أعادت وزارة الأوقاف ومحافظة الأقصر، تجديد وإحياء مسجد القارئ الذهبى الشيخ عبدالباسط عبد الصمد، فى مسقط رأسه، بقرية المراعزة، جنوبى محافظة الأقصر . وقام وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، ومحافظ الأقصر محمد بدر، الجمعة، بافتتاح المسجد بعد تجديده وتطويره وترميم معالمه، وسط جمع غفير من المواطنين، الذين طالبوا بإطلاق اسم المقرئ الراحل، على أحد شوارع مدينة الأقصر. وكان الشيخ عبدالباسط عبد الصمد، الذى لقب ب"صوت عموم المسلمين" و "القارئ الذهبي" و"صوت مكة"، قد ولد بقرية المراعزة، بمركز ارمنت جنوب غربي الأقصر، عام 1927 واعتمد قارئا بالإذاعة المصرية عام 1951، وتمكن من تلاوة القرءان الكريم في أكثر من 40 دولة في العالم وكرمه عدد من رؤساء وملوك دول العالم وتوفى في 31نوفمبر عام 1988، ونال من الشهرة والمنزلة حظا لم ينله احد غيره ، واستطاع أن يتربع على عرش دولة التلاوة لما يقرب من نصف قرن من الزمان وحظي خلالها قدرا من الحب جعل منه أسطورة لن تتأثر بمرور السنين بل كلما مر عليها الزمان زادت قيمتها وارتفع قدرها كالجواهر النفيسة. وبحسب دراسة حملت اسم " دولة التلاوة القرآنية في مصر" - فإن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، قد استفاد من عشق الملوك والزعماء العرب، للشيخ عبد الباسط عبد الصمد وطلب من الشيخ " تطيب وتلطيف " الأجواء بين مصر والمغرب، حين غضب ملك المغرب من إحدى مواقف الرئيس الراحل عبد الناصر وكان عبد الناصر يخشى رفض ملك المغرب تلبية دعوته للمشاركة في افتتاح السد العالي. وبالفعل، وبحسب قول الدراسة فقد ذهب الشيخ عبد الباسط للمغرب، على متن طائرة الرئاسة المصرية، ودعا الملك محمد الخامس، لحضور حفل افتتاح السد العالي ،وقَبِلَ ملك المغرب دعوته، وخلال زيارته لمصر، ذهب ملك المغرب، مع الشيخ عبد الباسط لمسقط رأسه بالأقصر، وصلى الملك محمد الخامس، صلاة الفجر بصحبة الشيخ عبدالباسط عبد الصمد، في مسجد الشيخ احمد النجم بوسط مدينة الأقصر. وبحسب الدراسة فقد ارتبط الملك محمد الخامس بعلاقة صداقة قوية بالشيخ عبد الباسط خاصة، بعد زيارته له فى قريته بالأقصر، وكان محمد الخامس يحضر خصيصا للقاهرة، ليستمع إلى تلاوة القرآن بصوت عبد الباسط عبد الصمد، وكانا يلتقيان بمسجد السيدة نفيسة ويصليان الفجر سويا، ثم يمكثان بعد الصلاة بالمسجد، ويقرأ الشيخ عبد الباسط ما تيسر من القرآن حتى تطلع الشمس، كما لبى الشيخ عبد الباسط طلب الملك بتسجيل القران كاملا في نحو 10 أيام قبل بداية شهر رمضان برواية ورش عن نافع وهى الروية المفضلة لأبناء المغرب العربي.