شهد مهرجان «أدنبرة» في إسكتلندا، عرض مسرحية «After the cuts»، التي تتناول واقع قطاع الرعاية الصحية في المستقبل عندما تصبح مجانيته أمرا من الماضي، وتحكي عن واقع مرير في حياة «جيم» الميكانيكي المتقاعد وزوجته عندما لا يعود بوسعهما تحمل نفقات العلاج بعد تشخيص إصابة الزوجة بالسرطان، فيضطر هذا الزوج البائس لإجراء عملية جراحية بنفسه لإنقاذ زوجته المريضة في بريطانيا. ومن المقرر أن تعرض المسرحية في مدن بأنحاء بريطانيا ربيع 2019، وتقول مخرجتها، بيث مورتون، في تصريحات صحفية خلال مهرجان «أدنبرة»، إن الموضوع الذي تتناوله قريب لقلب الجمهور، ولكن عند العرض كان رد الفعل متباينا فالبعض ضحك كثيرا حتى في المواقف الجادة ربما بسبب عدم الارتياح للفكرة، وآخرون بكوا لأن القصة تمسهم، وتابعت قائلة: «الرسالة هي ألا تعتبروا هيئة الخدمات الصحية الوطنية من المسلمات». وعلى الرغم من كآبة موضوع المسرحية، فإن كثير من النكات تخللتها، فقد سخر الزوجان من محاسبة المستشفى لهما على الكهرباء والماء واستخدامهما لدورة المياه أثناء زيارتها، فيما يتم تشبيه الزوجة في مرات عدة بالمكنسة الكهربائية المعطلة التي يصلحها «جيم» عادة دون خبرة. يذكر أن عرض المسرحية يتزامن مع الاحتفال بمرور 70 عاما على تأسيس هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا التي تقدم خدماتها «من المهد إلى اللحد»، وأثار الاحتفال مناقشات عامة حول نزاهة الهيئة في ظل الميزانيات المحدودة التي تضع ضغوطا على الخدمة. وضاعفت القيود المفروضة على الإنفاق -وسط تزايد الطلب من السكان البريطانيين، الذين أصبحت نسبة كبيرة منهم من المسنين- من القلق بشأن تداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي العام المقبل وتأثير ذلك على إمدادات الأدوية وأعداد العاملين في قطاع الصحة.