حذرت مجموعة «سيتي جروب» المصرفية الأمريكية العملاقة في تقرير لها من احتمالات تراجع أسعار خام الحديد وغيره من المعادن خلال السنوات المقبلة على خلفية تباطؤ وتيرة نمو الاقتصاد الصيني وتباطؤ الطلب على الصلب. ونقلت وكالة «بلومبرج» للأنباء عن «تريسي لياو» و«إيد مورس» المحللين في «سيتي جروب» قولهما في التقرير، إن العام الحالي يمكن أن يكون الفرحة الأخيرة لمجموعة كبيرة من السلع. ويتوقع التقرير انخفاض سعر الخام القياسي للحديد إلى 63 دولارا للطن خلال العام المقبل، ثم 60 دولارا للطن في 2020، ثم 55 دولارا للطن في 2021. كما ستتراجع أسعار الفحم الحراري وفحم الكوك الأسترالي خلال السنوات المقبلة. وأشارت «بلومبرج» إلى تراجع أسعار خام الحديد خلال نوفمبر الحالي مع تراجع ربحية مصانع الحديد في الصين وهي أكبر مستهلك للمعدن حاليا، في الوقت الذي يترقب فيه المستثمرون تطورات النزاع التجاري الممتد بين بكينوواشنطن. وذكرت «سيتي جروب» أنه في حين تتوقف النظرة المستقبلية قصيرة المدى لسوق السلع والمعادن على تطورات اجتماعات مجموعة الدول العشرين المقررة خلال الأسبوع الحالي والتعامل السياسي الصيني مع هذه التطورات، فإنه مازالت هناك رياح غير مواتية مؤثرة تواجه صناعة خام الحديد، بحسب المجموعة المصرفية. وبحسب التقرير: «نتوقع المزيد من تراجع الأسعار بالنسبة للسلع. النمو في الصين أظهر علامات ضعف كبيرة في الإنفاق الاستثماري والاستهلاكي مع المصاعب التي تواجهها الصادرات على خلفية تهديدات اشتداد حدة الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة. بالنسبة لخام الحديد وفحم الكوك، فإن أي تباطؤ نمو أي بدايات لمشروعات جديدة في 2019 يمثل حالتنا الأساسية». يذكر أن سعر التعاقدات الفورية لخام الحديد القياسي الذي يحتوي على 62% حديد تراجع أمس الاثنين بنسبة 6.8% إلى 64.45 دولار للطن وهو أقل سعر منذ يوليو الماضي، بحسب موقع «ماي ستيل دوت كوم» المتخصص في موضوعات صناعة الحديد والصلب. وأشارت «سيتي جروب» إلى أنه في حين لا يعد انخفاض سعر خام الحديد نبأ جيدا بالنسبة لشركات التعدين، فإن كبار المنتجين مثل «بي.إتش.بي جروب» و«ريو تينتو جروب» و«فالي إس.أيه»، قد لا يتأثروا كثيرا بالتراجع. ففي ظل عدم توقع انهيار سعر خام الحديد، حيث لن يقل السعر المتوقع عن 55 دولارا للطن، فإن شركات التعدين ستظل قادرة على تحقيق هامش أرباح جيد.