لماذا نحزن عندما نرى شخصًا آخر يبكي، ولماذا نفرح عندما يأتيه شيء مفرح؟، باحثون بالمعهد الهولندي للعلوم العصبية، اللغز. ووجد الباحثون، أن الفئران عندما يلاحظون حزن وفرح الآخرين فإن أدمغتهم تعمل على تنشيط خلايا الألم والفرح داخلها، مثلما يحدث عندما يعاني تلك الأشخاص بالألم والسعادة بالفعل. وأوضح الباحثون، أنه عندما تم تعطيل نشاط تلك الخلايا العصبية في الفئران، فإن الحيوانات فقدت الشعور بمشاعر الآخرين. ويقول الباحثون إن هذا البحث يعد خطوة مثيرة؛ حيث سيمكنهم من إيجاد الأساس العصبي الخاص بمشاركة مشاعر الآخرين، والقدرة على تعديل مدى استحابة الحيوانات لتلك المشاعر الى فهم استجابات التعاطف للعديد من الاضطرابات النفسية، التي تتميز بنقص التعاطف. وقال مجلة "Neuroscience"، إن الدراسة أظهرت التصوير العصبي البشري، وهو أننا عندما نشعر بالألم فذلك يعني أن خلايا منطقة معينة من الدماغ تسمى "القشرة الحزامية" تصبح نشطة، وفي حالة رؤيتا شخصًا آخر يعاني من الألم نقوم بإعادة تنشيط نفس المنطقة؛ فيتحقق الشعور بالأفراد. وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي يتمكن خلالها الباحثون من اختبار "نظرية التعاطف لدى الفئران"، حيث أظهرت الملاحظات أنه عندما تكون الفئران خائفة يكون رد فعلها الطبيعي هو التجميد لتجنب اكتشافها بواسطة الحيوانات المفترسة، كما وجد الباحثون أن الفئران تجمدت أيضًا عندما لاحظت جرذًا آخر يتعرض لحالة غير سارة. والمدهش أن الباحثين وجدوا أن نفس المنطقة الشعورية لدى الفئران مثلها مثل التي عند الإنسان، فيقول البروفيسور كريستيان كيزرز، المؤلف الرئيس للدراسة: "الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن كل المشاعر عند الفئران تحدث في نفس المنطقة الدماغية لدى البشر". وأوضح أن الدراسة تُلقي الضوء على تفسير بعض الأمراض النفسية الغامضة اضطرابات.