قفز سعر اليورو خلال الأيام الأخيرة ليسجل أعلى مستوى له أمام الجنيه منذ سبتمبر 2008. ارتفع سعر صرف اليورو أمام الجنيه ليتراوح ما بين 8.14 جنيه و8.24 جنيه خلال الأسبوع الأخير فيما يعد أعلى مستوى له منذ سبتمبر 2008 حينما كان سعره يحوم حول 7.60 جنيه. ويأتى ذلك فى الوقت الذى تقتنص فيه العملة الأوروبية المزيد من المكاسب أمام الدولار فقد سجل اليورو أعلى مستوياته فى عام أمام الدولار يوم الثلاثاء الماضى، وسط عمليات بيع للعملة الأمريكية التى ارتفعت فى الجلسة السابقة قبيل اجتماع مجلس الاحتياطى (البنك المركزى الأمريكى) يوم الأربعاء وقمة مجموعة العشرين ليرتفع سعر الذهب عالميا ب1.5% ليصل إلى أعلى مستوى له فى 18 شهرا وهو الاتجاه الذى يسلكه الذهب عادة مع تراجع الدولار. ويرجع شريف عثمان، مدير غرفة التداول بالبنك العربى، التراجع فى سعر الدولار وارتفاع سعر اليورو إلى توجه المستثمرين، إلى تسييل محافظهم من السندات الحكومية الأمريكية مع بدء تعافى الاقتصاد العالمى، والتوجه إلى الاستثمار فى أوروبا لما تتمتع به من مجالات متعددة ومضمونة الربح للاستثمار. ويبدو أن انعدام الثقة فى الاقتصاد الأمريكى مع جميع المؤشرات التى تنبئ بمزيد من التعافى، تعد سببا رئيسيا لمزيد من الاتجاه إلى تسييل الاستثمارات الدولارية والتوجه إلى الاستثمار باليورو، الأمر الذى يجعل عثمان يتوقع مزيد من الضغط على اليورو فى الفترة المقبلة ليواصل ارتفاعه حتى نهاية العام الحالى. وبعد قرار مجلس الاحتياطى الاتحادى بتثبيت سعر الفائدة على الدولار عند 0.25%، تعرض الدولار لمبيعات قوية، وفى أثناء الجلسة التى أعقبت هذا القرار، قفز اليورو أمس الأول فى بورصة نيويورك إلى 1.4842 دولار، وهو أعلى مستوى له منذ سبتمبر 2008. وفى استطلاع رأى أعدته وكالة رويترز للأنباء أمس الأول عقب قرار تثبيت الفائدة، أجمع الخبراء أن تثبيتها قرب مستوى الصفر حتى نهاية 2010 يضعف من جاذبية الدولار. ويرى على الحريرى، نائب رئيس شعبة الصرافة، أن هذا الانخفاض المتوقع استمراره للفائدة على الدولار هو الذى يعزز من اتجاه المستثمرين إلى اليورو، على الرغم من فائدته المنخفضة أيضا، ولكن لثقتهم به أكثر فى الوقت الحالى، متوقعا أن يزيد ذلك من الإقبال على اليورو لدرجة أن يقل المعروض منه فى السوق، مما سيتسبب بدوره فى ارتفاع الأسعار. وبالنسبة للذهب فجرى تداوله عالميا مقتربا أيضا من أعلى مستوياته على الإطلاق يوم الثلاثاء. فى الوقت نفسه، واصل أيضا ارتفاعه فى السوق المصرى خلال الأيام القليلة الأخيرة ليصل إلى 1.256 ألف جنيه للجنيه الذهب بعد أن كان تراجع فى أول شهر رمضان إلى تحت ال1.200 ألف جنيه. وقد أرجع رفيق عباسى، رئيس شعبة الذهب والأحجار الكريمة باتحاد الغرف التجارية، ارتفاع أسعار الذهب عالميا إلى ارتباطها بسلة عملات متنوعة، الأمر الذى يجعل أى اهتزاز فى أسعار العملات ينعكس على أسعاره، ويوضح عباسى أنه«سرعان ما ينعكس ذلك أيضا على أسعاره فى السوق المصرية، لأن انخفاض سعر الدولار عالميا لا يعنى بالضرورة انخفاض قيمته أمام الجنيه».