عاني ملايين من الناس من الآثار الجانبية الخطيرة بسبب استخدام الأدوية المضادة للاكتئاب خلال السنوات الماضية، وبالرغم من تأكيد المسؤولين على عدم وجود آثار جانبية قوية لهذه الأدوية، وأن الآثار لا تدوم أكثر من أسبوع أو أسبوعين، إلا أن دراسة طبية أظهرت أن 56% يعانون من آثار الانسحاب الخطيرة بعد التخلص من إدمانها. وتشير الدراسة الجديدة في دورية «السلوكيات الإدمانية» والتي نشرتها صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، أن هناك 16% من البالغين أي 7 ملايين شخص يتناولون مضادات للاكتئاب في إنجلترا وحدها بين عامي 2016 و2017، منهم 4 ملايين يتعرضون إلى الانسحاب في حالة التخلص من هذه الأقراص. وذكرت الدراسة أن هناك 1.8 مليون شخص يعاني من الأعراض الخطيرة للانسحاب، كما يتعرض 25% من المرضى للتأثيرات الجانبية التى تستمر لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، والتى تعرض المريض للغثيان والقلق والأرق والمزاجية الشديدة، ومازال الأطباء يقللون من أعراض الآثار الجانبية لمضادات الاكتئاب، بالرغم من استقالة أحد أكبر الأطباء النفسيين في إنجلترا من منصبة الحكومي بعد تلقيه تعسفًا مستدامًا بسبب التقليل من الآثار الجانبية. ويعتقد الخبراء أن مشكلة التقليل من الآثار الجانبية ساهمت في زيادة استخدام مضادات الاكتئاب في بريطانيا إلى مستويات تعد الأعلى في العالم الغربي، وطالبوا العلماء القائمين على الدراسة بضرورة إعادة توجيه إرشادات الهيئة الوطنية للرعاية الصحية في بريطانيا «NHES» في ضوء النتائج الأخيرة للدراسة. وقال الباحث جيمس ديفيز، من جامعة «روهامتون» البريطانية إن هذه الدراسة كشفت عن معاناة المرضى من أعراض الانسحاب القاسية والمرهقة والتي تستمر لأسابيع وشهور طويلة أو أكثر، موضحًا أن هناك خطأ من بعض الأطباء في وصف مضادات الاكتئاب لفترات طويلة، ما يتسبب في انتكاس بعض الحالات. ويرجع «ديفيس» المشكلة في ترك المرضى يستخدمون هذه المضادات لسنوات، ما يعرضهم لخطورة أعراض الانسحاب، ويطالب الأطباء بضرورة وصف أدوية بديلة ونشر الوعي بالآثار الجانبية للانسحاب، لافتًا إلى ضرورة إعادة هيئة الصحة الوطنية «nhes» النظر في الوصفات الطبية التى وصلت ميزانيتها 250 مليون جنيه إسترليني، واستبدالها بتقديم العلاجات الحوارية والتشاورية.