لا زال العالم بأكمله مهدّداً بمخاطر كارثية تنتج عن ظاهرة الاحتباس الحراري التي عانى منها بالفعل خلال السنوات السابقة، في الوقت الذي تؤكد فيه تقارير المختصين أن الأسوء لم يأتِ بعد، وأن هناك حاجة إلى اتخاذ خطوات جدية لمنع كوارث لن تحتملها البشرية في السنوات القادمة. وحذر علماء المناخ البارزون في الأممالمتحدة، خلال تقرير نشرته صحيفة "الجارديان" اليوم، من أن هناك 12 عاماً فقط أمام العالم لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري، ومحاولة الإبقاء على درجة حرارة الأرض بحيث لا تتجاوز الزيادة المقبلة أكثر من 1.5 درجة مئوية. وقال العلماء خلال التقرير الذي أصدرته اللجنة الدولية للأمم المتحدة للتغييرات المناخية، يوم الاثنين الماضي، إن درجة حرارة الأرض لو زادت أكثر من 1.5 درجة ستتفاقم مخاطر الجفاف والفيضانات، وسيحدث ارتفاع شديد لدرجات الحرارة، وسنيتج عن هذا فقر لمئات الملايين من الناس. وقالت رئيس مجموعة العمل القائمة على التقرير، ديبارا روبرتس: "هناك حاجة ضرورية وغير مسبوقة إلى إجراء تغييرات تساعد على ألا تزيد درحة حرارة الأرض أكثر من 1.5 درجة مئوية .. هذا أقوى جرس تحذيري من المجتمع العلمي ليقول لنا أنه حانت اللحظة للتحرك وآمل أن يهتم الجميع". وأضافت أن درجة حرارة الأرض ازدادت بمقدار درجة مئوية واحدة مقارنة بمرحلة ما قبل الصناعة، والتي تلاها بعد ذلك أعاصير مدمرة في الولاياتالمتحدة، وتم تسجيل حالات جفاف في كيب تاون، وحرائق للغابات في القطب الشمالي، كما رفع مستوى التحذير من النتائج المترتبة على ذلك في المستقبل. وأشارت إلى أن العلماء راجعوا 600 مصدر استند إليهم التقرير، لتشير النتائج إلى أهمية تخفيف الغازات الناتجة عن الاحتباس الحرارري إلى الصفر، والتي تسمى "الغازات الدفينة"، وإلا سيواجه العالم المزيد من الفيضانات، كما أن ملايين الناس خاصة في الدول الفقيرة سيكونون معرضين لخطر الفقر المرتبط بالمناخ. وتابعت إذا ارتفعت درجة الحرارة بمقدار 2 درجة مئوية، ستصبح درجة حرارة الجو مرتفعة للغاية كما حدث في النصف الشمالي من الكرة الأرضية هذا الصيف ولكن بشكل أكثر حدة، وسيتسبب هذا الأمر في المزيد من الوفيات وحرائق الغابات. وأضافت أن الطبيعة ستتأثر بشكل أكبرلأن الحشرات التي تعتبر حيوية لتلقيح المحاصيل ستفقد مساكنها، وستموت الشعاب المرجانية. في السياق نفسه، حذر التقرير من أن ارتفاع درجة الحرارة نصف درجة إضافية سيؤدي لارتفاع مستوى مياه البحر، والذي سيؤثر بالتالي على 10 ملايين شخص قبل حلول عام 2100، وسيزيد العدد في السنوات التي تلي هذا التاريخ بسبب ذوبان الجليد، كما توقع أن مصايد الأسماك البحرية ستفقد 3 مليون طن عند زيادة درجة الحرارة 2 درجة مئوية . وطالب تقرير اللجنة بإحداث التغيير التكنولوجي، وإعادة التشجير، والتحول إلى أنظمة النقل الكهربائية، وزيادة الاعتماد على تكنولوجيا الكربون، وتخفيض نسبة التلوث بنسبة 45% قبل حلول عام 2030. ومن المقرر أن يتم تقديم التقرير إلى الحكومات في مؤتمر الأممالمتحدة للمناح في بولندا نهاية هذا العام. يذكر أن الاحتباس الحرراري هو ازدياد درجة الحرارة السطحية للأرض مع زيادة كمية غازات ثاني أكسيد الكربون و الميثان وبعض الغازات الأخرى في الجو، والتي تسمى بالغازات الدفينة لأنها تعمل على تدفئة جو الأرض السطحي.