يبدو أن الممثل الكوميدي الأوكراني فولودومير زلينسكي، الذي يقوم بدور رئيس البلاد في المسلسل التليفزيوني "خادم الشعب" يتمتع بفرصة قوية للفوز في الانتخابات الرئاسية المقررة في البلاد غدا الأحد. وتصدر زلينسكي/ 41 عاما/ الذي لم يشغل منصبا سياسيا في حياته، العديد من استطلاعات الرأي، متفوقا على الرئيس الحالي بيترو بوروشينكو والمرشحة يوليا تيموشينكو، رئيسة الوزراء السابقة. وشهدت أوكرانيا ثورتين مواليتين للغرب خلال العقدين الماضيين، نجما عنهما وصول تيموشينكو إلى رئاسة الوزراء في عام 2005، ثم بوروشينكو إلى سدة الحكم في عام 2014. ويخوض زلينسكي والمرشحان الآخران غدا أحدث استحقاق رئاسي في الجمهورية السوفيتية السابقة. ويقول المحلل السياسي الأوكراني فولودومير فيسينكو، من مركز بينتا للدراسات السياسية التطبيقية، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "يحظى زلينسكي بتأييد الناخبين الذين يشعرون بعدم الرضا إزاء الرئيس بوروشينكو، والذين يفتقدون الثقة في الزعماء السياسيين التقليديين ويريدون تغييرات جوهرية في نظام الحوكمة في أوكرانيا." وأظهرت نتائج استطلاع شمل جميع أنحاء أوكرانيا وأعلنت نتائجه الاسبوع الماضي، تقدم زلينسكي حيث نال 27 بالمئة من تأييد المشاركين، في حين نال بوروشينكو وتيموشينكو تأييد حوالي 16 بالمئة لكل منهما. وقالت ريتينج جروب- أوكرانيا، وهي منظمة غير حكومية لاستطلاعات الرأي، في بيان: "يظل زلينسكي هو الزعيم"، مضيفة أن تيموشينكو التي كانت أول امرأة تتولى رئاسة الوزارة في تاريخ البلاد تتمتع بتأييد الناخبين من النساء وكبار السن. وفي المسلسل التليفزيوني "خادم الشعب"، يقوم زلينسكي بدور مدرس لمادة التاريخ يكتسب سمعة سيئة عندما ينتشر فيديو له بشكل قوي وهو يتحدث بالسوء عن قيادة البلاد، ثم يقرر في نهاية المطاف خوض السباق الرئاسي، ومن المثير للدهشة أنه يفوز به ويصبح رئيسا. وفي الواقع، أعلن زلينسكي عزمه خوض السباق الرئاسي في أوكرانيا عبر مقطع فيديو قصير بثته قناة "1+1" الأوكرانية قبل وقت قصير من منتصف ليلة رأس العام الجديد، في الوقت الذي كانت تتوقع فيه الجماهير أن يتوجه فيه بوروشينكو بخطاب إلى الأمة. وقالت القناة، التي تذيع حلقات مسلسل "خادم الشعب" والتي كانت تبث عرضا احتفاليا منوعا في هذه الليلة، إن فيديو زلينسكي كان "خطأ فنيا". ثم انضم الرجل إلى السباق الرئاسي بالفعل. ويقول المحلل السياسي فاديم كاراسيوف، من "معهد الدراسات العالمية" وهو مؤسسة بحثية أوكرانية مستقلة، إن زلينسكي يتمتع ب "فرصة طيبة" للفوز في حال كان الإقبال كبيرا على عملية الاقتراع. ويشارك فيسينكو الرأي القائل بأن زلينسكي يتمتع بفرصة قوية للفوز، ولكنه يرى أن نقطة ضعف الممثل الكوميدي وفريقه المعاون هي الافتقار للحنكة السياسية. ويقول الخبير السياسي تاراس زاهورودني، مدير المجموعة الوطنية لإدارة الأزمات، وهي مركز بحثي مقره كييف، إن تيموشينكو هي خصم زلينسكي اللدود. ويرى زاهورودني أن تيموشينكو تتمتع بالحنكة السياسية، على النقيض من زلينسكي، كما أنها تمكنت من الحفاظ على "مركز قوي من الأنصار" ويمكنها استغلال حالة الاستياء من الرئيس بوروشينكو لصالحها. ويتوقع كارايسوف أنه في حال وصول تيموشينكو وزلينسكي إلى جولة إعادة، ستكون حظوظ كل منهما متساوية في الفوز. وأظهر الرئيس بوروشينكو تباطؤا في تنفيذ الإصلاحات المنتظرة منه، في الوقت الذي تخوض فيه حكومته صراعا مسلحا عنيفا ضد الانفصاليين الذين تدعمهم روسيا في منطقتين بأقصى شرق البلاد. واندلع التمرد الانفصالي في شرق أوكرانيا عقب الاطاحة بسلف بوروشينكو، الرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش الذي كان مواليا لروسيا، لصالح إقامة علاقات أكثر قوة مع الاتحاد الأوروبي. ووفقا لبيانات الأممالمتحدة، لقي حوالي 13 ألف شخص حتفهم في الصراع بشرق أوكرانيا. وتتهم أوكرانيا جارتها روسيا بالتورط المباشر في الصراع، وهو أمر تنفيه موسكو بقوة. وقال كارايسوف لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ) إنه بغض النظر عن الفائز في سباق الاحد الرئاسي، سواء زلينسكي، أو بوروشينكو أو تيموشينكو، فإن "أوكرانيا تتحرك صوب الغرب، في كل الأحوال".