* الفيلم يخاطب الوجدان ولا يقتصر على مشاهد الحرب والمعارك * هنا شيحة تشاركنى بطولة فيلم جديد.. وأحب العمل مع إياد نصار * تعلمنا الرجولة والجدعنة من سينما نجيب محفوظ.. والأطفال يستحقون اهتماما أكبر من صناع الفن
استطاع الفنان أحمد فلوكس أن يلفت الأنظار بشخصية الضابط «محمود» فى فيلم «الممر»، الذى يشارك فى حرب 1967، ومع الهجوم الإسرائيلى على سيناء يقع أسيرا لقوات الاحتلال، ورغم تعرضه للتعذيب من العدو، إلا أنه يبقى صامدا حتى يستشهد أثناء عملية تحريره. يقول «فلوكس» فى تصريحات ل«الشروق»: تحمست للمشاركة فى فيلم «الممر» لوجود عدة جوانب مهمة ومؤثرة منها المخرج الكبير شريف عرفة، والمنتج هشام عبدالخالق، وزملائى وهم طاقم عمل الفيلم، أحمد عز، وإياد نصار، وأحمد صلاح حسنى، وباقى الطاقم، لذا أردت المشاركة وخوض التجربة، وأنا أرفض أن يطلق على «الممر» جملة فيلم حربى، فهو فيلم حقيقى يشمل عدة جوانب مختلفة، ولمس المشاهدين، ونوعية «الممر» هى واجب كبير علينا لابد وأن نقدمه دائما، وبسبب ذلك كنت أشعر بمسئولية وأمانة كبيرة أثناء شغلى بالعمل حتى يخرج بالشكل اللائق، وشخصية الضابط التى قدمتها بالفيلم مرت ببعض الإحباطات لكنها لم تعان قط من الانكسار وهذه طبيعة شعبنا الذى لم ينكسر طوال حياته. وعن تحضيراته لفترة حرب الاستنزاف التى يدور حولها الفيلم قال: أنا لم أعش بالطبع فى هذه الفترة، لكنى حضرت لها جيدا واعتمدت على الكتب التاريخية التى قرأتها من قبل، وساعدنى أيضا والدى خاصة وأنه قارئ ومثقف جيد للغاية، وما سهل على أكثر هو أن شريف عرفة عرض علينا أفلاما وثائقية حتى نعيش الحالة، بالإضافة إلى أن فترة حرب الاستنزاف قريبة نوعا ما من هذه الأيام التى نعيشها خاصة وأننا نرى كل يوم شهداء يموتون من أصدقائنا ضباط الجيش والشرطة أثناء عملياتهم. وحول الكيمياء التى حدثت بينه وبين طاقم الفيلم خاصة إياد نصار أكد أنهم جميعهم كانوا يحبون بعضهم والعمل نفسه، وأضاف أنه يفضل التمثيل مع الفنان إياد نصار لأنه يحبه على المستوى الشخصى جدا وذلك ظهر بالفعل أمام المشاهدين، وكانت للبروفات والتحضيرات قبل تصوير المشاهد بالطبع دور كبير على حد قوله فى هذه الكيمياء. وأكد «فلوكس» خلال حديثه أنه رغم حياة الصحراء القاسية التى كانوا يصورون فيها مشاهد الفيلم لم يشعر بها هو وطاقم العمل لأنهم كانوا مستمتعين بتجربة الفيلم والتمثيل، وساعدهم أيضا الحالة التى صنعها لهم المخرج شريف عرفة على حد، حيث استطاع إخراج أفضل ما لديهم، خاصة وأن فريق عمل الفيلم يحبون الفن بالفعل. وأضاف أنه رغم خطورة تصوير المشاهد بسبب وجود أسلحة ومدرعات ودبابات إلا أنه لم يواجه خطرا قط بسبب التأمين الجيد الذى كان حولهم، وبسبب الاستعدادات البدنية التى استمرت لمدة شهرين فى معسكرات الصاعقة المصرية. وعن ردود الفعل حول الفيلم قال: «الممر» نال إعجاب الناس بشدة، وذلك لأنه أحدث حالة وجدانية جماهيرية شديدة للغاية، وأنا كنت سعيد جدا بردود الفعل عبر وسائل التواصل، وقرأت الكثير من التعليقات التى أسعدتنى. وحول المعيار الذى يركز عليه أحمد فلوكس فى أى عمل يقدمه، أكد أنه يهتم دائما ببعض العناصر المهمة مثل أن يستشعر الموضوع الذى سيلعبه على أرض الواقع، وأن تكون عناصره المتوفرة قوية، وطاقم العمل جيد. وبالنسبة لحديثه فى أوقات كثيرة عن الأطفال والأجيال القادمة قال: شغلى هو التأثير فى وجدان المشاهدين وتشكيله من خلال الأعمال التى أقدمها لهم، ورغم أنه قد توجد بعض الأشياء التى لا تصل للأطفال لصغر سنهم إلا أنهم يشاهدون من يحبونه ويتعلقون به ويتأثرون بكل شىء يلعبه، لذا لابد وأن يعى الفنان هذه النقطة المهمة خاصة وأنه لا يوجد بيت فى هذه الفترة بلا تليفزيون. وأضاف: الدرما والسينما لا تعطى الأطفال حقهم أبدا، وحتى يصبح هناك اهتمام بالأطفال لابد وأن نعود للأعمال التى كانت تقدم فى الماضى، حيث ركزت على زرع الصفات الجيدة والوطنية بداخل الأجيال الناشئة، مثل رأفت الهجان وجمعة الشوال، وسلسلة أفلام نجيب محفوظ التى تعلمنا منها الجدعنة والرجولة والحق، وكنا نرى أمثلة للخسيس والجبان والابتعاد عن السيئين، والاهتمام برفع مستوى الضمير الذى يمثل ميزان الحياة، أما نحن الآن نفتقد لمثل هذه الأنواع المهمة التى كانت تشكل الوجدان. من السينما للدراما أكد «فلوكس» أن سبب تغيبه عن الدراما منذ مسلسل «الأب الروحى» الذى عرض عام 2017، أنه لم يجد أعمالا يحسها ويشعر بها ليقدمها على الشاشة خلال الفترات الماضية. وعن أعماله القادمة التى يستعد لها فى هذه الفترة قال: أحضر لفيلم جديد يقوم بكتابته الآن عمرو محمود ياسين وستشاركنى بطولته الفنانة هنا شيحة، وأشارك أيضا فى فيلم «براءة ريا وسكينة» الذى تم تصوير أجزاء بسيطة منه ولم يستكمل، وحتى الآن لم أقم بتصوير مشاهدى فيه.