يمتلك قوة بلاغة مدعومة بالحجج والبراهين، وغالبا ما يصاحبها أيضا مزحات لغوية: عندما يتحدث طارق الوزير في برلمان ولاية هيسن فإنه لا يضمن بالتأكيد استحسان جميع النواب ولكنه يكون على يقين بأن كلمته ستسترعي انتباههم. إنه من بين أفضل المتحدثين في برلمان الولاية، وبفارق كبير عن آخرين. يواجه خصمه السياسي بروح هجومية بشكل شبه دائم. يعلم طارق الوزير، كبير مرشحي حزب الخضر في انتخابات ولاية هيسن التي تجرى الأحد المقبل، الكثير، والكثير من التفاصيل أيضا ويحب الاحتفال بذلك أيضا في تصريحاته العلنية. ما يصفق له أصدقاء الوزير يفضل خصومه استخدامه ليتهموه بأنه يزعم العصمة أو إنسان متغطرس. يود هذا الرجل، 47 عاما، صاحب النظارة المستديرة والشعر الذي بدأت تظهر عليه علامات المشيب لو أصبح وزيرا للمواصلات في ولاية هيسن، ولا يخفي ذلك أيضا. لذلك فإن هذا الرجل الواقعي لا يستطيع أن يسكت عن الاستفزازات المتعمدة من جانب الحزب الديمقراطي الحر الذي ربما أصبح حليفا مع حزب الخضر في ائتلاف حكومي ثلاثي محتمل عقب الانتخابات المقررة في الثامن والعشرين من أكتوبر الجاري "الأحد المقبل" حيث لا يتوقف أعضاء الحزب الديمقراطي عن التأكيد بأن وزارة الاقتصاد التي يتولاها الوزير حاليا هي "عمليا" من نصيب الليبراليين. طارق الوزير هو نجل دبلوماسي يمني سابق وأمه معلمة ألمانية يحركها حب السلام وكانت تصطحب ابنها في صباه معها عندما كانت تشارك في احتجاجات ضد إنشاء المدرج الغربي لإقلاع الطائرات وهبوطها بمطار فرانكفورت الدولي. وعندما بلغ طارق سن 14 عاما ذهب لوالده في العاصمة اليمنية صنعاء وقضى معه عامين هناك وتعلم في مدرسة دولية هناك وتعرف هناك أيضا على المرأة التي أصبحت زوجته فيما بعد وأصبح لدى الزوجين ابنان. يعرف الوزير بأنه ألماني قح من مواطني مدينة أوفنباخ و ولاية هيسن. ورغم أن الكثيرين يثقون في قدرته على الصعود لمسرح السياسة على المستوى الاتحادي إلا أنه لا يصارح علنا برغبته في الانتقال لبرلين، حيث القرار السياسي الاتحادي. للوزير صداقة شخصية مع رئيس وزراء الولاية، فولكر بوفيير، العضو بالحزب المسيحي الديمقراطي الذي ترأسه المستشارة أنجيلا ميركل على المستوى الاتحادي. ورغم التعارض في طبيعتهما وطريقة تقديم كل منهما نفسه إلا أن كلا من هذين السياسيين البارزين يفهم الآخر جيدا ويحرص على تماسك التحالف الحكومي المؤلف من حزب الخضر الذي ينتمي إليه الوزير والحزب المسيحي الديمقراطي. بدأ مشوار صعود الوزير سياسيا مبكرا حيث تولى قيادة الكتلة البرلمانية لحزب الخضر بولاية هيسن في سن 29 عاما مشواره السياسي مبكرا ثم وسع البرنامج السياسي لخضر الولاية بشكل حازم. وربما كان منصب الوزير الذي يتولاه طارق مناسبا جدا له حيث شاء القدر أن يكون اسمه بالعربية أصلا "الوزير".