أتطلع لفيلم يعيدنى للسينما.. لكن العروض التى أتلقاها تريدنى صورة من «قسمت» جراند أوتيل أرفض الحديث عن «المصريين الأرمن».. لأن البعض يستغل هذا فى المزايدة على وطنيتنا «فى البداية كان لدى تخوف من المسلسل، وكان لدى حذر من ردود أفعال الناس على عمل يدور عن مرض السرطان، لكن جميع الهواجس تلاشت تماما بعد عرض الحلقات الأولى من العمل، وردود أفعال المشاهدين عليها عبر مواقع التواصل الاجتماعى، وتقديرهم لرسالة المسلسل التى تدعو للتشبث بالحياة على الرغم من الألم والمرض».. بتلك الكلمات بدأت الفنانة أنوشكا حوارها مع الشروق، والذى أكدت فيه أنها خاضت من خلال «حلاوة الدنيا» تجربة شديدة الصعوبة، وكان همها الأكبر أن تصل للناس برسالة تفاؤل من شأنها أن تساعدهم على المقاومة والتحمل.. فى البداية سألتها: ألم يقلقك اختيارك لتجسيد دور الأم؟ جسدت دور الأم بشكل مختلف تماما فى مسلسل الجراند أوتيل فى رمضان قبل الماضى من خلال دور قسمت هانم التى اتسمت بملامحها القوية والتى قد تكون مغلوبة على أمرها ولها طريقتها الخاصة التى ارتأتها فى حماية بناتها وفقا لمتطلبات العمل والذى نال إعجاب السيدات من مختلف الفئات العمرية والجمهور المصرى بصفة عامة، أما بخصوص مشاركتى فى مسلسل حلاوة الدنيا فكان الأمر فى منحى واتجاه آخر حيث قدمت دور الأم المليئة بالمشاعر الإنسانية والعاطفة ومصدر الطاقة الإيجابية لكل من حولها وكنت محظوظة فى اختيار هذا العمل من بين جميع الأعمال الأخرى التى عرضت على وفضلت «حلاوة الدنيا»، بعد أن احترمت للغاية الفكرة التى قام عليها المسلسل فضلا عن إعجابى بجرأة الفنانة هند صبرى وجرأة المنتج بشكل كبير فى تنفيذ هذا النوع من الدراما، فضلا عن قناعتى التامة بأن الموضوع لمسنى بشكل شخصى. كيف كان استعداد طاقم العمل للفكرة وهل الجانب الإنسانى ل«حلاوة الدنيا» كان سر النجاح؟ ليس فقط الجانب الإنسانى هو الذى ساهم فى تحقيق النجاح، ولكن مضمون الرسالة الاجتماعية التى حملها مسلسل «حلاوة الدنيا» ساهم بشكل كبير فى تحقيق المصداقية لدى المشاهد. والفضل فى ذلك يعود إلى شركة الإنتاج ومحمد مشيش الذى حرص على اختيار مسلسل يحتوى على مضمون قيم، وليس فقط مجرد مسلسل للتسلية. وأعتقد أن جميع الفنانين وطاقم العمل الذين شاركوا فيه، كان لديهم حماس واستعداد كبير تجاه هذه الفكرة وهذا العمل، فضلا عن التناغم بين جميع الشخصيات ويكفى جرأة هند صبرى التى تسعى دائما لتجسيد أدوار والمشاركة فى أعمال غير تقليدية أو نمطية. ألم يثر هذا المضمون الجاد مخاوف من عزوف الجمهور عن المشاهدة خاصة أن المسلسل تم عرضه فى موسم رمضانى صاخب؟ فى البداية كنا متخوفين من الموضوع، وكان لدينا علامات استفهام كثيرة نظرا للهواجس المحيطة بالمسلسل فيما يتعلق بكونه دراما حزينة، وما يتخلله من التسليط على حالات لمرض السرطان وكان لدى قلق من فكرة تجسيد دور الأم «هند» خشية عدم تقبل الجمهور لهذا الدور، ولكن كل هذه التخوفات تلاشت تماما بعد ردود الأفعال الايجابية من المشاهد وكذلك الزخم التفاعلى حول المسلسل عبر مواقع التواصل الاجتماعى وإشادتهم برسالة العمل. وماذا أضافت تجربة الفنانة ياسمين غيث ل«حلاوة الدنيا»؟ ياسمين غيث فنانة موهوبة فضلا عن أنها مريضة متعافية بالفعل من السرطان ولذلك كان تواجدها فى المسلسل ضرورى للغاية بعد أن حملت على عاتقها إيصال رسالة بأن الحياة لم ولن تتوقف على أى مرض مهما كانت خطورته وتهديده للحياة، ولذلك اعتبرت ياسمين غيث مثلا أعلى يحتذى به على المستوى الشخصى فى الإرادة والتصميم والقدرة على التعايش. بعد العودة القوية لأنوشكا من خلال الشاشة الصغيرة.. هل تفتح شهيتها لبطولة سينما؟ بالطبع أتمنى تقديم أعمال جديدة فى السينما، التى بدأت تخذ طريق العودة لتقديم أعمال جادة، وقد تكون الخطوات الأولى من خلال فيلم «هز وسط البلد» للنجمة إلهام شاهين، وفيلم «هيبتا»، ولذلك أتمنى من كل قلبى تقديم عمل سينمائى ضخم، ولكن الموضوع يرتكز على مدى جدية الموضوعات المعروضة على، وأن تكون مختلفة ولا أستطيع إنكار أن أغلب الأعمال التى عرضت على فى السينما تدور فى نطاق قسمت هانم، وأرى أن تلك الشخصية لن تتكرر وأتمنى أن تكون الكتابة فيما يعرض بصفة عامة على مستوى عال لكى تتواكب مع الدراما المصرية التى احتلت مكانة عالية جدا فى محيطها العربى والإقليمى. أنوشكا كفنانة من جذور أرمنية.. كيف ترى الفيلم التسجيلى «إحنا المصريين الأرمن» على ضوء مشاركتك فيه؟ لم أكن أود الحديث عن هذا الأمر لأسباب كثيرة، من بينها أن البعض يستغل الموقف لكى يزايد على الوطنية، ويخلطون الأوراق وما أكثرهم، ولكنى أؤكد أننا جميعا مصريون، ولا أحتاج لكى أحمل بطاقتى الشخصية حول عنقى لكى أثبت هذا الأمر، ولو كنت رجلا كان زمانى فى الجيش، وكذلك أبى لو لم يكن والده متوفى لدخل الجيش، وأدى الخدمة، وعلى الرغم من هذا أرى أن البعض يستمتع بالمزايدة وقد تذوقت الأمرين من هذا الحديث، ولذلك فإن الحديث عن هذا الأمر ليس فى محله وبه حساسية مفرطة. وهناك حقائق تاريخية وهو أمر طبيعى للغاية فمن منا لا يتذكر صاروخان الذى يعد من أعظم من أسسوا فن الكاريكاتير فى مصر قبل سطوع نجم رسامى الكاريكاتير العظام صلاح جاهين ومصطفى حسين، وكذلك الأمر عندما نتحدث عن أول رئيس وزراء لمصر نوبار باشا وهى أمور لا يستطيع أحد إنكارها وكذلك فى مجال الفن كان هناك فيروز أسطورة الأبيض والأسود، وفى نهاية المطاف الحديث عن هذا العمل لم ولن يقدم أو يؤخر فى شىء. أخيرا ما هو العمل الذى تنوين تقديمه خلال الفترة المقبلة؟ هناك عمل أحضر له، وهو ليس مسلسلا دراميا ولا أستطيع الحديث عنه خلال هذه الفترة وأحاول التكتم عليه قدر الإمكان وعندما تتاح الفرصة سوف أعلن كل التفاصيل عندما يتم بلورة الفكرة.