• مخرج العرض: نقدم تجربة متكاملة وكوميديا من الأعماق اختتمت عروض مسرحية «السيرة الهلامية» ضمن فاعليات الدورة ال11 للمهرجان القومى للمسرح وسط حضور جماهيرى كبير، حيث امتلأت قاعة العرض عن آخرها واضطرت إدارة المسرح القومى لإغلاق الابواب الخارجية لوقف زحف الجمهور على العرض، وحرص على حضور العرض الاخير للمسرحية بالمهرجان د. حسن عطية رئيس المهرجان والفنانون أشرف عبدالباقى وسامى مغاورى ومحمد جمعة والمخرج شادى سرور مدير مسرح الطليعة والفنان يوسف إسماعيل مدير المسرح القومى، كما حضر العرض أعضاء لجة التحكيم برئاسة الفنانة سميرة عبدالعزيز. وكان العرض الاول للمسرحية قد شهد أيضا إقبالا كبيرا، وحضره كل من المخرج عصام السيد، والفنان طارق دسوقى وعدد المسرحيين والمهتمين بفنون المسرح. المسرحية تتناول فكرة الانتقام عند هاملت التى تناولها شكسبير فى روايته، ولكن من خلال سياق كوميدى تدور احداثه فى البيئة الصعيدية، وقام مؤلف العمل الحسن محمد بسرد الأحداث بلغة أهل جنوب الصعيد، حيث فكرة الثأر والعار، وذلك من خلال المرأة التى تجلب لأسرتها العار عندما تخون زوجها وتتزوج قاتله، وظهور فكرة شبح الأب الذى يظهر لابنه طالبا منه الثأر من عمه الذى قتله وتزوج أرملته فهذه الأفكار ما زالت شائعة فى جنوب مصر ومن هنا جاء التشابه بين النص الأصلى لهاملت وبين الموروث الثقافى فى الصعيد، والتى يقدمها من خلال كوميديا ساخرة. اعتمد العرض على مجموعة أبطال العرض من الوجوه الشابة المتميزة وباقى عناصر العمل ومنها الازياء للمصممة هبة مجدى، وديكور المهندس مصطفى حامد وموسيقى محمود وحيد التى منحت العرض الاحساس بتلك البيئة الصعيدية. قال مخرج العرض محمد الصغير: «السيرة الهلامية» يقدم تجربة متكاملة من خلال الضحك وكوميديا الشخصيات وليس عرضا يعتمد على الافيهات الخارجة. وأضاف الصغير: استطعت من خلال العرض أن أقدم كوميديا النمط على قدر صعوبتها وابتعدت عن الكوميديا اللفظية، وقدمت فن الأراجوز الشعبى فى مشهد سرد حكاية خيانة شبيهة انتهت بقتل الخائن، يصاب العم بالفزع الشديد، وكأنما يخشى مصيره المحتوم إذا اتخذ هراس قرار الانتقام، وهنا يتأكد هراس من خيانة عمه وتواطؤ أمه، وتبدأ رحلته مع الصراع النفسى، هل أنتقم فعلا من عمى وأمى؟. وواصل حديثه: حاولت أيضا أن أوظف مؤثرات سمعية عديدة بالنص المسرحى عن طريق الاستعانة بفرقة موسيقية بقيادة محمود وحيد، بالغناء والموسيقى والأشعار العامية والاستعراض والتعبير الجسدى، فضلا عن استعمال منهجية الإكسسوارات والديكور بأن الممثل أهم شىء على المسرح. وارجع بطل العرض حسين عبدالله الاقبال الجماهيرى الذى شهده العرض إلى المزاج المصرى والجمهور الذى يعشق الكوميديا، وعن شخصية «هراس» التى يجسدها قال: هو المنتقم الذى يبحث طول العرض عن كيفية أخذ بالثأر لأبيه فهى شخصية عنيفة، ولكن بها بعض الكوميديا من خلال الموقف. من جانبه قال شادى سرور مدير فرقة مسرح الطليعة عن «السيرة الهلامية» أنه عرض كوميدى بشكل خفيف، حاولنا من خلاله تقديم تنوع من النصوص المسرحية الجديدة. وأضاف: العرض تمتزج فيه كلاسيكية النص الشكسبيرى وشعبية تغريبة بنى هلال والحدوتة المعاصرة فى بيئة صعيدية مصرية، ونناقش من خلال الكوميديا الساخرة المأساة الانتقامية، فرغبة فى الانتقام، وازدواج الشخصية، وجوهر الحكاية، هى أبرز الخطوط التى استدعاها العرض من «هاملت» شكسبير، مع إعادة طرح السؤال الهاملتى الأشهر «أكون أو لا أكون» باللهجة الصعيدية على لسان هاملت العصرى «هراس»، الذى يقول مستحضرا رغبته فى الانتقام من عمه «أكون ولا ما أكونش؟ آخد بالتار ولا ما أخدش؟. يشارك فى بطولة «السيرة الهلامية» محمد ابراهيم، رأفت سعيد، محمود المصرى، حسن عبدالله، رامى عبدالمقصود، بلال على، مصطفى السعيد، مها حمدى، ومحمود سليمان.