عاجل| جيش الاحتلال: إطلاق 65 صاروخا من جنوبي لبنان على شمال إسرائيل    «الزهار»: مصر بلد المواطنة.. والاحتفال بالأعياد الدينية رسالة سلام    وزير الاتصالات: توظيف تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى فى تطوير كفاءة العمل    الآن.. طريقة الاستعلام عن معاش تكافل وكرامة لشهر مايو 2024    رئيس جامعة أسيوط يزور الكنائس للتهنئة بعيد القيامة المجيد    انتشال أشلاء شهداء من تحت أنقاض منزل دمّره الاحتلال في دير الغصون بطولكرم    دمر 215 مسجدًا وكنيسة.. نتنياهو يستخدم الدين لمحو فلسطين| صور    مانشستر سيتي يحتفي بمئوية ألفاريز    الأهلي يبحث عن فوز غائب ضد الهلال في الدوري السعودي    إصابة 5 أشخاص في انقلاب سيارة ملاكي بصحراوي قنا    فى لفتة إنسانية.. الداخلية تستجيب لالتماس سيدة مسنة باستخراج بطاقة الرقم القومى الخاصة بها وتسليمها لها بمنزلها    «على أد الإيد».. حديقة الفردوس في أسيوط أجمل منتزه ب «2جنيه»    تجدد الطبيعة والحياة.. كل ما تريد معرفته عن احتفالات عيد شم النسيم في مصر    ناهد السباعي بملابس صيفية تحتفل بشم النسيم    أهمية تناول الفيتامينات لصحة وقوة الأظافر    «مراتي قفشتني».. كريم فهمى يعترف بخيانته لزوجته ورأيه في المساكنة (فيديو)    هل يجوز أداء الحج عن الشخص المريض؟.. دار الإفتاء تجيب    وزير الرياضة يتفقد مبنى مجلس مدينة شرم الشيخ الجديد    التخطيط: 6.5 مليار جنيه استثمارات عامة بمحافظة الإسماعيلية خلال العام المالي الجاري    إصابة 3 إسرائيليين بقصف على موقع عسكري بغلاف غزة    قبل ساعات من انطلاقها.. ضوابط امتحانات الترم الثاني لصفوف النقل 2024    قوات روسية تسيطر على بلدة أوتشيريتينو شرقي أوكرانيا    رئيس مدينة مرسى مطروح يعلن جاهزية المركز التكنولوجي لخدمة المواطنين لاستقبال طلبات التصالح    «الزراعة» تواصل فحص عينات بطاطس التصدير خلال إجازة عيد العمال وشم النسيم    ندوتان لنشر ثقافة السلامة والصحة المهنية بمنشآت أسوان    تقرير: ميناء أكتوبر يسهل حركة الواردات والصادرات بين الموانئ البرية والبحرية في مصر    5 مستشفيات حكومية للشراكة مع القطاع الخاص.. لماذا الجدل؟    اعرف حظك وتوقعات الأبراج الاثنين 6-5-2024، أبراج الحوت والدلو والجدي    جامعة بنها تنظم قافلة طبية بقرية ميت كنانة بطوخ    «شباب المصريين بالخارج» مهنئًا الأقباط: سنظل نسيجًا واحدًا صامدًا في وجه أعداء الوطن    بين القبيلة والدولة الوطنية    "خطة النواب": مصر استعادت ثقة مؤسسات التقييم الأجنبية بعد التحركات الأخيرة لدعم الاقتصاد    استشهاد ثلاثة مدنيين وإصابة آخرين في غارة إسرائيلية على بلدة ميس الجبل جنوب لبنان    في إجازة شم النسيم.. مصرع شاب غرقا أثناء استحمامه في ترعة بالغربية    طوارئ بمستشفيات بنها الجامعية في عيد القيامة وشم النسيم    رفع حالة الطوارئ بمستشفيات بنها الجامعية لاستقبال عيد القيامة المجيد وشم النسيم    الصحة الفلسطينية: الاحتلال ارتكب 3 مج.ازر في غزة راح ضحيتها 29 شهيدا    إعلام إسرائيلي: وزراء المعسكر الرسمي لم يصوتوا على قرار إغلاق مكتب الجزيرة في إسرائيل    التنمية المحلية: استرداد 707 آلاف متر مربع ضمن موجة إزالة التعديات بالمحافظات    بالصور.. صقر والدح يقدمان التهنئة لأقباط السويس    أنغام تُحيي حفلاً غنائيًا في دبي اليوم الأحد    بالتزامن مع ذكرى وفاته.. محطات في حياة الطبلاوي    جناح مصر بمعرض أبو ظبي يناقش مصير الصحافة في ظل تحديات العالم الرقمي    الليلة.. أمسية " زيارة إلى قاهرة نجيب محفوظ.. بين الروائي والتسجيلي" بمركز الإبداع    البابا تواضروس: فيلم السرب يسجل صفحة مهمة في تاريخ مصر    الإفتاء: كثرة الحلف في البيع والشراء منهي عنها شرعًا    دعاء تثبيت الحمل وحفظ الجنين .. لكل حامل ردديه يجبر الله بخاطرك    3 أرقام قياسية لميسي في ليلة واحدة    ميسي وسواريز يكتبان التاريخ مع إنتر ميامي بفوز كاسح    اتحاد الكرة يلجأ لفيفا لحسم أزمة الشيبي والشحات .. اعرف التفاصيل    صحة مطروح تطلق قافلة طبية مجانية بمنطقة أولاد مرعي والنصر لمدة يومين    جامعة بنها تنظم قافلة طبية بقرية ميت كنانة في طوخ    الأهلي يجدد عقد حارسه بعد نهائي أفريقيا    اليوم.. انطلاق مؤتمر الواعظات بأكاديمية الأوقاف    السيطرة على حريق شقة سكنية في منطقة أوسيم    مختار مختار: عودة متولي تمثل إضافة قوية للأهلي    هل يجوز السفر إلى الحج دون محرم.. الإفتاء تجيب    شم النسيم 2024 يوم الإثنين.. الإفتاء توضح هل الصيام فيه حرام؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أين تقع «نكبة» 48؟
نشر في الشروق الجديد يوم 16 - 05 - 2018

«نكبة» 1948 التى تحل ذكراها، أين تقع؟ فى الماضى، كما يقول ضمنا معظم الإسرائيليين، أم فى المستقبل، كما يقول ضمنا كثيرون من الفلسطينيين والعرب؟
إنها تقع فى الاثنين:
فى الماضى: لأن أجيالا من الإسرائيليين وُلدوا هناك، ولا يعرفون غير هذه الأرض. أما إعادتهم إلى حيث جاءوا، أو إخضاعهم لحكم عربى، لا سيما فى زمن انفجار الهويات، فأشبهُ بأفلام الخيال العلمى. وهى أيضا تقع فى الماضى لأن أجيالا من الفلسطينيين ولدوا فى بلدان أخرى وصاروا جزءا منها أكثر مما هم جزء من فلسطين.
لقد نشأت إسرائيل فى الحقبة التى قامت فيها الاستقلالات العربية. ولأسباب كثيرة، بدا أن الحدثين متناقضان: إما أو... اليوم للأسف تبدو النشأة الإسرائيلية أمتن كثيرا من الاستقلالات العربية ودولها. المتانة ليست فى القوة العسكرية فحسب. إنها أيضا فى الديموقراطية والاقتصاد والتعليم.
لكن «النكبة» تقع فى المستقبل أيضا (وكلمة مستقبل ليست مضيئة بالضرورة): فما دامت إسرائيل لا تعترف ب«النكبة» ولا تناقشها، رافضة أن تسدد دينها الأخلاقى والسياسى للفلسطينيين الذين اقتلعتهم وهجرتهم، ولأنها تعيق إنشاء دولة فلسطينية، فهذا ما يبقى الموضوع مطروحا على أجندة المستقبل. فى الاتجاه نفسه يصب تعليق أوضاع الفلسطينيين فى الدول العربية التى لجأوا إليها. الأنظمة وكذلك المجتمعات تُبقيهم «فلسطينيين» وتضللهم ب«العودة» لأنها لا تريدهم مواطنين فيها.
انهيار أوسلو ومسار التدهور اللاحق دفعا كلا من الروايتين إلى حدودها القصوى.
القائلون إنها ماضٍ ونقطة على السطر، مارسوا اللصوصية والاحتيال. لقد أجلسوا «الاستقلال الإسرائيلى» فوق الجثة الفلسطينية المحجوبة. «الاستقلال» هذا قُدم كقطْع مع تاريخ العذاب اليهودى فحسب، وكإقلاع إلى مستقبل نظيف. أما أن يكون بداية للعذاب الفلسطينى فهذا ممنوع. خرافة أرض اليهود ووعد الله نقلت المونولوج الإسرائيلى إلى سوية المقدس. الفلسطينيون، فى هذا المونولوج، أتوا من عدمٍ ولم يحضروا إلا كشغَب على مشيئة الله.
القائلون إن «النكبة» مستقبل ونقطة على السطر، واجهوا خرافة «أرض اليهود» بخرافات من نوع «إسرائيل مخفر إمبريالى». تجربة الألم اليهودى فى أوروبا تقلصت، والحال هذه، إلى شىء يتراوح بين كذبة صهيونية ملفقة (كما يقول اللاساميون العرب) ووظيفة توظيف صهيونيين (كما يقول الذين يدينون اللاسامية). لقد أُسبغت كل النعوت على قيام إسرائيل بما يجعله حدثا فريدا. وككل شىء فريد، لا بد من حل فريد له، فريدٍ إلى حد يستحيل معه الحل. الأنظمة العسكرية القومية فعلت فعلها فى تعميم هذا «التحليل» لغرض فى نفسها هو تحويل الأنظار عن هزال شرعيتها. هكذا تبلورت «قضية» تشبه الثأر العشائرى الذى لا سبيل إلى معالجته، لا بالسياسة يُعالَج ولا بالحرب.
إسرائيل، بنتيجة الاكتفاء بنظرية «الماضى وحده»، طورت آثامَ ولادتها قسوة وتنضيبا للروح والوجدان. العرب الذين تسمروا عند نظرية «المستقبل وحده» لم يحلقوا لُحاهم فى انتظار أن يثأروا. الثأر لم يتحقق واللحى طالت.
بعد سبعين عاما، وفى صراع الماضى المطلق والمستقبل المطلق، يُخشى أن تخرج «النكبة» من التاريخ. القداسة وحدها جاهزة لإيوائها، والقداسة، على الأرض، خلطة من حقد ووحل ودم.
حازم صاغية
الحياة – لندن


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.