خاطب رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة، إيڤان سوركوش، المزارعين بالقناطر الخيرية، بمناسبة الاحتفال بيوم المياه العالمي، والذي شارك فيه سيدات عملن مشروعات رائدة في حضور وزراء الري والشباب والرياضة ومحافظ القليوبية وممثلين عن الكنيسة والأوقاف، مؤكدا في كلمته أنه يرى أمامه صورة جميلة لتراث عظيم وهو قناطرمحمد علي ونهر النيل. وقال في هذا الموقف أتذكر الكلمات الخالدة التي قالها هيرودوت في القرن الخامس قبل الميلاد: "مصر هبة النيل"، والتي أُضيف عليها "والنيل حياة المصريين"... و كما يقول أصدقائي المصريين "نهر النيل من الجنة". وأضاف أنتا نواجه في عالمنا اليوم تحديات كبيرة في قطاع المياه، من بينها توفير مياه شرب نظيفة وخدمات صرف صحي مناسبة لكل الناس... تلك التحديات تزيد مع الزيادة الكبيرة للسكان والتغيرات المُناخِيَّة وما يصاحب ذلك من نقص في موارد المياه. وذكر أن التحديات الصعبة ليست بعيدة عن مصر، بل إن مصر في القلب منها. فعلى سبيل المثال، نجد أنَّ نصيب الفرد من مياه النيل سَيَقِّل بحوالي 20% خلال العشر سنوات المقبلة نتيجة الزيادة السكانية. هذا يجعل نصيب الفرد أقل من 500 متر مُكَعَّب في العام، وهو حد الفقر المائي، تلك التحديات قد تؤثر على جودة الخدمات المقدمة وبالتالي على جودة الحياة بصفة عامة، بالإضافة إلى التأثيرات السلبية على الأمن والاستقرار. ونوه إلى أن الاتحاد الأوروبي شريك لمصر وأصدقاء للمصريين، وتم الاستجابة لتلك التحديات بالشراكة مع مصر وشركاء التنمية الأوروبيين وذلك لمقابلة طموحات وتطلعات المصريين، موضحا أنه منذ عام ألفين وسبعة (2007) قدّمنا في الاتحاد الأوروبي حوالي 450 مليون يورو في صورة مِنَح، أي حوالي تسعة (9) بليون جنيه. وعدد مشروعات الاتحاد الأوروبي في مجال المياه في (12) محافظة، وهي تُوَفِّر ما يزيد عن خمسمائة (500) ألف فرصة عمل خلال مراحل التنفيذ وثمانية عشر (18) ألف فرصة عمل دائمة. تلك المشاريع غالبيتها في المناطق الريفية والأقل حَظَّاً. من المُتَوَقَّع أن يصل إجمالى حجم المستفيدين من البرامج المختلفة ما يقرب من خمسة عشر (15) مليون مصري. نعم... نَعلَم أنه رَغمَ كل ما تم تقديمه ويتم تقديمه، إلا أن الطريق مازال طويلا حتى نصل إلى المستوى الذي نتطلع إليه ويستحقه جميع المصريين، ومن أجل ذلك، فإن احتفالنا اليوم هو فرصة للاحتفال بما حققناه والتحضير لما سنعمل عليه. وأريد أن أشير هنا إلى أننا نتطلع لشراكة ثلاثية قوية ما بين الاتحاد الأوروبي ومصر والاتحاد الإفريقي، وخاصة خلال فترة تولي مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي في سنة 2019، لدعم شراكة قوية ما بين القارتين تكون مصر بوابتِها الرئيسية. واختتم سفير الاتحاد الاوربي بالإعلان عن قُرب توقيع برنامج جديد في قطاع المياه مع مصر والذي من المتوقع أن يصل إجمالي المنح المقدمة من خلاله إلى 120 مليون يورو في خلال الثلاث سنوات المقبلة، وذلك للمشروعات القومية في قطاع المياه وبناء قدرات العاملين وتطوير الاستراتيجيات الوطنية في مجال المياه، ونتمنى أن يتم توقيع الاتفاق قريبا. واختتم حديثه بأن الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء به ملتزمون بالعمل مع الحكومة المصرية والوزارات المعنية وعلى رأسها وزارة الموارد المائية والري من أجل دعم أولويات الخطة القومية للموارد المائية ألفين سبعة وثلاثين (2037) وخطة التنمية المستدامة عشرين ثلاثين (2030)، مضيفا "نأمل من خلال العمل المشترك والجاد في تحقيق تطلعات وأحلام المصريين وتأمين موارد المياه الحيوية من أجل مستقبل أفضل ومستدام".