هدد أهالى منطقة أبوزعبل بالقليوبية باقتحام مصنع الأسمدة بالمنطقة، على نهج ما قام به أهالى «عرب أبوسعادة»؛ بسبب الأضرار التى تلحق بهم جراء الانبعاثات السامة الناتجة عن عمليات التصنيع، فضلا عن سُحب كثيفة من الأدخنة المحملة بذرات الفوسفات والكبريت، وهو ما أثر على عدد كبير من أهالى المنطقة من الناحية الصحية، حيث انتشرت الأمراض الصدرية والجلدية المزمنة بين الأهالى، إضافة لبوار مئات الأفدنة، كما نتج عن ذلك إغلاق مدرسة ابتدائى حديثة البناء. وقال أحمد عثمان (من الأهالى): المصنع منذ عشرات السنين يتسبب فى أضرار صحية وبيئية بالمنطقة، ولا نعلم لماذا لم يتم غلق هذا المصنع إلى الآن، رغم منحه أكثر من فرصة من الجهات المسئولة لتقنين أوضاعه البيئية، وهو ما لم يحدث، كما أن المصنع بجواره مدرسة للتعليم الأساسى أنفقت عليها الحكومة ملايين الجنيهات ثم أغلقت، بعد تكرار إصابة الأطفال بشكل يومى بحالات اختناق وإغماء. وتم تحرير أكثر من محضر بتلك الوقائع ولم يتحرك أحد المسئولين لاتخاذ قرار، كما أن الشركة تدفن نفاياتها الكيماوية فى الأراضى القريبة منها وهذه كارثة أخرى يجب التحقيق فيها؟. وقالت هناء كمال (محامية من المنطقة): لا نستطيع فتح نوافذ منازلنا؛ بسبب الانبعاثات الخطيرة والقاتلة التى تخرج يوميا من المصنع، وتصيب من يستنشقها بالاختناق والأمراض الصدرية كالربو، إضافة للرائحة الكريهة الناتجة عن المواد الكيماوية التى يتم استخدامها فى التصنيع، الأمر الذى جعلنا نضع أغطية من البلاستيك على النوافذ ونغلقها باستمرار، ولا نفتحها إلا فى أوقات محدودة أثناء توقف المصنع عن العمل. وأضافت: شعرت باختناق منذ شهر ونقلونى للمستشفى، وهناك أكد الأطباء أننى أعانى مرض الربو نتيجة استنشاق مواد سامة. وقال أحد أعضاء مجلس محلى محافظة القليوبية رفض ذكر اسمه: الشركه تقع على مساحه 180 فدانا على طريق الإسماعيلية الزراعى، وبها نحو 1800 عامل، أى أنها تأخذ حيزا كبيرا جدا من المنطقة، وتخرج الانبعاثات منها فى جميع الاتجاهات، وكنا عندما نطالب بإغلاق المصنع يتعلل المسئولون بأن ذلك استثمار ويجب تشجيعه، وكأن الاستثمار أهم من حياة نصف مليون مواطن. كما أثبتت التقارير الصادرة عن وزارات الزراعة والصحة والبيئة بالمحافظة أنه تم تدمير 1360 فدانا زراعيا، كما أن تقارير البيئة أكدت أن جميع الزراعات الموجودة بالمنطقة مغطاة بطبقة من الأتربة الملوثة بمواد قاتلة، وأن غاز ثانى أكسيد النيتروجين يتعدى النسبة المسموح بها، وهو قاتل للمواطنين والكائنات الحية بشكل عام، كما أثبتت التقارير أن بقايا مياه التصنيع والتبريد التى يستخدمها المصنع تضر بالمياه فى المنطقة عندما يتم صرفها فى البحيرات الموجودة بها. وعاد عضو المجلس المحلى ليؤكد أن هناك مخالفة من الجهات الرسمية فى تلك القضية، حيث أكد تقرير الأمن الصناعى التابع للقوى العاملة إن هناك عطلا بالوحدة الخامسة بالكبريت بالمصنع، تسبب فى السُحب الكثيفة وثبتت إدانة المصنع، فلماذا لم تتخذ الدولة قرارا ضده؟ من جانبه أكد النائب عبد الله عليوة، عضو الكتلة البرلمانية لنواب الإخوان عن دائرة الخانكة، أنه تقدم ببيان عاجل لرئيس مجلس الشعب المصرى بخصوص التلوث الناتج من مصنع أبو زعبل للأسمدة، بعد أن تلقى العديد من شكاوى أهالى مدينة الخانكة والقرى المجاورة بسبب الانبعاثات الكثيفة من الغازات الكيماوية والتى غطت سماء المدينة وكان مصدرها مصنع أبوزعبل للأسمدة. وطالب الأهالى المسئولون بمحافظة القليوبية بسرعة التدخل لوقف مسلسل انتشار الأمراض القاتلة، وأفصحوا عن نيتهم باقتحام المصنع وتحطيم المعدات التى ترسل إليهم عناصر التلوث المختلفة يوميا، مؤكدين أنهم لا يريدون استخدام العنف ولكنه سيكون الخيار الأخير لهم بعد العديد من المحاولات السلمية التى قاموا بها دون جدوى.