يتحرك القطب الشمالي المغناطيسي، بسرعة كبيرة باتجاه روسيا، ما دفع العلماء إلى إعادة تعيين موقعه الحقيقي، لتأثير ذلك على أنظمة الملاحة والاتصالات. وحدّث النموذج المغناطيسي العالمي، الاثنين الماضي، موقع المغناطيس الشمالي، وهو إجراء اعتيادي يجري كل 5 سنوات، لكنه جرى مبكرًا هذه المرة، فالتحديث الأخير جرى في العام 2015، وكان مقرر له مجددًا العام المقبل. ويتغير القطب الشمالي المغناطيسي، باستمرار باتجاه الشمال على مدار المائة عام الماضية، إلا أنه بات يتحرك بسرعة أكبر خلال الأعوام الأخيرة، حيث قفزت سرعته إلى 34 ميل «54.7 كيلو متر» في العام، بعد أن كانت قبل نحو نصف قرن فقط 7 أميال «11.2 كيلو متر» في العام. والحقل المغناطيسي للأرض، هو نتاج تقلبات الحديد والنيكل المنصهرين في باطن الكوكب على عمق نحو 2900 كيلو متر، ونتيجة هذا التدفق المستمر للمعادن المنصهرة يتأثر المجال المغناطيسي الخارجي للأرض. ويستخدم موقع القطب المغناطيسي الشمالي، كأساس للملاحة والاتصالات ونظام تحديد المواقع «جي بي إس»، حول العالم، وتحديث النموذج يضمن دقة عمل الوكالات الحكومية والتطبيقات الإلكترونية حول العالم، خاصة وكالة ناسا ووكالات الطيران المدني، بالإضافة إلى استخدامات الأفراد في الهواتف المحمولة كتطبيقات تحديد المواقع بخاصية gps وتطبيقات البوصلة. وفي حين أن الحركة السريعة للقطب الشمالي المغناطيسي، قد تتسبب في تخوفات من الانعكاس المحتمل للقطبين المغناطيسيين، فإنه لا يوجد دليل على أنه أمر وشيك الحدوث. وانقلب قطبي الأرض المغناطيسيين أكثر من مرة على مدار التاريخ، وكان آخرها قبل 780 ألف عام، بينما انعكست إجمالًا 183 مرة في ال 83 مليون عامًا الماضية، وعندما يحدث ذلك مجددًا لن تكون نهاية العالم الكارثية، لأن السجلات الأحفورية لا تتضمن دليلًا على أن هذا التحول يتسبب في زيادة انقراض الكائنات أو زيادة النشاط البركاني. ولكن مع ذلك سيواجه البشر مشكلة في التطبيقات التكنولوجية التي تعتمد على قطبي الأرض المغناطيسيين، لأن تبادلهما لموقعيهما من شأنه أن يقضي على أنظمة الملاحة والاتصالات حول العالم، إلا أنهما يحتاجان آلاف السنوات لإحداث ذلك.