أكد مفتى الجمهورية الدكتور شوقي علام، أهمية اتساع دائرة التعايش البشرى والإنسانى وتعميق قيم التنوع من أجل تحقيق السلم والأمن، والاستفادة من الخلق النبوى فى هذا الصدد. جاء ذلك فى كلمته بجلسة "فقه المعاهدات والمواثيق فى الإسلام" ضمن مناقشات منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، المنعقد حاليا بالإمارات، بحضور وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة. وأدان المفتى من يشوهون الدين الإسلامى بالفهم الخاطئ، مطالبا بالاستفادة من شريعة التنوع التى وضعها الله تعالى فى خلق الإنسان والحيوان والنبات، ومن حلف الفضول الذى أقرته قبائل عربية لعون المظلوم بصرف النظر عن الدين أو العرق. وأشار إلى تجربة دار الإفتاء المصرية التى رصدت ما صدر من هيئات ومنظمات وأفراد حول العلاقة بين المسلم والمسيحى فى العديد من المجالات الإنسانية، والتى لاحظت من خلال 5500 فتوى رصدتها أن 70% منها يحرم التعاون، و20% يجعل ذلك مكروها والباقى فقط يبيح. وأوضح أن ذلك لا يساعد على التعايش الحقيقى الذى يقره الإسلام وما دعا إليه الرسول، صلى الله عليه وسلم، والذى تعايش به مع الجميع، وإطلاق وثيقة المدينةالمنورة للتعايش السلمى بين المسلمين وغيرهم. واستنكر "علام" محاولات بعض تلك الجماعات التى تدّعى السلمية المزعومة، ويروجون قيما ظاهرها السلم وباطنها الحرب، تأخذ الدين مطية لتحقيق أهدافهم واعتبار أنفسهم المسؤولين عن الدين ولو كان بإهدار المال والإضرار بالنفس. وقال المفتى إن ترسيخ قيم الاستقرار أمانة العلماء والمؤسسات الدينية فى كل الدول الإسلامية والعربية، مشيدا بحلف الفضول الذى أسس للتعايش وأهمية تعميقه. وأشار إلى أهمية إقرار مفهوم الدولة الوطنية، وهو ما أقره الرسول، عليه السلام، وتبناه من خلال حفظ العهد والمواثيق ومنها وثيقة المدينة. ووجه المفتى الشكر للشيخ عبد الله بن بيه، رئيس المنتدى. يشارك في المنتدى أكثر من 800 شخصية دينية وفكرية ومنظمات دولية، ونخبة من العلماء والباحثين والإعلاميين على مستوى العالم.