 2019 ومثلها في العام 2018 احتلت مؤسسة إنتاج الصواريخ التكتيكية في روسيا Tactical Missiles Corporation JSC الترتيب رقم 32 على سلم منتجي السلاح الكبار في العالم، بإسهام نسبته 98 % للمكون العسكري من الإيرادات، وكانت تحتل الترتيب رقم 25 عالميا في العام 2018. وظهرت أولى مؤسسات إنتاج الأسلحة في إسرائيل وهى مؤسسة "البيت ليمتد" لنظم القتال في الترتيب ال35 هذا العام، متراجعة على سلم التصنيف من الترتيب ال28 للعام 2018، بإيرادات قدرها 3.3 مليار دولار أمريكي عن العام 2019، ساهم المكون العسكري فيها بنسبة 90 %، وهى تقريبا ذات إيرادات المؤسسة عن العام 2018، وهى تنتج نظم القتال الجوي والمقذوفات الصاروخية الموجهة. وجاءت مؤسسة "رافائيل" الإسرائيلية لنظم الدفاع المتقدمة Rafael Advanced Defense Systems في الترتيب ال46 بصفقات إجمالها 2.5 مليار دولار لعام 2019. وظهرت أولى الشركات الهندية في الترتيب ال43 حيث حققت مؤسسة هندوستان للصناعات الجو – فضائية الهندية" Hindustan Aeronautics Ltd إيرادات قيمتها 2.7 مليار دولار أمريكي خلال العام 2019 وهى ذاتها إيرادات العام 2018، متفوقة بذلك على نظيرتها الإسرائيلية Israel Aerospace Industries Ltd التي احتلت الترتيب ال44 بإيرادات دارت حول 2.6 مليار دولار، وكان ترتيب مؤسسة هندوستان في العام 2018 هو 44 بين كبار منتجي السلاح في العالم. وظهرت أولى مؤسسات إنتاج السلاح الفرنسية في قائمة المائة الكبار في العالم في الترتيب رقم 16 وهى مؤسسة Thales التي تنتج المقذوفات الموجهة وتكنولوجيا الدفع الذاتي العسكرية وحققت إيرادات قدرها 9.5 مليار دولار العام المالي 2018-2019، بارتفاع نسبته 7% عن إيراداتها المسجلة قبل عام، وكانت 7.9 مليار دولار عندما احتلت الترتيب التاسع في قائمه المائه الكبار. أما مؤسسة داسوا الفرنسية للصناعات الجوية فقدت صعدت إلى الترتيب ال38 في قائمة المائة الكبار للعام 2019، بعد أن كانت في الترتيب ال44 قبل عام، وحققت إيرادات قدرها 2.9 مليار دولار في يونيو الماضي بفضل نمو مبيعاتها من مقاتلات "رافال" المتطورة. أما مجموعة "نافال" الفرنسية Naval Group المتخصصة في إنتاج الزوارق القتالية السريعة وحاملات المروحيات، فقد جاءت في الترتيب ال28 عالميا بإجمالي إيرادات قدرها 4.2 مليار دولار العام 2018-2019. وقبل الترتيب 30 لم تظهر أي من الشركات الألمانية حيث تصدرت شركة "رنينميتال" Rheinmetall لإنتاج المدرعات وعربات القتال في هذا الترتيب العام 2019 هابطة من الترتيب ال27 في العام 2018 مسجلة إيرادات قدرها 3.9 مليار دولار. وجاءت مؤسسة بلجيكية وهى John Cockerill Defense للمرة الأولى ضمن قائمة المائة الكبار هذا العام محتلة الترتيب ال83 بإيرادات قدرها 595 مليار دولار، وتلتها مؤسسة Embraer البرازيلية التي تنتج مقاتلات التوكانو في الترتيب ال84 مسجلة إيرادات قدرها 593 مليار دولار، بتراجع نسبته 38 % عن إيرادات العام المالي المنتهي في يونيو 2018، وكانت 591 مليار دولار وهو العام الذي احتلت فيه المؤسسة البرازيلية الترتيب ال69 في قائمة المائة الكبار في عالم إنتاج السلاح. وفي الترتيب ال88 ظهرت مؤسسة باتريا patria وهى مؤسسة فنلندية لإنتاج الأسلحة الخفيفة وبلغ حجم أعمالها للعام المالي 2018-2019 المنتهي في 30 يونيو الماضي 524 مليون دولار، ولم تظهر من الشركات السويدية في قائمة المائة الكبار سوى مؤسسة Saab AB التي تصدرت الترتيب ال36 هذا العام، هابطة من الترتيب 32 في العام 2018 مسجلة إيرادات قدرها 3.2 مليار دولار. وبإيرادت قدرها 7 مليون دولار، احتلت مجموعة Indra الاسبانية لأسلحة المشاة الترتيب ال81 في قائمة المائة الكبار في إنتاج السلاح في العالم، وسبقتها في الترتيب رقم 80 مؤسسة كونجسبيرج Kongsberg النرويجية بإيرادات قدرها 750 مليون دولار. ومن أستراليا ظهرت مؤسسة استرال المتخصصة فى انتاج الاقمار الاصطناعية التجسسية، في الترتيب ال68 هابطة من الترتيب ال67 بإيرادات قدرها مليار دولار فى 2018- 2019 عن إيرادات العام المالي وبارتفاع نسبته 9 % عن إيرادات العام 2017- 2018، وكانت 969 مليون دولار، وبنسبة إسهام قدرها 98 % للإنتاج ذو الطابع الدفاعي. وفي الترتيب ال93 جاءت مؤسسة "هيونداي روتم" الكورية الجنوبية، محافظة على مكانتها في تصنيف العام 2018، مسجلة إيرادات قدرها 459 مليار دولار، وبإسهام نسبته 19 % للمكون العسكري في تلك الإيرادات. وشكلت المؤسسات اليابانية لإنتاج السلاح حالة خاصة، حيث كان لافتا كذلك أن جاءت مؤسسات يابانية في ذيل قائمة المائة من كبار منتجي السلاح في العالم للعام 2019، وهى كل من مؤسسة JXTG Energy بإيرادات قدرها 176 مليون دولار أمريكي ومؤسسة Itochu Enex Co. Ltd بإيرادات قدرها 99 مليون دولار عن العام ذاته، وكلتاهما سجلتا دخولهما الأول على سلم التصنيف العالمي لكبار منتجي السلاح في العالم هذا العام. أما المؤسسة صاحبة الترتيب الأخير على سلم التصنيف فكانت مؤسسة Kawasaki Heavy Industries للصناعات الثقيلة، والتي كانت تحتل الترتيب رقم 50 على سلم التصنيف في العام 2018، وتراجعت إيراداتها من 1.566 مليار دولار لهذا العام لتسجل 98.4 مليون دولار فقط هذا العام، بتراجع نسبته 94 % دفع إلى إجراء عملية إعادة تأهيل وهيكلة لها. ويرجع الخبراء أسباب تدهور أوضاع مؤسسات إنتاج السلاح اليابانية على هذا النحو إلى اعتماد تلك المؤسسات بصورة أساسية على عقود شراء قوات الدفاع الذاتي اليابانية، ما ينعكس انكماشا وانتعاشا على أوضاع شركات إنتاج السلاح اليابانية، ففي العام 2017- 2018 بلغت فاتورة شراء الجيش الياباني "قوات الدفاع الذاتي" 12 مليار دولار أمريكي، وفي العام 2018 لم تتجاوز قيمة تلك الفاتورة مليار دولار ما أدى إلى إصابتهم بانتكاسة شديدة.