بلا شك هو الفرحة الوحيدة للمصريين كرويًا في 2018، الجميع ينتظره على المقاهي، الكل بات مشجعًا لليفربول، لحساباته على مواقع التواصل الاجتماعي لمتابعة باقي نجومه تدريباته أخباره، أصبح هو الشغل الشاغل للمصريين بفضل محمد صلاح، أهدافه ولمساته وإنجازاته أصبحت ترسم البسمة على شفاة المصريين وتمثل فرحتهم خلال عام 2018. كرويًا صلاح قدم عامًا اسثنائيًا، تطور به كثيرًا بفضل المدرب الألماني يورجن كلوب الذي عمل معه جيدًا مع حالة من النضج الفني وعلى مستوى العقلية أيضصا لنجم المنتخب الوطني، عوامل كثيرة ساهمت في هذا التألق لصلاح، لمسته الأخيرة على المرمى لعبه المباشر على المرمى مستواه البدني المرتفع سرعته المدهشة تفاهمه الكبير وانصهاره مع زملائه وفي طريقة لعب كلوب الهجومية الممتعة التي ساعدته كثيرًا على إحراز الأهداف لكثرة الفرص التي يصنعها الفريق أمام مرمى الخصوم وفلسفة وأسلوب المدرب الألماني في الاستحواذ على الكرة وتناقل التمريرات من لمسة واحدة وسريعة للوصول لمرمى الخصم وإحراز الاهداف. الأسلوب الممتع ولمسة المدرب على صلاح ظهرت جليًا وأدت لمستواه الكبير هذا بالموسم الاستثنائي الذي قدمه، وكان نتاجه فوزه بلقب هداف الدوري الإنجليزي وفوزه بجائزة أفضل لاعب في إنجلترا وقيادته للفريق لنهائي دوري ابطال أوروبا بعد 11 عامًا من الغياب والىن تصدره لجدول ترتيب الدوري واقترابه من تحقيق اللقب الغائب منذ أكثر من 28 عامًا عن الليفر. صلاح فاز بلقب الهداف بتسجيله 32 هدفا بعد منافسة شرسة مع نجم توتنهام هاري كين “30 هدفا”، وحصد أيضا جائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي، المهداة من رابطة اللاعبين المحترفين، فضلا عن جائزة النقاد الرياضيين لأفضل لاعب أيضا، وعدد كبير من جوائز لاعب الشهر سواء في فريقه أو في البريمييرليج ككل. ولم يكن يتصور كثيرون أن صلاح العائد للبطولة الأقوى – الدوري الإنجليزي – سيستطيع بهذه السرعة محو الانطباع غير الإيجابي عنه من خلال تجربته مع تشيلسي وعدم اعتماد مدربه في ذلك الوقت جوزيه مورينيو عليه بشكل كبير إذ كان لاعبا يافعا، ولم يكتسب الكثير من الخبرات، فبقدر ما أصبح مصدر رعب وقلق للمدافعين والحراس من خلال سرعاته وانطلاقاته ومراوغاته غير المتوقعة، بقدر ما أصبح أيضا مصدر فخر للجماهير المصرية والعربية، وسطر مسيرة تاريخية في 2018 مع ليفربول محليا وأوروبيا، لم يكن ينقصه سوى التتويج. وقد بدأ العام بالفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا بعد منافسة مع زميله السنغالي ساديو ماني مهاجم ليفربول، وأيضا الجابوني بيير إيميريك أوباميانج مهاجم أرسنال الحالي وبروسيا دورتموند الألماني السابق، ولا يبدو أنها ستغادر خزينة صلاح أيضا هذا العام. فيما كانت إصابته الصادمة في نهائي دوري أبطال أوروبا محطة آخرى محبطه في مسيرته بعام 2018، حيث أن آمال ليفربول كانت تنعقد على صلاح بنسبة تزيد عن 70% للفوز باللقب أمام ريال مدريد، لكن تدخل قوي مع سيرخيو راموس مدافع وقائد ريال مدريد في نهائي دوري الأبطال، كلف النجم المصري عدم استكمال المباراة ليخرج مصابا. ولم تكن إصابة صلاح مقلقة لجماهير الريدز فحسب، بل المصريين أجمع وأغلب العرب، في وقت كان يستعد فيه منتخبنا الوطني لمشاركة تاريخية بعد غياب في نهائيات كأس العالم “روسيا 2018″، لتحرمه الإصابة في الكتف من المشاركة في أول مباراة أمام أوروجواي، بينما شارك بقدر من الحذر في المواجهة الثانية أمام روسيا، وسجل هدفا من ركلة جزاء، وفي المباراة الثالثة سجل هدفا ثانيا رغم الخسارة 2-1 من السعودية. ومع فترة الشك عقب إصابته وانطلاقة الموسم الجديد، التي جاءت ضعيفة بعض الشيء لصلاح لتأثره بإصابته وعدم دخوله في المستوى الكبير الذي ظهر عليه بالموسم الذي سبقه، وضعت صلاح تحت ضغط كبير هو تقديمه لموسم واحد كبير فقط مقارنته بميسي ورونالدو، قبل أن يعود لمستواه الكبيرة مرة أخرى ويخرس جميع من شكك بقدراته من جديد، ويعود ليصبح هداف فريقه والدوري بفارق هدف عن الجابوني أوباميانج هداف أرسنال. واختير صلاح خلال العام واحد من الثلاثة الأفضل للعام في جوائز الاتحاد الاوروبي والدولي لكرة القدم، وفاز بجائزة بوشكاش لأفضل هدف في الموسم، فيما حل سادسًا في جوائز مجلة فرانس فوتبول الكرة الذهبية والتي فاز بها الكرواتي لوكا مودريتش صاحب أيضًا جائزتي الأفضل في أوروبا والعالم. واختتم العام الحالي باحتلاله لصدارة هدافي البريمييرليج برصيد 13 هدفًا، بالتساوي مع الثنائي أوباميانج مهاجم أرسنال وهاري كين مهاجم توتنهام، ليواصل أرقامه المميز وعامه المثالي ويثبت أنه قادر على تقديم مواسم في القمة وليس موسمًا واحدًا فقط كما شكك الكثيرون في ذلك وانتقدوه، ليخرسهم جميعًا في العشب الأخضر.