- ميركل أمام خيارات التفاوض مع الحزب الاشتراكى الديمقراطى أو حكومة أقلية أو انتخابات مبكرة.. والأحزاب الألمانية تعرب عن «خيبة أملها» بعد انسحاب الحزب الديمقراطى الحر من مفاوضات تشكيل الائتلاف الحكومى الألمانى، وإعراب المستشارة الألمانية عن «خيبة أملها» جراء فشل مفاوضات ائتلاف «جامايكا» اليوم، يكتنف الغموض الوضع السياسى المستقبلى لألمانيا. وقال رئيس الديمقراطى الحر، كريستيان ليندنر، إن المحادثات انهارت بسبب عدم بناء الثقة بين الأحزاب المتفاوضة. وقال إن أطراف التفاوض فشلوا أيضا فى الاتفاق على رؤية لتحديث ألمانيا، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الألمانية. وأعربت ميركل عن أسفها لانسحاب الحزب الديمقراطى الحر من محادثات «جامايكا»، وأضافت أمام الصحفيين، اليوم، فى برلين: «اعتقدنا أننا كنا على طريق الوصول لاتفاق». وبفشل مفاوضات الائتلاف، تواجه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أصعب أزمة منذ توليها منصب المستشارية قبل 12 عاما. حيث كانت أبرز نقاط الخلاف بالمفاوضات: التغير المناخى، واستخدام الفحم كمصدر للطاقة، وإلغاء ضريبة التضامن، ثم قضية اللجوء والهجرة. واعتبر موقع «تسايت» الألمانى أن المفاوضات جرت فى نقاط كثيرة بمبدأ «الشىء مقابل الشىء»، ولذلك كانت عملية تقديم تنازل فى مجال معين تمتد إلى مجال آخر، لتصل فى النهاية كلها إلى «لم شمل الأسرة» بالنسبة للاجئين. مضيفا أنه فى حال حدث اتفاق فى هذا المجال (لم الشمل) لكان من الممكن وبسرعة حدوث إجماع فى مسئلتى المناخ والضرائب». وبحسب «تسايت» فإن ألمانيا الآن أمام ثلاثة سيناريوهات محتملة للوضع السياسى المستقبلى، الأول هو إجراء التحالف المسيحى مفاوضات تشكيل ائتلاف حاكم مع شريكه فى الائتلاف الحالى الحزب الاشتراكى الديمقراطى، إلا أن الاشتراكيين الديمقراطيين يرفضون الدخول فى مفاوضات ائتلاف حاكم حتى عقب فشل مفاوضات «جامايكا»، ويصرون على لعب دور حزب المعارضة الرئيسى فى البلاد. ويدور السيناريو الثانى حول تشكيل حكومة أقلية تحت قيادة ميركل مع حزب الخضر أو الحزب الديمقراطى الحر، إلا أن ميركل ستحتاج حينها إلى تأييد عشرات من أصوات الكتل الحزبية الأخرى فى البرلمان لهذه الحكومة. أما السيناريو الثالث فهو إجراء انتخابات مبكرة، إلا أن الطريق لهذا السيناريو غير سهل دستوريا، لأنه لا يمكن إجراء انتخابات مبكرة إلا بعد انتخاب مستشار جديد للبلاد. وسيضطر رئيس البلاد فى هذه الحالة لاقتراح شخص لتولى منصب المستشارية. وإذا اقترح الرئيس اسم أنجيلا ميركل وتم انتخابها فى البرلمان من قبل غالبية ضئيلة وليس بغالبية كبيرة كالمعتاد لتولى هذا المنصب، فإنه يمكن للرئيس حينها أن يعينها مستشارة لحكومة أقلية، ويمكنه أيضا حل البرلمان وإعلان إجراء انتخابات مبكرة فى غضون 60 يوما. ومن جانبه، قال وزير الخارجية الألمانى زيجمار جابريل على هامش اجتماع وزراء خارجية «آسيا أوروبا» المنعقد فى ميانمار، اليوم، إن المجتمع الدولى ينتظر وضوح الوضع السياسى فى ألمانيا على نحو سريع. فيما وصف رئيس الحزب المسيحى الاجتماعى البافارى، هورست زيهوفر، اليوم، توقف المحادثات الائتلافية بأنها «عبء» على البلاد، معتبرا أنه كان بالإمكان التوصل لاتفاق فيما يتعلق بسياسة الهجرة. وفى أعقاب نتيجة مخيبة للآمال بالنسبة للتحالف المسيحى بزعامة ميركل فى انتخابات سبتمبر الماضى، اضطرت المستشارة الألمانية للدخول فى مفاوضات لتشكيل ائتلاف ثلاثى يجمع تكتلها المكون من الحزب المسيحى الديمقراطى والحزب المسيحى الاجتماعى البافارى، والحزب الديمقراطى الحر وحزب الخضر. وأطلق على الائتلاف الثلاثى اسم ائتلاف «جامايكا»، لأن الألوان المميزة للأحزاب المشاركة هى نفس ألوان علم دولة جامايكا.