أعلنت مجموعة التضامن المصرى من أجل المجتمع المدنى التى دعت إليها الدكتورة نوال السعداوى، عن بدء عملها أمس الأول خلال اجتماع شارك فيه نحو 30 كاتبا وناشطا من أنصار الدولة العلمانية ومناهضى الدولة الدينية. وأوضحت السعداوى أن مجموعة التضامن المصرى جزء من حركة التضامن العالمى من أجل مجتمع مدنى التى شاركت فى تأسيسها فى ولاية أطلانتا بالولاياتالمتحدةالأمريكية وتكونت لها مجموعات فى عدد من دول العالم تهدف إلى مناهضة تسييس الدين وفصله عن الدولة. وقالت إن التجارة بالدين يعانى منها مختلف شعوب العالم، وأشارت إلى معايشتها للتجربة فى الولاياتالمتحدة على مدار ثلاث سنوات، رصدت خلالها ضيق الكثيرين بسياسات الحزب الجمهورى، والدوائر الدينية التى حمت سياساته على مدار 8 سنوات. وقالت نوال إن مبادرة التضامن العالمى من أجل مجتمع مدنى جمعت النشطاء من جنسيات وأديان مختلفة لمناهضة ما سمته بالأخطبوط الذى يهدد العالم وهو التيار الدينى السياسى الذى يقتل العقل والإبداع ويحرم التفكير على حد تعبيرها. وأشارت إلى عدد من المحركات التى شجعت على تشكيل حركة التضامن العالمى، وقالت إن الأزمة الاقتصادية ولدت مزيدا من الغضب ضد جورج بوش ومن بعده باراك أوباما لأنه قدم وعودا ولم يفعل شيئا. يذكر أن هذا هو النشاط الأول الذى تقوم به السعداوى عقب عودتها إلى مصر بعد غياب ثلاث سنوات. وهو ليس أول عمل مدنى تقوم به نوال فسبق لها المشاركة فى تأسيس بعض الجمعيات النسوية مثل جمعية تضامن المرأة العربية. واتفق المشاركون فى الاجتماع الذى عقد بمنزل الكاتبة الصحفية سحر عبدالرحمن، منسقة التضامن المصرى على أهمية تسجيل المجموعة فى وزارة التضامن الاجتماعى للعمل بشكل قانونى، وقالت السعداوى: «العين علينا ولازم نمشى قانونى هنخسر إيه لما نتسجل فى التضامن بالعكس هنستفيد». واتفق المشاركون فى الاجتماع على عدد من الأهداف التى تتبناها مجموعة التضامن، وهى العمل على فصل الدين عن الدستور والتعليم والحياة العامة والقوانين بما فيها قوانين الأحوال الشخصية. وقد شهد الاجتماع جدلا ساخنا حول هذا الهدف الذى اتفق عليه الجميع ولكنهم اختلفوا فى سبل الوصول إليه. فدعت الدكتورة منى حلمى إلى إضافة مادة للمناهج التعليمية تناقش الثوابت والمقدسات والموروثات الدينية. كما شهدت الجلسة مطالب بإلغاء تدريس مادة التربية الدينية فى المدارس واستبدالها بمادة الأخلاق، وتجريم إقدام أى مدرس أو إعلامى على استخدام الدين فى المادة الذى يقدمها للمتلقى». وقال الكاتب سمير غريب إن سيطرة رجال الدين على الحياة لا يمكن أن تؤدى لإحراز أى تقدم، ولكنه فى الوقت نفسه أكد استحالة إلغاء الدين.