قال الكاتب الصحفي عماد الدين حسين، رئيس تحرير جريدة "الشروق"، إن الصحافة الورقية تعاني من أزمة في كل دول العالم، لكن دول مختلفة مثل الهند وألمانيا واليابان تغلبوا عليها، وكلمة السر هي المحتوى المتميز والحرية. وأضاف، خلال كلمته في ملتقى الإعلاميين بالمركز الثقافي القبطي، في حلقة نقاش بعنوان "الإعلام والخطاب التنويري في مصر"، أدارها الإعلاميان محمد الدسوقي رشدي، وحسام الدين حسين، مساء السبت، بحضور هشام سليمان رئيس شبكة قنوات "DMC"، والخبير الإعلامي ياسر عبدالعزيز، وخالد أبو زيد مدير شركة "جلوبال ميديا": "على الحكومة والدولة وأهل الإعلام أن يعوا جيدًا دور الصحافة المصرية كقوى ناعمة، فالأزمة أزمة محتوى وصناعة بارتفاع أسعار الورق، وضعف عائدات الاعلانات وانخفاض مستوى بعض المحررين". وقال رئيس تحرير جريدة الشروق، إن "الإعلام ليس صانع الاستنارة، ولكن وظيفته الاساسية هي الإخبار والتسلية، والناس تحمل الإعلام أكثر مما يحتمل، وهو يريد أن يقوم بأكثر من دوره"، مضيفا :"الإعلام أخذ أدوارًا تقاعس الآخرين عن القيام بها مثل النقابات وبعض الأحزاب ". وأشار إلى أن "المشهد المصري أصبح مرتبكًا بعد أن أصبح الإعلام يمارس السياسة، وبعض المذيعين تحولوا لزعماء سياسيين". وقال :"مصر بها كوادر حقيقية في الإعلام، لكننا بحاجة لهامش حرية لتقديم محتوى مختلف". وقال هشام سليمان إن هناك مجموعة من البرامج المتميزة في الطريق خلال شهر رمضان، مستنكرا الإيحاء بأنه لا توجد برامج جيدة، معددا أكثر من برنامج، وأكثر من قناة متميزة في مصر سواء كانت إخبارية، أو عامة، أو رياضية. وقال سليمان - بعد أن عرض مجموعة من مقاطع الفيديو القصيرة - أن فهم ما يريده المشاهد وتلبيته يعد أمرًا في غاية الأهمية، مطالبًا بعودة الفضائيات لتقديم الموضوعات والجوانب الترفيهية. لكن ياسر عبدالعزيز أكد أن التسلية واحدة من أهداف التلفزيون، لكن هناك وظائف أخرى كثيرة، ومنها الاخبار، مشيرا إلى أن البلدان التي ركزت على التسلية عادت وأنشأت محطات إخبارية لتقديم الموضوعات الجادة. وفي بداية كلمته، أكد عبدالعزيز ضرورة ملاحظة التغيرات التي حدثت في المشهد الاعلامي، خصوصا صناع المحتوي الجدد. وقال إن هناك شخصا واحدا غير معروف لكثير منا، يمكن أن يكتب تدوينة، أو "بوست" صغير يشاهده أكثر من مليون شخص خلال دقائق، في حين أن أشهر وأهم كتاب المقالات التقليديين لا يتجاوز عدد قراء مقالاتهم أكثر من 2500 شخص. جاء الملتقى بعنوان "الإعلام التقليدي في مواجهة الثورة الرقمية"، بحضور عدد من صناع الإعلام ورؤساء القنوات الفضائية والكتاب ورؤساء التحرير، وإطلاق أكاديمية "ماب للتدريب الإعلامي"، بالمركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية. ومن أبرز حضور الملتقى ألبرت شفيق رئيس قناة إكسترا نيوز، وحسام صالح الرئيس التنفيذي لمجموعة إعلام المصريين.